الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

ويبقى قسم جبران…

المصدر: النهار - ليليان خوري
ويبقى قسم جبران…
ويبقى قسم جبران…
A+ A-
في كلّ مرة تقترب ذكرى استشهاد جبران تويني، يصيبني حزنٌ عارم على هذه القامة الاعلامية الفذة التي غُدر بها ذات يوم من كانون الأول من العام ٢٠٠٥.
وفي كلّ مرة تنشط عائلته الكبيرة "النهار"، وعائلته الصغيرة استذكار قسمه الذي تميّز به عن غيره، كرّسه هذا القسم أيقونة إعلامية وانسانية وسياسية وحدوية انتهجت خطاباً جامعاً ومعتدلاً تجاه اخصام له في الرؤية والرأي والنظرة الشاملة للدولة ومؤسساتها وصيرورتها وسيادتها.
صوت جبران تويني في قسمه يدمي القلب لكنه يخلّده أكثر فأكثر في قلوب اللبنانيين ويحفره عميقاً كلّ سنة في ذكراه في وجدانهم وحياتهم.
لا زال استشهاد جبران تويني مؤلماً لمن عرفه وحتى لمن لم يعرفه، إلّا انّني رغم حزني عليه يغمرني امتنان كبير انني التقيته مرةً عن قرب في نشاطٍ شعبي احتجاجيّ أشرف عليه وهندسه وقاده بشغف وحماس.
من الظلم ان تنال الخصومة السياسية من حياة البشر ويدفع السياسي حياته ثمناً لمواقفه وقناعاته، فكيف بالحري إذا كان هذا الشخص إعلامياً لا يملك سوى قلمه الراقي والمقدس في مواجهة خصومٍ لا يتقنون غير القتل والتصفية الجسدية لمن لا يوافقهم الرأي؟ والمؤلم في الأمر أن من نال من جبران تويني لا زال مجهولاً حتى اليوم ولم يظفر اللبنانيون وعائلته في الاقتصاص منه وبلسمة جراحٍ ما زالت تنزف في قلوبهم أكثر مع عجزٍ أكبر في تكريس مبدأ المحاسبة والعدالة على حدّ سواء.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم