الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

ما سرّ العيش حتى عمر المئة؟

المصدر: "النهار"
تعبيرية.
تعبيرية.
A+ A-
الجينات الجيدة تكون أفضل كلما تقدمت في العمر، ويوجد أسرار خارقة للعمر الطويل منها الجينات والعوامل الوراثية بالإضافة إلى عادات صحية. فاذا كنت ترغب في العيش حتى عامك المئة، فإن العادات الصحية يمكن أن تساعدك إلى حد معين، وهذا ما يكشفه موقع "زو وول ستريت جورنال" في تقرير له عن أسرار العيش حتى عمر المئة.
 
وبحسب التقرير، توضح الأبحاث الدور المهم الذي تلعبه الجينات في العيش لفترة طويلة جدًا، فالعادات كالحصول على قسط كاف من النوم وممارسة الرياضة وتناول النظام الغذائي الصحي يمكن أن تساعدك في الوقاية من الأمراض والعيش لفترة أطول.
ومع ذلك، عندما يتعلق الأمر بالعيش لأكثر من 90 عاماً، تبدأ الجينات في أداء دور مهم، وفقاً للباحثين الذين يدرسون عمليات الشيخوخة.
 
من جهة أخرى، ثمّة من يفكر بأنّه إذا عاش وفقاً لنظام غذائي صحي وممارسة الرياضة، ذلك يخوله لأن يعيش حتى سن الـ 150، وهذا ليس صحيحاً بحسب
روبرت يونغ، مدير فريق باحثين في مؤسسة البحث في علم الشيخوخة.
 
في حين أكّد أستاذ الطب في جامعة بوسطن والمسؤول عن دراسة المئويين في "نيو إنغلند" الدكتور توماس بيرلز، والتي تتبع المئويين وأفراد أسرهم منذ عام 1995 أنّ "ما يقارب 25 في المئة من قدرتك على العيش حتى سن الـ 90 يتم تحديدها بواسطة الجينات. وبحلول سن الـ100، يقدر بأن نسبة الوراثة تكون 50 في المئة، وعلى سن الـ106 تكون 75 في المئة".
 
ويقول الدكتور جيمس كيركلاند، رئيس الاتحاد الأميركي لأبحاث الشيخوخة إنّ البحث المستمر في مجال الشيخوخة قد يساعد في توفير رؤية يمكن استخدامها في نهاية المطاف لتطوير أدوية أو التعرف إلى تغييرات في أسلوب الحياة، التي يمكن بدورها أن تساعد الناس على العيش بصحة لفترة أطول.
 

 
من يصل إلى سن المئة؟
بحسب توقعات مكتب التعداد الأميركي لعام 2023، هناك ما يقارب 109 آلاف شخص يبلغون من العمر مئة عام في البلاد، مقارنة بـ 65 ألفاً قبل عشر سنوات، وذلك بفضل التقدم في ميدان الطب والصحة العامة على مر العقود.
 
وعلى الرغم من انخفاض متوسط العمر المتوقع الذي انخفض إلى 76 في عام 2021، يقدر الدكتور بيرلز أن ما يقارب 20 في المئة من السكان لديهم التكوين الجيني الذي يمكن أن يساعدهم على الوصول إلى سن الـ 100 إذا اتخذوا خيارات صحية منتظمة أيضاً. وتشير البيانات إلى أنهم يتمكنون من تجنب أو تأخير الإصابة بالأمراض المرتبطة بالشيخوخة مثل السرطان والخرف وأمراض القلب لفترة أطول.
 
وبين المشاركين في دراسة المئويين في "نيو إنغلند"، نجد أن 15 في المئة منهم يعتبرون "الهاربين"، أي الأشخاص الذين لا يظهرون أية أمراض قابلة للملاحظة عند بلوغهم سن الـ 100. بينما يبلغ نسبة 43 في المئة من "المؤجلين"، أي الذين لم يصابوا بأمراض مرتبطة بالعمر إلا بعد سن الـ 80 أو بعد ذلك.
 
 
تشاك ألمان، البالغ من العمر 97 عاماً والذي يعيش في تاوزاند أوكس، كاليفورنيا، يقول لـ"زو وول ستريت جورنال" إنه ليس لديه مشاكل صحية سوى ورم في الكتف نتيجة حادث دراجة كهربائية حدث مؤخراً. ولا يرغب في العيش حتى سن معينة، إنما يأمل في العيش ما دام يشعر بالراحة ويمكنه ممارسة الأنشطة التي يحبها.

الجينات هي الأهّم
حدد الباحثون بعض الجينات ومجموعات منها التي ترتبط بطول العمر، مثل وجود نسخة مما يُعرف بجين البروتين الدهني المسمى "e2"، وهو سمة يُعتقد أنها تساعد في الوقاية من الألزهايمر، ويشددون على أن كل سمة هي جزء صغير في لغز كبير ومعقد، يمكن أن يتأثر بالوضع الاقتصادي والاجتماعي، والعرق والأصل، والمناخ.
 
العيش لأكثر من سن الـ100 يتطلب مزيجاً من العديد من السمات الجينية، كل منها له تأثير متواضع نسبياً، وفقًا للدكتور توماس بيرلز، اذ يقول إن السمات الجينية التي توفر خصائص وقائية، مثل إصلاح تلف الحمض النووي، هي ذات فائدة خاصة. فإذا كنت ترغب في معرفة مدى طول عمرك المحتمل، ينبغي عليك أن تبدأ بدراسة تاريخ عائلتك. عمر أفراد عائلتك هو واحد من أقوى مؤشرات طول العمر. تشاك ألمان، يقول إن والدته عاشت حتى سن الـ90.
 
 
العادات الجيدة
الدكتورة كلاوديا كواس، طبيبة أعصاب، تتبع عادات "أكبر الكبار" أي الأشخاص الذين تجاوزوا سن الـ 90، في جنوب كاليفورنيا منذ عام 2003 كجزء من دراسة في جامعة كاليفورنيا. وقد وجدت مع فريق من الباحثين روابط بين طول العمر وممارسة كميات قليلة من التمارين، والمشاركة في الأنشطة الاجتماعية مثل الذهاب إلى الكنيسة، واستهلاك كميات معتدلة من الكافيين والكحول.
 
وجد باحثون في جامعة "نورث وسترن" أن "الأشخاص الاستثنائيين"، أي الأشخاص الذين تجاوزوا سن الـ 80 وقدراتهم العقلية تكون على قدم المساواة مع أولئك الذين يتراوح عمرهم بين 20 و30 عاماً أصغر منهم، قد أبلغوا عن وجود علاقات دافئة وموثوقة وعالية الجودة مع الآخرين أكثر من المشاركين الذين لديهم قدرات عقلية طبيعية. وتقول أماندا كوك ماهر، أخصائية علم النفس العصبي في جامعة ميشيغان والمؤلف الرئيسي للدراسة إنّ "البقاء في علاقات جيدة يمكن أن يكون أحد أسرار الصحة على المدى الطويل".
 
كما واكتشف باحثون من جامعة "هارفارد" رابطاً بين التفاؤل وطول العمر الأكبر للنساء من مختلف الجماعات العرقية. وبين المشاركين في الدراسة، اتضح أن 25 في المئة من الأكثر تفاؤلاً لديهم فرصة أكبر للعيش إلى ما فوق سن الـ90 من الـ25 في المئة الأقل تفاؤلًا، وفقاً لدراسة نشرت في عام 2022 في مجلة الجمعية الأميركية لطب الجراحين.
 
جين كيس، التي تبلغ من العمر 100 عام، تقول إنها تتبنى نهج "الكأس نصف ممتلئ"، وتخطط للبقاء على قيد الحياة بعد مرض السرطان في القولون والجلد والاستمتاع بالموسيقى والطعام المكسيكي طالما تشعر بأنها في حالة صحية جيدة جسدياً وعقلياً.

ويمكن أن يتضمن يوماً في حياتها المشي، والمحادثة مع مجموعتها الكتابية أو الاستمتاع بأطعمة مثل تاكو السمك مع الأصدقاء. تقول إنها دائمًا تمارس الرياضة ولكنها تستمتع أيضاً بالمتع الصغيرة مثل الكعك بالجبنة والحلوى بالليمون، مؤكدةً أنّها تحاول عدم السماح للضغط بالتأثير عليها.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم