السبت - 11 أيار 2024

إعلان

صورة لـ"زيلينسكي وبوروشنكو في ساحات القتال في شوارع أوكرانيا"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#

المصدر: النهار
الصورة المتناقلة بالمزاعم الخاطئة (فايسبوك).
الصورة المتناقلة بالمزاعم الخاطئة (فايسبوك).
A+ A-
صورة جديدة للرئيس الاوكراني فولوديمير زيلينسكي، بقبعة عسكرية على الرأس. وهذه المرة يتم تناقلها بمزاعم انه يظهر فيها برفقة "الرئيس السابق لاوكرانيا بيترو بوروشنكو في ساحات القتال في الشوارع مع جيش بلادهما ضد الغزو الروسي". غير ان هذا الزعم خاطئ. في الواقع الصورة قديمة، بحيث ترجع الى 9 نيسان 2021، ويظهر فيها زيلينسكي خلال زيارته مواقع القوات الأوكرانية بالقرب من خط المواجهة مع الانفصاليين المدعومين من روسيا في منطقة دونباس بأوكرانيا. FactCheck#
 
"النّهار" دقّقت من أجلكم 
 
الوقائع: تنتشر الصورة بكثافة منذ ايام في صفحات وحسابات، في الفايسبوك (هنا، هنا، هنا، هنا...)، وتويتر (هنا، هنا، هنا...). وقد أرفقت بالمزاعم الآتية (من دون تدخل أو تصحيح): "لقطة اليوم من اوكرانيا الرئيس الاوكراني الحالي زيلينسكي والرئيس السابق لاوكرانيا بترو بورشنكو الذي خسر انتخابات الرئاسة 2019 في ساحات القتال بالشوارع مع جيش بلادهم ضد الغزو الروسي". 
 
 
 
التدقيق: 
يتزامن انتشار الفيديو مع مواصلة روسيا غزوها لأوكرانيا. وقد قصف الجيش الروسي الاثنين 7 آذار 2022 خاركيف شمال شرق أوكرانيا، بينما يحاول تطويق العاصمة كييف، في وقت من المقرر أن تعقد خلال ساعات جولة ثالثة من المفاوضات الروسية الأوكرانية لكن الأمل بنجاحها ضئيل، على ما أوردت وكالة فرانس برس. 
 
وقد تعثّرت مجددا الأحد 6 منه عمليات إجلاء المدنيين من ماريوبول التي تحاصرها القوات الروسية، بينما تتخوّف أوكرانيا من استهداف وشيك لمدينة أوديسا الساحلية رغم تكثيف الجهود الديبلوماسية.
 
وفي اليوم الحادي عشر من الحرب، أعلنت الأمم المتحدة أن عدد اللاجئين الفارّين من الغزو الروسي لأوكرانيا تجاوز 1,5 مليونا، ما يخلق "أزمة لجوء تعد الأسرع تفاقما" في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
 
- حقيقة الصورة -
غير ان الصورة لا علاقة لها بالهجوم الروسي على أوكرانيا الذي بدأ في 24 شباط 2022، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقتها. 
 
فالبحث العكسي عنها يبيّن ان الصورة نشرتها مواقع اخبارية اجنبية في (9) و(11) و(12) نيسان 2021 (هنا، هنا، هنا، هنا...)، ضمن تقارير اخبارية عن الصراع في شرق اوكرانيا، وايضا عن كلام للرئيس الاوكراني فولوديمير زيلينكسي على "سبب إرسال روسيا قوات إلى الحدود".
 
وجاء في شرح أوردته للصورة وكالة رويترز: "الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يزور مواقع القوات المسلحة بالقرب من خط المواجهة مع الانفصاليين المدعومين من روسيا في منطقة دونباس بأوكرانيا في 9 نيسان 2021".
 
الرصيد: الخدمة الصحافية للرئاسة الأوكرانية/ رويترز.
 
وقد امكن العثور على صور أخرى لزيلينسكي، خلال جولته في مواقع القوات المسلحة بالقرب من خط المواجهة مع الانفصاليين في منطقة دونباس بأوكرانيا، نشرتها وكالة غيتي ايماجز في 8 نيسان 2021 (هنا، هنا، هنا...)، ووكالة اسوشيتد برس (هنا) في 9 نيسان 2021. 
 
 
ويمكن مشاهدة في صورة اسوشيتد برس اعلاه الشخص ذاته خلف زيلينسكي الذي نشاهده وراءه في الصورة المتناقلة. وبالطبع، هذا الشخص ليس بوروشنكو، ولا يشبهه. 
 
في 8 نيسان 2021، زار زيلينسكي الخطوط الأمامية للنزاع الدائر مع الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق البلاد، حيث تتزايد الاشتباكات المسلحة، وذلك في ظل تصاعد التوتر مع موسكو.

وكتب زيلينسكي على تويتر: "بصفتي القائد الأعلى للقوات المسلحة، أريد أن أكون مع جنودنا في الأوقات الصعبة" و"أذهب إلى مواقع التصعيد"، وذلك بعد وقت قليل من إعلان الرئاسة في بيان زيارته إلى مواقع شهدت "مقتل وإصابة" جنود اوكرانيين في الآونة الأخيرة.
 
وجاءت هذه الخطوة في وقت تتهم كييف موسكو بحشد قوات على الحدود، والانفصاليين بالتسبب بحوادث مسلحة بشكل شبه يومي (هنا فيديو لوكالة فرانس برس).
 
 
- بين زيلينسكي وبوروشنكو -
بالنسبة الى الرئيس الأوكراني السابق بيترو بوروشنكو، فقد عاد الاثنين 17 كانون الثاني 2022 إلى كييف بعد غياب دام شهرا، رغم احتمال توقيفه بتهمة "الخيانة العظمى"، ما يمكن أن يثير أزمة سياسية في وقت تواجه البلاد توترا شديدا مع روسيا.
 
وبوروشنكو الذي يشغل اليوم منصب نائب حاليا، ورد اسمه في عشرات الملفات القضائية. وفي كانون الأول 2021، أعلنت السلطات أنها تشتبه في ارتكابه "خيانة عظمى" (هنا). 
 
وبوروشنكو (56 عاما) هو المنافس الأكبر للرئيس زيلينسكي، وأحد أغنى الشخصيات في أوكرانيا. وعام 2019، تعرض لهزيمة كبيرة في مواجهة زيلينسكي. 
 
ومنذ بداية الغزو الروسي لاوكرانيا، ادلى بوروشنكو بمواقف عدة. في 26 شباط 2022، توعد بتكبيد القوات الروسية خسائر فادحة في أوكرانيا. وأشار إلى أن الجيش الأوكراني أجهض خطة روسيا بشن حرب خاطفة على أوكرانيا. 
 
وقال ايضا في مقابلة مع وكالة فرانس برس في 5 آذار 2022: "العالم الحر كله ضد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المجنون والمهووس. نحن نبذل قصارى جهدنا كي لا نخاطر بحياة الأوكرانيين. ولكن بوتين يهاجم الأطفال، ويهاجم كبار السن، ويهاجم النساء، هذه جرائم عسكرية ويجب أن تتم معاقبته في محكمة لاهاي لقتله الأوكرانيين...".
 
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الصورة تظهر "الرئيس الاوكراني فولوديمير زيلينسكي مع الرئيس السابق لاوكرانيا بيترو بوروشنكو في ساحات القتال في الشوارع مع جيش بلادهما ضد الغزو الروسي". في الواقع الصورة قديمة، بحيث ترجع الى 9 نيسان 2021، ويظهر فيها زيلينسكي خلال زيارته مواقع القوات الأوكرانية بالقرب من خط المواجهة مع الانفصاليين المدعومين من روسيا في منطقة دونباس بأوكرانيا.
 
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم