السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

"المصباح الرطب"... مؤشّر لقياس قدرة الجسم على تحمّل الحرارة

المصدر: "النهار"
معدلات حرارة عالية (تعبيرية).
معدلات حرارة عالية (تعبيرية).
A+ A-
فيما يمكن لجسم الإنسان أن يتحمّل قدراً محدّداً من الحرّ والرطوبة، تُنذر الاختلالات المناخيّة المتسارعة بتنامي ظاهرة مرتبطة بتضافر عوامل الحرّ والرطوبة تُعرف بـ"حرارة المصباح الرطب" وقد تكون فتّاكة للبشر.
 
أبعد من معدّلات الحرارة المطلقة التي تُحقِّق مستويات قياسيّة بانتظام، يتمّ تقويم قدرة مقاومة الجسم وفق مفهوم "درجة الحرارة الرطبة" أو "المصباح الرطب".
 
حتى الشخص الشاب الذي يتمتّع بصحّة جيّدة معرّض لخطر الموت بعد ستّ ساعات عند مستوى 35 درجة في مؤشر "درجة حرارة البصيلة الرطبة الكروية" (Wet Bulb Globe Temperature TW) الذي يأخذ في الاعتبار الحرارة والرطوبة، وفق بحوث علميّة.
 
عند هذا المستوى، تمنع الرطوبة الموجودة في الهواء الساخن تبخّر العرق، أداة الجسم الرئيسية لخفض درجة حرارته، ما قد يؤدّي إلى ضربة شمس، أو فشل أعضاء أو حتى الموت.
 
في الإطار، قال الباحث في وكالة "ناسا" كولن رايمند لوكالة "فرانس برس" إنّ العالم شهد مستوى 35 درجة في مؤشر "البصيلة الرطبة" عشرات المرّات حتى الآن، لا سيما في جنوب آسيا ومنطقة الخليج في غرب آسيا.
 
لم تتجاوز مدّة كلّ من هذه الحلقات حتى الآن ساعتَين، ولم يُربط أيّ "حدث وفيات جماعي" بها، وفق رايمند، المُعدّ الرئيسيّ لدراسة نُشرت في العام 2020.
 
مع استمرار ارتفاع درجات الحرارة، إذ كان تموز 2023 أكثر الأشهر حرّاً على الإطلاق على وجه الأرض، يُحذِّر العلماء من أنّ وتيرة "المصباح الرطب" ستتضاعف.
 
ازداد تواتر مستويات الحرارة الرطبة العليا بأكثر من الضعف في كلّ أنحاء العالم منذ العام 1979، والحرارة "ستتجاوز بانتظام 35 درجة مئوية" في أجزاء مختلفة من العالم إذا وصل الاحترار المناخي في العالم إلى درجتَين مئويّتَين ونصف درجة، بحسب دراسة كولن رايمند.
 
يُعتبر جنوب آسيا وجنوب شرقها، ومنطقة الخليج وخليج المكسيك وأجزاء من القارة الأفريقية أكثر المناطق تعرّضاً لهذا الخطر. ويُحتسب تأثير "المصباح الرطب" في شكل أساسي حاليّاً من خلال بيانات للحرارة والرطوبة، ويُقاس مبدئيّاً عن طريق وضع قطعة قماش مبلّلة فوق مقياس حرارة وتعريضها للهواء.
 
أتاح ذلك قياس معدّل تبخّر الماء من القماش، بما يُشبه تعرّق الجلد. ويبلغ الحدّ النظريّ لبقاء الإنسان على قيد الحياة عند 35 درجة في حالات "البصيلة الرطبة"، 35 درجة مئويّة مع رطوبة بنسبة 100 في المئة، أو 46 درجة مئوية مع رطوبة بنسبة 50 في المئة.
 
لاختبار هذا الحدّ، عَمَد باحثون في جامعة بنسلفانيا في الولايات المتحدة إلى تقويم درجات حرارة أشخاص أصحّاء في سنّ الشباب في غرفة حرارية. وقد وصل المشاركون إلى "الحدّ البيئيّ الحَرِج"، أي عندما يكون الجسم غير قادر على منع درجة الحرارة الداخلية من الاستمرار في الصعود، عند 30,6 درجة في مؤشّر "البصيلة الرطبة".
 
من جانبه، قال الباحث المشارك في الدراسة دانيال فيسيليو لوكالة "فرانس برس" إنّ الأمر سيستغرق ما بين خمس ساعات وسبع ساعات قبل أن تصل هذه الظروف إلى "درجات حرارة خطيرة حقّاً".
 
وأشار الباحث المقيم في الهند جوي مونتيرو، والذي نشر أخيراً دراسة في مجلة "نيتشر" العلمية عن "البصيلة الرطبة" في جنوب آسيا، إلى أنّ معظم موجات الحرّ القاتلة في المنطقة حتى الآن كانت أقلّ بكثير من عتبة 35 درجة.
 
لكنّه قال لوكالة "فرانس برس" إنّ حدود التحمّل تختلف اختلافاً كبيراً من شخص إلى آخر، فالأطفال الصغار أقلّ قدرة على تنظيم درجة حرارة أجسامهم وبالتالي يكونون أكثر عرضة للخطر.
 
ومع ذلك، يبقى المسنّون الأكثر ضعفاً، مع وجود عدد أقلّ من الغدد العرقية، وبالتالي يكونون من أول ضحايا موجات الحرّ. كما أنّ الأشخاص الذين يتعيّن عليهم العمل في الهواء الطلق هم أيضاً أكثر عرضة لخطر الإصابة.
 
ويؤدّي إمكان تبريد الجسم أحياناً، على سبيل المثال في المساحات المكيّفة، دوراً أيضاً، ناهيك بالوصول إلى المراحيض، لأنّ الأشخاص المحرومين منها غالباً ما يشربون كمّيات أقلّ من الماء ويصبحون أكثر عرضة للجفاف.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم