الثلاثاء - 07 أيار 2024

إعلان

منال العاصي قتلها زوجها محمد النحيلي ضرباً \r\nضحية جديدة للعنف الأسري في بيروت

المصدر: "النهار"
A+ A-

لم تكد دماء رلى يعقوب تجف في حلبا، حتى كانت أمس جريمة مروّعة تخرج من قلب الاحياء الشعبية البيروتية، هذه المرة. وفي منطقة طريق الجديدة، انهال الزوج محمد النحيلي بالضرب على زوجته منال العاصي ساعات، دون ان ينجح قريب او جار في ردعه عن اراقة دم ضحيته التي تنضم الى لائحة طويلة من ضحايا العنف الاسري، يجزم العارفون ان عددهن لم يتزايد في الآونة الاخيرة، بقدر ما نجح اهتمام الاعلام بجعل قصصهن قضية لم تتوّج حتى الآن باقرار قانون حماية النساء من العنف الاسري.


الرواية تنقلها "النهار" عن عبير عاصي، شقيقة المغدورة منال التي اعتدى عليها زوجها محمد النحيلي بالضرب نهار الثلثاء قرابة الساعة الحادية عشرة والنصف قبل الظهر بعد مناوشة كلامية بينهما سببها خلافات تعود الى زواج محمد من امرأة اخرى. وسرعان ما تطور النقاش الكلامي الصاخب حين اخذ الزوج الذي يعمل نجاراً بضرب زوجته بكل ما أوتي من قوة مستخدماً أواني المطبخ والكراسي والطاولات وعصي التنظيف. وكلما حاول الجيران التدخل، كان محمد يبادرهم بأن الامر عائلي ولا يحق لاحد التدخل.
وفق رواية عبير، ان الزوج اتصل بالام ليخبرها انه يضرب ابنتها، داعياً اياها الى ان تأتي لـ"الفرجة”. فأسرعت الام المنكوبة بصحبة ابنتيها وابنها محمد الذي تعارك مع الزوج محاولاً ردعه، لكن الزوج كان قد "أنجز مهمة" توجيه ضربات "قاضية" الى جمجمة زوجته قبل وصول العائلة التي قامت بنقلها الى مستشفى المقاصد حيث لم يقاوم جسدها النزف الداخلي في الدماغ سوى لساعة واحدة. كما وثق تقرير الطبيب الشرعي الذي كشف على جثة منال.
والاهم ان منال سقطت ضحية زوجها، وهي والدة لابنتين تبلغان 13 و15 سنة، كانتا في المدرسة خلال جريمة والدهما. ومضى على زواج المغدورة 15 سنة مارس خلالها محمد العنف على زوجته مراراً. وحين تُسأل العائلة لماذا تركتم ابنتكم مع "الوحش" طيلة الفترة الماضية؟ يأتي الجواب: "لم نتوقع تمادي الاجرام"!. اما لماذا لم تبلغوا الامن قبل ان تقصدوا المنزل الذي تتعرض فيه ابنتكم للضرب؟ فيجيبون: "لم نتوقع ان تضرب ابنتنا حتى الموت".
الزوج هارب الآن، فيما تم دفن ضحيته عصر أمس في جبانة الشهداء، دون ان يحرك موتها ساكناً في ضمائر ما زالت تدرج قضية العنف الممارس على النساء في سلم دوني من الاهتمامات.
والسؤال فهل يحتاج تدخل الجيران لإنقاذ امرأة تضرب حتى الموت الى قانون؟ هل سكوت عائلة عن ضرب ابنتها مدى سنوات يمكن ان يكسره اقرار قانون فقط؟ لماذا لم تتصل العائلة بالشرطة قبل ان تقصد منزل الضحية وتشهد موتها؟

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم