السبت - 04 أيار 2024

إعلان

البابا فرنسيس يزور لبنان قريباً... عون: لا نريد أن يدفع بلدنا ثمن ما يحصل في المنطقة

المصدر: "النهار"
البابا فرنسيس استقبل عون في خلوة في المكتب البابوي.
البابا فرنسيس استقبل عون في خلوة في المكتب البابوي.
A+ A-
أكّد قداسة الحبر الأعظم البابا فرنسيس خلال استقباله رئيس الجمهورية ميشال عون قبل ظهر اليوم في حاضرة الفاتيكان، أن للبنان "مكانة خاصة في صلاته وهو في صلب اهتماماته، على الرغم من الوضع الدولي المتأزم على أكثر من صعيد، كما أنه لا يغيب عن اهتمامات الكرسيّ الرسوليّ".
 
وأشار إلى أنّه يطّلع "بأسى على ما آلت إليه الأوضاع الافتصادية والاجتماعية الصعبة فيه"، مشدّداً على أن لبنان بجميع أبنائه المسيحيين والمسلمين "لا يجب أن يتخلّى عن قيم الأصالة القائمة على الاحترام"، معتبراً أنه "من الواجب الحفاظ على الحضور المسيحي في الشرق، كما من الواجب الحفاظ على العيش معا في لبنان، وهي صيغة جعلت منه رسالة"، مؤكّداً أنّه "يسعى مع الجميع في العالم من أجل الحفاظ على هذا الوطن، الذي لطالما اعتبره الكرسي الرسولي رسالة ونموذجاً".
 
وأبلغ البابا الرئيس عون إصراره أكثر من أيّ وقت مضى، كما عبّر عن ذلك تكراراً، على أن يزور لبنان لإعادة إحياء الرجاء فيه، وقال: "في وقت قريب سأزور لبنان. هذا قرار اتخذته، ذلك أن لبنان يبقى على الرغم من أيّ شيء نموذجاً للعالم".

من جهته، شكر الرئيس عون البابا على استقباله، لا سيّما في هذا الظرف الدقيق على المستوى الدولي عموماً والاوروبي خصوصاً، نتيجة تداعيات الحرب في أوكرانيا، كما شكره وعلى محبته الكبيرة للبنان والتي أظهرها في أكثر من مناسبة لا سيّما من خلال تخصيص يوم كامل للصلاة والتفكير من أجل لبنان في الكرسي الرسولي يوم الأول من تموز الماضي، وإيفاده كلاًّ من أمين سر الدولة الكاردينال بييترو بارولين وأمين سر العلاقات بين الدول المونسنيور بول-ريتشارد غالاغير في أقل من سنة إلى لبنان للوقوف إلى جانب شعبه في الظروف الصعبة التي يمر بها".
 
وقال إن "اللبنانيين يحفظون لقداستكم بأطيب عبارات العرفان والتقدير مواكبتكم أحوال لبنان، وتضامنكم مع شعبه خلال سلسلة الأزمات غير المسبوقة التي يمر بها. وهم لا ينسون المساعدات العينية والنقدية التي قدمها الكرسي الرسولي مباشرة أو عبر المؤسّسات والجمعيات الكنسية لهم، ولا سيّما إلى فئة الطلاب منهم".

كما شدّد عون على "أهمية الاهتمام الذي يوليه قداسته في متابعته والكرسي الرسولي لكل ما يساعد على تعزيز الاستقرار في لبنان، وتمكينه من استعادة لعب دوره في محيطه والعالم، فإنّه اعتبر أنّ لبنان يعاني كثيراً، وهو بأمس الحاجة إلى استمرار قداستكم في دعمه. وهو يجتاز مرحلة صعبة لكنه سينتصر عليها حتماً بإرادة ابنائه مجتمعين".
 
وتوجّه إلى البابا فرنسيس قائلاً إننا "لا نريد للبنان، الذي يقع في أتون من الصراعات والحروب، أن يدفع أثماناً لما يحصل في المنطقة، وهو بفضل عنايتكم وإصرار أبنائه على النهوض ليس متروكاً لقدره".

في الموازاة، عرض عون مع الأب الأقدس الوضع في الشرق الأوسط عموماً وأوضاع لبنان خصوصاً، وما ساهم في تفاقم الأزمات التي بلغت ذروتها نتيجة الإدارات المالية الخاطئة لعقود، وتداعيات النزوح السوري في الوقت الذي تقوم الدول الغربية بتأمين مساعدات لهم ولا تقدّم مثل هذه المساعدات إلى اللبنانيين، ما ساهم في تراكم الأعباء على لبنان، إضافة إلى انتشار وباء كورونا وانفجار مرفأ بيروت وما سبّبته كافة هذه الأزمات المتلاحقة من تداعيات سلبية.
 
وقال: "لقد شهدنا مؤخراً موجة هجرة كثيفة إلى الخارج، طاولت النخب في البلاد، ما يشكّل خطراً على الهوية والتعدّدية في لبنان ويساهم في إضعاف الوجود المسيحي في الشرق".

هذا وتطرّق البحث إلى العمل الذي يقوم به لبنان لوضع خطة للتعافي والانطلاق بها من أجل قيامته، "دعماً لصمود الذين ما زالوا على الرغم من كل شيء متمسّكين بأرض الأجداد، الأرض التي وطأتها أقدام المسيح والرسل، وتمهيداً للانتقال إلى إعادة البناء"، لافتاً إلى أن "اللبنانيين، مسيحيين ومسلمين يعانون من نتائج هذه الأزمات، وهم مصرّون معاً على الانتصار عليها".

وإذ طلب عون من الحبر الأعظم الاستمرار في دعم لبنان ومساندته في المحافل الدولية والاقليمية فوعده البابا بذلك، فإنّه جدّد له الدعوة الرسمية لزيارة لبنان، التي كان سبق ووجهها إليه، قائلاً: "لبنان المتألم يتطلع إلى زيارتكم له، كدليل حيّ على قيامته. وقداستكم قمتم بزيارة معظم دول المنطقة باستثناء لبنان، ونأمل أن تتحقّق زيارتكم إلى أرضنا بأقرب فرصة. ولا يسعني هنا إلّا أن أشكر لقداستكم موافقتكم على تطويب الأبوين ليونار ملكي وتوما صالح اللذين سيكونان أول طوباويين شهيدين من لبنان في العصر الحديث، وقد استشهدا إبان الحرب العالمية الأولى، وذلك في احتفال سيقام لهذه الغاية في لبنان، مطلع حزيران المقبل".
 
ووصل رئيس الجمهورية والوفد المرافق، أمس، إلى مطار فيوميتشينو في روما، في زيارة رسمية إلى الفاتيكان، حيث كان في استقباله على أرض المطار المونسنيور جوزف مورفي رئيس التشريفات في الكرسي الرسولي والسفير البابوي فرانشيسكو كاناليني ممثلين الحبر الأعظم، والمستشار كارميلو فيكارا من التشريفات الديبلوماسية في وزارة الخارجية الإيطالية، إلى جانب سفير لبنان لدى حاضرة الفاتيكان الدكتور فريد الياس الخازن وسفيرة لبنان في إيطاليا السفيرة ميرا الضاهر، والمعتمد البطريركي الماروني لدى الكرسي الرسولي المطران يوحنا رفيق الورشا، ووكيل المعهد الحبري في روما الأب جوزف صفير، والأب أنطونيوس الشويفاتي من محكمة الروتا في الفاتيكان وكيل جمعية المرسلين اللبنانيين الموارنة.
 
وأعرب عون عن سروره لوجوده في روما، مؤكّداً على الأهمية التي يعلّقها على لقائه، للمرة الثانية في خلال عهده، الحبر الأعظم البابا فرنسيس بالنظر إلى عمق العلاقات التي تربط لبنان وأبنائه من كافة الطوائف بالكنيسة والأحبار الأعظمين. 
 
وشدّد على أن "لبنان يجتاز منذ فترة مرحلة قاسية من الصعاب الاقتصادية والاجتماعية انفجرت نتيجة تراكمات تعود لسنوات من إدارة خاطئة للشأن العام، تفاقمت مع انتشار وباء كورونا والانفجار الكبير الذي وقع في مرفأ بيروت وسبّب كارثة إنسانية كبرى وأضراراً في الأرواح والممتلكات"، معتبراً في الوقت عينه أن "للكرسي الرسولي مكانة خاصة في قلب كل لبناني، إذ لطالما وقف المسؤولون فيه إلى جانب لبنان، في مختلف الظروف الصعبة التي اجتازها، على مر تاريخه". 

وضمّ الوفد الرسمي المرافق لعون، وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب، والسفير اللبناني لدى الكرسي الرسولي السفير فريد الياس الخازن. 
 
كما يزور عون الثلثاء الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا في قصر الكويرينالي للبحث في العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها في المجالات كافة.
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم