الجمعة - 10 أيار 2024

إعلان

"رسالة قهر" أرادها أن تصل... جورج أضرم النار في جسده رفضاً لحكم المحكمة

المصدر: "النهار"
أسرار شبارو
أسرار شبارو
"رسالة قهر" أرادها أن تصل... جورج أضرم النار في جسده رفضاً لحكم المحكمة
"رسالة قهر" أرادها أن تصل... جورج أضرم النار في جسده رفضاً لحكم المحكمة
A+ A-

رسالة قهر أراد جورج خ. إيصالها اليوم حتى ولو كلفته حياته، بعدما انتظر سنوات طويلة كي ينصفه القضاء، وفق روايته، إلا أنه صدم بالحكم، فما كان منه إلا أن توجه إلى قصر العدل صباح اليوم وأضرم النار بنفسه، علّ ألم النيران التي تشتعل في جسده تخفف من حرقة البركان الثائر في داخله.

ألم على مدى سنين

لطفَ اللهُ بجورج، اقتصرت الحروق على يديه وبطنه، نقل إلى مستشفى الجعيتاوي لتلقي العلاج. وعن السبب الذي دفعه إلى الإقدام على هذه الخطوة الخطيرة، شرح شقيقه جان لـ"النهار" قائلاً: "منذ سنوات قرر جورج العودة من أميركا إلى وطنه للعمل فيه، كونه يعشق لبنان وأراد تربية ولديه فيه، بدأت وإياه في التعهدات، وقد استلمنا بناء عقار لشخص، إلا أنه لم يصدُق معنا في الدفع، عندها قررنا وقف العمل، وطلبنا منه أن يعطينا ما لنا من مال معه، رفض طالباً منا تقديم شكوى بحقّه، وبالفعل رفع شقيقي جورج دعوى سنة 2009". وأضاف: "توجد كشوفات من قبل مهندس على الأعمال التي قمنا بها، طلب المهندس من بشعلاني دفع مبلغ معين، إلا أن الأخير رفض، وقاوم بتزوير ورقة أعطاه إياها المهندس، فكتب أسفلها أنه وصلنا مبلغ معين، وهذا الأمر غير صحيح، وقد حكمت المحكمة ببراءته من التزوير على الرغم من أن الخط قد يعود إلى أحد أقاربه وليس بالضرورة خطّه".

حكم صادم

"ما صدم جورج (64 سنة) حكم المحكمة الصادر على الشخص المدعى عليه حيث ألزمه بدفع مبلغ 3400 دولار، على الرغم من أن لديه في ذمته 11900 دولار". ولفت جان إلى أن "ما حكمت به المحكمة لا يغطي أتعاب المحامي البالغة 4000 دولار، فخبير الخطوط وحده أخذ 1000 دولار، هذا عدا عن أن لنا في السوق آلاف الدولارات، نعمل من دون أن نحصل على حقنا، كل هذا أصاب جورج باليأس والإحباط، وهذه ليست مشكلتنا وحدنا بل مشكلة كثير من المتعهدين والمقاولين".

توضيح ومتابعة

وبعد الحادثة، أصدر المكتب الإعلامي لوزير العدل القاضي ألبرت سرحان بياناً جاء فيه: "نحو الساعة الثامنة من صباح يوم الجمعة الواقع فيه 2016/9/6، فوجئ عناصر الأمن المولجون بحراسة قصر العدل في بيروت بإقدام المدعو "جورج. م. خ" على إضرام النار بنفسه أمام مدخل قصر العدل، فسارعوا إلى إطفاء النار والاتصال بالصليب الأحمر الذي نقله إلى مستشفى الجعيتاوي للمعالجة. وقد تم فتح محضر عدلي بالحادثة تحت إشراف المحامي العام الاستئنافي المناوب في بيروت القاضي رجا حاموش الذي كشف على مكان الحادث وقام بالإجراءات القانونية اللازمة".

جورج واحد من عشرات اللبنانيين الذين لم يجدوا وسيلة لإيصال صوتهم إلا من خلال المخاطرة بحياتهم، وهو واحد من آلاف يعتبرون أن ظلماً وقع في حقهم. فما الذي ستسفر عنه حركة جورج الاحتجاجية الخطرة، والتي آذان المعنيين؟ وهل تستمر فصول القضية أم أن الحكم "الصادم" كان آخرها؟ 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم