الأربعاء - 08 أيار 2024

إعلان

السفيرة ماري يوفانوفيتش... أحدث ضحايا حرب ترامب على الديبلوماسيّين

المصدر: "رويترز"
السفيرة ماري يوفانوفيتش... أحدث ضحايا حرب ترامب على الديبلوماسيّين
السفيرة ماري يوفانوفيتش... أحدث ضحايا حرب ترامب على الديبلوماسيّين
A+ A-

 تجسد المعاملة التي لاقتها السفيرة الأميركية #ماري_يوفانوفيتش من ذمّ من الرئيس #دونالد_#ترامب واستدعائها فجأة من #أوكرانيا ما يصفه مسؤولون أميركيون حاليون وسابقون بأنها حملة من الرئيس ترامب تستهدف الديبلوماسيين الذي قضوا حياتهم المهنية في السلك الديبلوماسي.

ويوفانوفيتش سفيرة مخضرمة تولت القيادة في السفارات الأميركية في أرمينيا وقرغيزستان وأوكرانيا. وقُطعت فترة عملها كسفيرة في كييف، عندما تم استدعاؤها إلى واشنطن في أيار في وقت اتهمها حلفاء ترامب، من دون أدلة، بالغدر ووجهوا اليها اتهامات أخرى.

ووصف بيل بيرنز، نائب وزير الخارجية السابق، وهو من أبناء السلك الديبلوماسي وخدم في مواقع ديبلوماسية عليا في عهد رؤساء من الجمهوريين والديموقراطيين، الطريقة التي عوملت بها بأنه جزء من حملة أوسع "داخل الوزارة وضدها".

وقال بيرنز، مؤلف كتاب "القناة السوداء"، وهو عبارة عن مذكرات حياته المهنية وينادي فيه بتجديد الديبلوماسية الأميركية: "ثمة جهد يتسم بالتهور والخطورة يبذل، ليس لتحييد أصحاب الخبرات المهنية فحسب، انما ايضا لتحييد الوزارة كمؤسسة".

وأصبحت يوفانوفيتش الآن طرفا في التحقيق الذي يجريه مجلس النواب، بقيادة الديموقراطيين، في ما إذا كان يجب عزل الرئيس ترامب لمطالبته نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالتحقيق في اتهامات فساد تستهدف منافسه السياسي الديموقراطي جو بايدن وابنه هانتر.

وقد وافقت السفيرة على تقديم شهادة الى لجان في الكونغرس في 11 تشرين الأول الجاري.

ونفى ترامب أنه ضغط على زيلينسكي. ودافع عن طلبه من الرئيس الأوكراني. وقال في تغريدة على تويتر الخميس إن له "مطلق الحق" في أن يطلب من الدول الأخرى التحقيق في الفساد "لمعاونتنا".

في آذار الماضي، أصبحت يوفانوفيتش التي يصفها زملاؤها بأنها شديدة البراعة في عملها، هدفا لاتهامات بأنها أعطت المدعي العام الأوكراني قائمة أسماء كي لا يقدم أصحابها الى المحاكمة. ونفت وزارة الخارجية هذه الاتهامات بشدة.

وطالب حلفاء ترامب بعزلها، واتهموها بانتقاد الرئيس أمام مسؤولين أجانب، وهو أمر يستبعده زملاؤها الحاليون والسابقون تماما.

وزعم رودي جولياني، محامي ترامب، أنها عرقلت جهودا لإقناع أوكرانيا بالتحقيق في أمر عائلة بايدن. لا بل أوضح موجز أصدره البيت الأبيض ان ترامب نفسه وصفها بأنها "نبأ سيىء" لزيلينسكي في مكالمة جرت وقائعها في 25 تموز، طلب منه فيها المساعدة في التحقيق في أمر بايدن وابنه هانتر، العضو السابق في مجلس إدارة شركة أوكرانية للغاز. وأضاف ترامب: "ستتفحص بعض الأمور".

وقال بيرنز: "هذه ممارسة خبيثة خصوصا، يتعرض فيها مهنيون أفراد للهجوم، إما لأنهم عملوا في قضايا خلافية في الإدارة السابقة، إما كما في حالة ماشا يوفانوفيتش، لأنها ديبلوماسية رائعة ليس لها انتماءات سياسية، وكانت تؤدي عملها ببراعة غير عادية، وتعرضت للهجوم بظلم شديد لأسباب سياسية".

ولم ترد وزارة الخارجية على الفور على طلب للتعليق.

وقد سعى وزير الخارجية مايك بومبيو الى رفع الروح المعنوية في الوزارة. ففي العام الماضي، ضاعف الترقيات تقريبا لكبار الديبلوماسيين الأميركيين سعيا الى استعادة العلاقات بالعاملين في الوزارة الذين استعداهم سلفه ريكس تيلرسون.

ومع ذلك، يقول مسؤولون حاليون وسابقون إن سعي ترامب الى تهميش العاملين في السلك الديبلوماسي يتبدى في اقتراحه خفض ميزانية وزارة الخارجية بنسبة 30 في المئة تقريبا، وفي تعيين النسبة الأكبر من السفراء السياسيين في العصر الحديث، وفي تقليصه الجذري لعدد المسؤولين من أبناء السلك الديبلوماسي في مناصب مساعدين لوزير الخارجية أو أعلى من ذلك.

ونتيجة لذلك، قلّ عدد الوظائف العليا المتاحة في واشنطن وفي الخارج لأغلبية كبار الديبلوماسيين الأميركيين.

وقد باغت ترامب وزارة الخارجية الأميركية بقرارات تتعلق بالسياسات على قدر من الأهمية يعلنها فجأة على تويتر.

ومن ذلك تعليق المساعدات العسكرية لباكستان في 2018، وفسخ المحادثات مع حركة طالبان في أيلول الماضي بشأن انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان.

كذلك، تعرضت الوزارة لهزة بفعل تحقيقات حظيت بتغطية واسعة من جانب المفتش العام للوزارة والكونغرس في اتهامات باتخاذ إجراءات انتقامية وأشكال أخرى من سوء المعاملة لأبناء السلك الديبلوماسي من جانب المعينين بقرارات سياسية.

وقال الجمهوري ريتشارد أرميتاج، خبير السياسة الخارجية المخضرم الذي خدم كنائب لوزير الخارجية في عهد الرئيس الجمهوري جورج دبليو بوش: "انطباعي أن الرئيس لا يحترم الديبلوماسيين أو الديبلوماسية على الإطلاق. وهذا ينتقل إلى كثير ممن يعينهم بقرارات سياسية في وزارة الخارجية".

وردا على سؤال عن سبب وجود عدد كبير من المناصب في وزارة الخارجية يشغلها "قائمون بالأعمال" لمساعدي الوزير، قال أرميتاج: "لأنهم لا يعيرون العاملين اهتماما. ولا يعيرون السياسة اهتماما. وكل ما يهتمون به هو رعاية دونالد جيه. ترامب وتغذيته".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم