الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

"الحرب النوويّة على الأبواب، وبوتين ذهب ليفطر في مقهى"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#

المصدر: النهار
لقطتا شاشة من الفيديو المتناقل بالمزاعم الخاطئة (فايسبوك).
لقطتا شاشة من الفيديو المتناقل بالمزاعم الخاطئة (فايسبوك).
A+ A-
هذا هو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مقهى، مستمتعا بوقته. فيديو ينتشر في وسائل التواصل الاجتماعي بمزاعم انه يظهر "بوتين مرتاح البال، يأكل الكيك ويشرب القهوة، بينما الحرب النووية على الابواب"، في اشارة الى المخاوف من غزو روسي لأوكرانيا ومن تداعياته. غير ان هذا الادعاء خاطئ. ففي واقع الأمر، الفيديو قديم، بحيث يعود الى 11 تشرين الاول 2006، اي الى 16 عاماً، ويصوّر بوتين خلال توقفه في "مقهى صغير في دريسدن لاحتساء فنجان قهوة ومطالعة الصحيفة المحلية في المدينة التي عمل بها قبل سنوات كجاسوس لجهاز المخابرات السوفايتي كي.جي.بي"، وذلك على هامش زيارته لألمانيا يومذاك. FactCheck#
 
"النّهار" دقّقت من أجلكم 
 
الوقائع: 1.03 دقيقة مدة الفيديو. المشاهد تظهر بوتين وهو  يقف عند منضدة ليطلب ما يشربه ويتناوله. ثم يحمل فنجانا وصحنا وضعت عليه فطيرة. ثم تتجول الكاميرا في المكان، لنشاهد بوتين واقفا عند طاولة، متناولا فطيرته ومحتسيا القهوة، فيما كان يقرأ في صحيفة أمامه. ينتشر الفيديو في صفحات وحسابات، في الفايسبوك (هنا، هنا، هنا، هنا...)، وتويتر (هنا، هنا، هنا...)، مرفقاً بالمزاعم الآتية (من دون تدخل أو تصحيح): "ولا على باله بوتين الحرب النووية على الابواب وهو رايح يتريق في الكوفي شوب! يشرب كوفي وياكل كيكة وفطيرة!!".
 
التدقيق: 
يتزامن انتشار الصور مع اعلان واشنطن، الجمعة 12 شباط 2022، أنّ روسيا قد تغزو أوكرانيا "في أيّ وقت" خلال الأيّام المقبلة، في وقت بلغت الجهود الديبلوماسية الأوروبية بشأن الصراع في هذا البلد طريقا مسدودا، وفق ما أعلن الجمعة المشاركون فيها.
 
وقد دعت دول عدة رعاياها إلى مغادرة أوكرانيا، وسحبت أطقمها الديبلوماسية أو خفضت من حضورها، في مواجهة احتمال غزو روسي لهذا البلد. 
 
وقد حشدت روسيا أكثر من 100 ألف عسكري على حدودها مع أوكرانيا، في تحرّك اعتبره الغرب تحضيراً لغزو وشيك، محذّراً موسكو من أنّ أيّ توغّل لقواتها في الجمهورية السوفياتية السابقة سيُقابل "بعواقب شديدة" (أ ف ب).
 
- حقيقة الفيديو -
غير ان الفيديو المتناقل لا علاقة له بهذه المستجدات، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقته. 
 
البحث عن الفيديو يقودنا اولا الى ناشره، حساب paullee3012@ في تيك توك (هنا)، والذي نقله عنه مستخدمون أخيرا. ويتبين ان هذا الحساب نشر الفيديو في 11 كانون الثاني 2022، اي قبل أكثر من شهر، شارحا (بالفيتنامية) ان "الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتجول ويتناول إفطارًا بسيطًا في مدينة دريسدن بألمانيا الشرقية، حيث خدم سابقًا (كعنصر) في الكي.جي.بي". 
 
@paullee3012 Tổng thống Nga Vladimir Putin dạo quanh và ăn sáng giản dị tại TP Dresden, Đông Đức nơi trước đây Ông đã từng phục vụ KGB #putin ♬ оригинальный звук - Алексей
 
 
 
وقد صدق الحساب ان المشاهد صوّرت في مدينة دريسدن بألمانيا. وما اغفل ذكره هو  ان هذه المشاهد تعود الى 11 تشرين الأول 2006، اي الى 16 عاما. ونجدها في صورتين نشرهما الكرملين يومذاك (هنا)، بعنوان: "الرئيس فلاديمير بوتين ذهب ليتنزه حول مدينة دريسدن" في المانيا. وذكر ان الصورتين التقطتا له "في مقهى".  
 
 
 
 
وقد اجرينا لكم مقارنة بين الصورتين من موقع الكرملين (ادناه الى اليمين) ولقطتي شاشة من الفيديو المتناقل (الى اليسار). وأشرنا بالاحمر الى العناصر المشتركة فيها. 
 
 
- قهوة وفطيرة من الجوز -
في ذلك اليوم، "ذهب بوتين في نزهة حول مدينة دريسدن. وقد عبر فناء متحف النقل إلى ضفاف نهر إلبه، ومنها إلى متحف ألبرتينوم"، على ما ذكر الكرملين (هنا).
 
وسبق ان عاش بوتين في دريسدن كعميل لجهاز المخابرات السوفياتية في الثمانينيات من القرن الماضي، ويتحدث الالمانية بطلاقة. 
 
كذلك، توقف بوتين "في مقهى، ليس بعيدًا من فراونكيرشي Frauenkirche، حيث احتسى فنجانًا من القهوة وقرأ في صحف المحلية"، على ما ذكر الكرملين (هنا). و"خلال وجوده في المقهى، اقترب منه عدد من السكان المحليين وعمال بناء وتحدث اليهم لفترة وجيزة".
 
وأوردت وكالة "رويترز" (هنا) ان الكسندرا جيرتنر، مديرة مقهى فينر فاينبكر، قالت ان بوتين دخل المقهى وطلب فنجانا من القهوة ثمنه 90ر1 يورو وفطيرة بالجوز ثمنها 99 سنتا يوم الاربعاء (11 تشرين الاول 2066). وقالت جيرتنر (36 عاما): "لم أصدق الامر عندما دخل لكنه تحدث الالمانية بشكل ممتاز وامكنني فهمه بشكل جيد جدا".
 
واضافت: "كان هادئا وبدا مسترخيا للغاية". وذكرت ان "بوتين قرأ صحيفة دريسدن مورجنبوست اليومية. ثم شارك في مناقشة تتسم بالحيوية باللغة الالمانية مع مجموعة من عمال بناء كانوا يقفون عند مائدة مجاورة".
 
وتابعت جيرتنر ان بوتين الذي كان يرتدي حلة زرقاء داكنة، أشار الى صور بالصحيفة يظهر فيها مع المستشارة الالمانية انغيلا ميركل خلال اجتماع لهما في اليوم السابق في دريسدن. وانتهى بوتين من تناول فطيرته واحتساء القهوة وانصرف بعد نحو عشردقائق مع حراسه وعدد من المصورين.
 
كذلك زار بوتين يومذاك "فراونكيرشي التي دُمّرت في قصف دريسدن في شباط 1945 وأعيد بناؤها بعد إعادة توحيد ألمانيا". ثم توجه الى "أحد الشوارع الرئيسية وصولا إلى ساحة السوق، وانتقل من هناك إلى معرض فني حيث اقتربت منه مجموعة من الطلاب الألمان ومعلميهم كانوا يزورون المعرض. وتحدث اليهم بوتين، لا سيما باللغة الروسية. وبينما واصل الرئيس جولته، توقف مرات عدة للتحدث الى السكان المحليين"، وفقا للكرملين.
 
الثلثاء 10 تشرين الاول 2006، وصل بوتين إلى ألمانيا في زيارة استغرقت يومين، التقى خلالها المستشارة الألمانية انغيلا ميركل في مدينة دريسدن، على هامش اللقاء السنوي المعروف بـ"حوار سان بطرسبرج"، وهو منتدى ألماني- روسي يهدف خصوصا الى تقريب المجتمعين المدنيين في البلدين، على ما اورد موقع "دوتشيه فيليه" (هنا، هنا).  
 
- تطورات الازمة الاوكرانية -
أعلنت وزارة الدفاع الروسية، الثلثاء 15 شباط 2022، أن جزءا من القوات الروسية المنتشرة قرب الحدود مع أوكرانيا باشرت العودة إلى ثكناتها، في وقت تخشى فيها الدول الغربية من عملية عسكرية وشيكة، على ما أوردت وكالة فرانس. 
 
وقال الناطق باسم الوزارة إيغور كوناشينكوف الذي أوردت تصريحه وكالات الأنباء الروسية: "وحدات أقاليم الجنوب والغرب العسكرية أنجزت مهمتها وباشرت عمليات التحميل عبر وسائل النقل البرية والسكك الحديد والعودة إلى ثكناتها اليوم".
 
في غضون ذلك، أعلنت أوكرانيا اليوم  أن جهودها الديبلوماسية المشتركة مع حلفاء غربيين نجحت في تفادي تصعيد روسي أكبر.

وقال وزير الخارجية دميترو كوليبا للصحافيين: "تمكنا نحن وحلفاؤنا من الحؤول دون قيام روسيا بمزيد من التصعيد. نحن في منتصف شباط، ونرى أن الديبلوماسية لا تزال مستمرة".
 
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الفيديو المتناقل يظهر "بوتين مرتاح البال، يأكل الكيك ويشرب قهوة بينما الحرب النووية على الابواب". ففي الواقع، الفيديو قديم، بحيث يعود الى 11 تشرين الاول 2006، اي الى 16 عاماً، ويصوّر بوتين خلال توقفه في "مقهى صغير في دريسدن بألمانيا، لاحتساء فنجان قهوة ومطالعة الصحيفة المحلية في المدينة التي عمل بها قبل سنوات كجاسوس لجهاز المخابرات السوفايتي كي.جي.بي".
 
 
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم