الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

عوده: الجميع مسؤولون وحتّام تبقى الحكومة محتجزة؟

المصدر: "النهار"
متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده (نبيل إسماعيل).
متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده (نبيل إسماعيل).
A+ A-
اعتبر متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده أنّ "الظلم الذي تعانيه الشعوب لا تكمن جذوره حصراً في العوامل الخارجية، بل تنبع من ظلم داخليّ، من ظلم الأقوياء للضعفاء"، مشيراً إلى أنّ "العدل يعني المساواة، الأمر الذي يفرضه القانون البشريّ، لكنه لا يُطبَّق دائماً".
 
ولفت عوده خلال القداس الإلهيّ في كاتدرائية القديس جاورجيوس للروم الأرثوذكس في وسط بيروت أنّه "مراراً كثيرة تدخل المصلحة الشخصية، خصوصاً في الأنظمة الديكتاتورية، فتعبّر الأحكام عن إرادة القوي وليس عن العدل"، وسأل: "أليس هذا ما يحدث عندنا في لبنان؟ مع أنّ بلدنا كان مهداً للديموقراطية، إلّا أنّه تحول إلى ديكتاتورية مقنّعة، تحكمها شريعة الغاب".
 
وتابع: "أصبح من يلجأ إلى القانون في بلدنا هو الضعيف والمهان والمظلوم، أمّا القوي والمتسلط فلا يأبه للقانون ولا يعير أحكامه أيّ أهمية أو احترام. حتى إنّ البعض أصبح يستهين بثقة الناس الممنوحة لهم، وبواجباتهم التي تفرضها عليهم مسؤوليتهم. هذا ما نعيشه في بلدنا، حيث نعاين يومياً الإجحاف الذي يُلحقه الزعماء والحكام والمتحكمون بسائر القطاعات الحيوية بالشعب. فمن تعطيل الحكومة وتجميد أعمالها وعدم تسيير أمور البلد، إلى عزل لبنان عن محيطه وعن العالم، إلى التلاعب اليومي بسعر صرف الليرة، الذي يؤدي إلى غلاء فاحش في أسعار السلع الأساسية والضرورية لحياة كريمة، إلى التلاعب بمصير الناس بسبب صعوبة العيش في بلد مجهول المصير والمستقبل، يتحكم فيه أهل السياسة بمقدرات البلد، وأصحاب المصارف بأموال الشعب".
 
وأضاف: "الخلاصة، لا مال، لا دواء، لا طعام، لا كهرباء، لا ماء، لا عمل، لا خطة إنقاذية، لا خطة اقتصادية، لا سياسة نقدية واضحة، شلل تام، انهيار شامل، حتى الأمان المجتمعي أصبح مفقوداً بوجود عصابات السرقة واقتحام المؤسسات، والمسؤولون متربعون على عروشهم يطلقون المواقف ويتراشقون الإتهامات، إنّما لا يحركون ساكناً من أجل وقف الانهيار وتصويب الإتجاه وإطلاق عملية الإنقاذ".

واعتبر عوده أنّ "المواقف الكلامية لا تجدي وإلقاء المسؤولية على الآخرين لا ينفع. الجميع مسؤولون. من ارتضى المسؤولية عليه القيام بواجبه، وإلّا فليترك مكانه لمن يريد العمل والإنقاذ. في بلد يحترم المسؤولون فيه بلدهم وشعبهم، هل يحتاجون إلى تسويات للقيام بأبسط واجباتهم، والمشاركة في اجتماع مجلس الوزراء وغيرها من الاجتماعات؟ إلى متى ستبقى الحكومة محتجزة وجلد الذات مستمرّاً؟ هل يدري من يعطلون عمل المؤسسات أنهم يدفعون البلد دفعاً إلى الانهيار الكامل؟ هل يمكن التصدي للكارثة بحكومة مشلولة وانعدام قرار؟ أليست الحكومة فريق عمل يدير شؤون البلاد، وهي ليست مكاناً للمناكفات وتصفية الحسابات؟".
 
وأردف: "حبّذا لو يتعلم مسؤولونا العدل من التراث الكنسيّ، حيث هو جميع الفضائل مجموعة، تتحدها أسمى فضيلة بينها، أي المحبة. لا يسمى الله عادلاً بالمفهوم البشريّ، لأنه عوض أن يدين الخطأة، صُلب من أجلهم بدافع محبته الفائقة. العادل بالنسبة إلى الكنيسة هو من يحفظ صورة الله في الإنسان، ويرتب حياته بحسب وصايا الله، لكنّنا لا نرى حولنا سوى أناس يتبعون مصالحهم ويطالبون بحقوقهم وحقوق طوائفهم، قبل أن يبدأوا باحترام صورة الله في جميع البشر. لا بل يختلقون المشاكل ويفتعلون الاضطرابات للوصول إلى مطامعهم، غير آبهين بالتدهور الذي يصيب جميع المواطنين".
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم