اقرأ في أرشيف "النهار"- ماذا يريد نصرالله؟ بقلم جبران تويني

نستعيد في #أرشيف_النهار مقالاً كتبه جبران تويني بتاريخ 29 أيار 2003، حمل عنوان "ماذا يريد نصرالله؟".تلقيت رسالة بالبريد الالكتروني من لبناني مقيم في الخارج ويزور لبنان دورياً قال فيها: لا اظن يا صديقي ان لبنان مرّ في تاريخه بمرحلة انحطاط وبهدلة كالتي مرّ بها في الفترة الاخيرة وما زال!......وتابع يكتب: لبنان الذي عرفناه برجال كبار لم يعد موجودا، لبنان اليوم مغيّب، مسلوب الارادة والقرار، لا احد يسأل عنه ولا احد يحترم دولته... وختم بقوله: يمكنك ان تختلف مع الآخر، ان تكون في المعارضة، هذا امر طبيعي، بل امر ايجابي في الانظمة الديموقراطية، ولكن ما ليس طبيعياً ولا ايجابياً هو ان تنتقل من مرحلة المعارضة والاختلاف في الرأي الى مرحلة القرف!......ونحن اليوم في هذه المرحلة بالذات، لقد "قرّفتنا الدولة" بلبنان وبنفسها!معه حق صديقي وانني افهم شعوره، فهو من هؤلاء الذين رافقوا لبنان ايام كان القرار اللبناني قراراً سيداً وايام كان لبنان فاعلاً وليس مفعولاً به!ولا شك في ان هذا الشعور ازداد اليوم مع الحكومة الجديدة المنقسمة على نفسها.هل عنيت يا ترى تفككاً في السلطة؟كلا! والسبب بسيط، لأنه ليس هناك من سلطة واحدة اصلاً لتتفكك، بل سلطات... سلطات تتحارب ويتهم بعضها البعض، وينصب الكمائن بعضها للبعض الآخر، وكل هذا على حساب الوطن والشعب.وربما ما نعيشه في لبنان من تجاذبات داخل السلطة بين حلفاء سوريا قد يكون سببه الوضع المماثل - كما قال غسان تويني في افتتاحيته - في سوريا دون ان نعرف ما اذا كان السبب تخبطاً ام تناقضاً ام توزيع ادوار؟على كل حال لن نعلّق على وضع هذه الحكومة التي ولدت ميتة وهي على طريقها من الشام الى بعبدا!......ولكن ومن باب الحاشية، وللاستفسار، اسمحوا لنا ان نسأل الرئيس الاسد حسب اي مفهوم للسيادة والاستقلال والقرار الحر أُرسلت هذه الحكومة المعلبة من دمشق الى بيروت لتفرض علينا بكل سيئاتها وتناقضاتها؟!& & &...اما الاهم والاخطر هذا الاسبوع فكان كلام امين عام "حزب الله" الذي لا نعرف اذا كان يجب ان نصفه بالكلام الوجداني او الديماغوجي او بالصرخة الاخيرة؟ترى، ماذا يريد نصرالله؟هل يريد اخذ لبنان والمنطقة الى حرب انتحارية شاملة؟ هل يريد...