الثلاثاء - 07 أيار 2024

إعلان

ما هو مشروع مانهاتن السرّي الذي كان لا يعرف فيه العمال ماذا يفعلون؟

جاد محيدلي
ما هو مشروع مانهاتن السرّي الذي كان لا يعرف فيه العمال ماذا يفعلون؟
ما هو مشروع مانهاتن السرّي الذي كان لا يعرف فيه العمال ماذا يفعلون؟
A+ A-

مشروع مانهاتن هو الاسم الرمزي الذي أطلق على مشروع أميركي سرّي خلال الحرب العالمية الثانية، وهو مشروع بحث وتطوير نجح في إنتاج أول الأسلحة النووية، وكان بقيادة الولايات المتحدة الأميركية وبدعم من المملكة المتحدة وكندا، وذلك خلال الاعوام 1942 - 1946. كان تحت إدارة اللواء ليزلي غروفز، وعالم الفيزياء النووية روبرت أوبنهايمر وهو مدير مختبر لوس آلاموس الذي صمم القنبلة الفعلية. بدأ المشروع بشكل متواضع في عام 1939 ولكن كبر مع مرور الوقت ليوظف أكثر من 130 ألف شخص وكلف ما يقرب من 2 ملياري دولار. واستخدمت مصاريف أكثر من 90% من تكلفة المشروع لأجل بناء المصانع وإنتاج المواد الانشطارية، و10% منها لتطوير وإنتاج الأسلحة. وجرت عمليات البحث والإنتاج في أكثر من 30 موقعاً في كل من: الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وكندا.

كان المشروع مسؤولاً أيضاً عن جمع معلومات استخبارية عن برنامج التسلح النووي الألماني. ولقد خدم أفراد من مشروع مانهاتن في أوروبا وأحياناً خلف خطوط الحرب، حيث جمعوا المواد النووية والوثائق، واعتقلوا العلماء الألمان. على الرغم من الإجراءات الأمنية المشددة لمشروع مانهاتن، إلا أن الجواسيس السوفييت تمكنوا في النهاية من اختراق البرنامج. ولكن ببساطة استطاع مشروع مانهاتن تغيير سياسة العالم برمتها. المشروع أُلغي بشكل رسمي في الخامس عشر من شهر آب عام 1947، وكانت قد اختُبرت أول قنبلة نووية في السادس عشر من شهر تموز عام 1945، وكان المشروع أيضاً مسؤولاً عن تصنيع القنبلتين اللتين أُلقيتا على مدينتي هيروشيما وناغازاكي اليابانيتين. وبالمجمل، بلغت تكلفة مشروع مانهاتن نحو ملياري دولار أميركي في تلك الفترة، أي ما يُعادل 31 مليار دولار حالياً.

رغم التكاليف الباهظة وعدد العمال الضخم، كان مشروع مانهاتن برنامجاً شديد السرية في الولايات المتحدة، ولم يعرف حقيقته سوى عشرات الأشخاص في البلاد بأكملها، ومن بين الذين عملوا على المشروع، والبالغ عددهم 130 ألف شخص، لم يكن سوى ألف شخص على دراية بالهدف من المشروع، أو أنهم يعملون على صنع قنبلة نووية، أما باقي العمال، فكانوا بكل بساطة لا يدرون ماذا يفعلون، وكان عليهم العمل فقط دون طرح أسئلة. فكان إبقاء الأمر سراً ضرورة ملحة، بحيث أنه وإذا فُضح المشروع، ستقوم قوات المحور –وبالتحديد، ألمانيا النازية –بتسريع مشروعهم النووي الخاص، وربما تصنيع قنبلة نووية قبل الولايات المتحدة، وتغيير تاريخ العالم بأكمله، بالإضافة الى إبقاء السرية من أجل حمايته من التخريب. بحسب مجلة لايف في شهر آب من عام 1945، فإن أغلب الموظفين كانوا "يعملون في الظلمات، ويراقبون بحذر الأرقام والأزرار، بينما يجري تفاعلٌ غامض خلف تلك الجدران الإسمنتية"، كما قيل إن الحكومة فرضت عقاباً بالسجن لمدة 10 أعوام على أي شخص ينشر معلومات عن هذا النشاط السري.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم