الأحد - 05 أيار 2024

إعلان

وطن مشويّ وأشلاء

حسين ضاهر
وطن مشويّ وأشلاء
وطن مشويّ وأشلاء
A+ A-

(1)

الجندي الذي كسب الحرب صار أباً

لجثتين جميلتين.

يرجع مساءً إلى بيته

ينبش بمعول الذاكرة قبور قتلاه

يُخرج الجثث، يلاعبها قليلاً،

يحكي لها قصصاً عن الندم

ثم يدفنها مجدداً

(2)

الجندي الذي خسر الحرب يصرخ:

استيقظي مجدداً أيتها المعركة

لتغسلي وجهكِ القاسي بدماء أبنائنا الجدد

استيقظي

لنعدّ لك فطوراً لائقاً "وطناً مشوياً وأشلاء"

(3)

الجندي الذي ترك الحرب ورحل، يقول:

لنا بلاد سقطت من السماء إلى قعر المصيبة منذ أول الخلق

ومع الأيام صارت تميمة للبؤس نعلقها على رقابنا نحن العراة من الوطن.

لنا غربة تنمو على صدورنا كعفنٍ أخضر فوق رغيف بائت بقرب جدار

لنا عمر يمشي على أجسادنا بنعالٍ من جمر

خبزنا الركض خلف أمل زائف

وماؤنا لاذع كركلات جلاد.

(4)

الجندي الذي قُتل

راح يؤدي نوبات الحراسة المتبقية على باب المقبرة

وينتظر بلهفة رفيقاً آخر "على آلة حدباء محمول"

(5)

الجندي الذي خسر قدمه

يتمنّى لو أنه شجرة

حتى ينمو غصن في فراغ بنطاله.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم