الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

العراق يعلن القبض على ثلاثة من المتهمين في حريق قرقوش

المصدر: النهار- أ ف ب
جنازة ضحايا حريق قاعة الزفاف في قرقوش الشمالية (27 ايلول 2023، ا ف ب).
جنازة ضحايا حريق قاعة الزفاف في قرقوش الشمالية (27 ايلول 2023، ا ف ب).
A+ A-
أعلنت وزارة الداخلية، اليوم الاربعاء، القبض على 3 من المتهمين في حريق قاعة الزفاف الدامي في قرقوش، التي تعرف ايضا باسم الحمدانية.
 
وذكرت في بيان نشرته وكالة الانباء العراقية (واع) أنه "من خلال التنسيق المشترك بين وزارة الداخلية الاتحادية مع وزارة الداخلية في إقليم كردستان العراق، تم إلقاء القبض على 3 من المتهمين في حادثة قضاء الحمدانية، من أصل 4 متهمين صدرت بحقهم أوامر قبض قضائية".
 
واشارت الى انه "تم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقهم ومازالت التحقيقات جارية".
 
 وكان مجلس أمن إقليم كردستان أعلن، في وقت سابق، إلقاء القبض على صاحب القاعة التي اشتعلت فيها النيران في الحمدانية.
 
وقال في بيان إن "وزارة الداخلية الاتحادية أصدرت أمراً بالقبض على عدد من الأشخاص، بينهم صاحب القاعة سمير سليمان كرومي رافو آسو".
 
وأضاف: "بعد ورود مذكرة توقيف، ألقت مؤسساتنا في مجلس أمن إقليم كردستان في أربيل القبض على صاحب القاعة وتسليمه إلى وزارة الداخلية في حكومة العراق الاتحادية".
 
- 100 قتيل على الاقل - 
وقد اسفر الحريق الذي اندلع من جراء إطلاق "ألعاب نارية" بقاعة للأعراس في محافظة نينوى في شمال العراق خلال حفلة زفاف، عن مقتل مئة شخص على الأقلّ واصابة أكثر من 150 آخرين، في أرقام غير نهائية أعلنتها السلطات الأربعاء. 

 وتقول السلطات إن "الألعاب النارية" ومواد بناء "شديدة الاشتعال" هي سبب هذا الحريق الذي التهم قاعة للأعراس حيث تجمّع مئات المدعوين للمشاركة بحفلة زفاف. 

وشيّع المئات بعد ظهر الأربعاء، ضحايا لهذه الحادثة المؤلمة في بلدة قرقوش المسيحية الواقعة شرق مدينة الموصل، وتعرف كذلك باسم الحمدانية.

ونقلت وكالة الأنباء العراقية الرسمية عن دائرة الصحّة في محافظة نينوى إنّه تمّ "تسجيل مئة حالة وفاة وأكثر من 150 مصاباً كحصيلة أولية" جرّاء الكارثة التي حلّت بالبلدة.

وحتى مساء الأربعاء، لم تنشر السلطات الحصيلة النهائية لعدد الضحايا، في حين قدّم مسؤولون أرقاماً مختلفة. 

وقال مدير مدير دائرة الصحة في نينوى منصور معروف إن "عدد الوفيات 94"، مضيفاً في مؤتمر صحافي أن عدد القتلى الذين تمّ التعرف عليهم من قبل ذويهم حتى الآن بلغ 30 شخصاً.   
 


أ ف ب
- توقيفات -
روى مارتن إدريس البالغ 19 عاماً والذي يعمل في مطبخ القاعة ونجا من الحادثة "اعتقدت أن انفجارا حصل في القاعة"، مضيفاً أن "النيران التهمت القاعة". 

وتابع الشاب "حين دخلت إلى القاعة من جديد رأيت جثث ثلاثة أطفال محترقين"، معتبراً أن إجراءات السلامة "لم تكن كافية". 

وقال الدفاع المدني العراقي إنّ "معلومات أولية" تشير إلى أنّ سبب الحريق هو "استخدام الألعاب النارية أثناء حفلة الزفاف"، ممّا أدّى إلى "اشتعال النيران داخل القاعة بادئ الأمر" ثمّ انتشر "الحريق بسرعة كبيرة".

وأضاف في بيان أنّ القاعة "مغلّفة بألواح الإيكوبوند" وهي مادّة للبناء مكوّنة من الألمنيوم والبلاستيك و"سريعة الاشتعال"، موضحاً أنّ استخدام هذه الألواح في البناء "مخالف لتعليمات السلامة" المنصوص عليها قانوناً.

وبحسب الدفاع المدني، فإنّ "الحريق أدّى إلى انهيار أجزاء من القاعة نتيجة استخدام مواد بناء سريعة الاشتعال واطئة الكلفة تتداعى خلال دقائق عند اندلاع النيران". 

وأوضح أنّ ما فاقم الأمر هو "الانبعاثات الغازية السامة المصاحبة لاحتراق ألواح الايكوبوند البلاستيكية السريعة الاشتعال". 

وبحسب المتحدث باسم الدفاع المدني جودت عبد الرحمن، فإن ما تسبب بهذا العدد الكبير من الضحايا هو أن "مخارج الطوارئ كانت مغلقة، والمتبقي باب واحد هو الباب الرئيسي لدخول وخروج الضيوف".
 
وأضاف لوكالة فرانس برس أن "معدات السلامة غير ملائمة وغير كافية للمبنى" ما زاد أيضا من عدد الضحايا.

وأفاد مدير دائرة الإعلام والعلاقات العامة في وزارة الداخلية سعد معن وكالة فرانس برس أنه تمّ "توقيف تسعة أشخاص من العاملين في القاعة كإجراء احترازي وإصدار مذكرات قبض بحقّ أربعة هم المالكون لهذه القاعة". 

صباح الأربعاء، كان عناصر في الشرطة والدفاع المدني يتفقدون الصالة المحترقة تماماً والتي تحولت هيكلا من الحديد المحترق، كما شاهد مصوّر من وكالة فرانس برس. على الأرض، كانت بقايا مقتنيات شخصية للضحايا، كأحذية وحقيبة يد، مبعثرة على ما تبقّى من أرضية القاعة المحترقة. 

- "اختنقنا" -
من بين الجرحى رانيا وعد (17 عاماً) التي أصيبت بحرق في يدها ونقلت إلى مستشفى الحمدانية مع شقيقتها المصابة أيضاً لتلقّي العلاج. 

وقالت الشابة لوكالة فرانس برس إنّ العروسين "كانا يرقصان... حين طارت الألعاب النارية إلى السقف واشتعلت كلّ القاعة".

وأضافت "بعد ذلك لم نعد نرى شيئاً، فقط اختنقنا ولم نعد نعرف كيف نخرج"، مؤكّدة أنّ عدد المدعوين إلى حفلة الزفاف "كان كبيراً جداً".

وفي أعقاب المأساة، أمر رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بـ"تشكيل لجنة تحقيق تباشر على الفور في التحقيق وكشف ملابسات الحادث، للوقوف على الأسباب وكشف نواحي التقصير"، وفق بيان صادر عن مكتبه.

والحمدانية التي تُعرف أيضاً باسمي قرقوش وبغديدا هي بلدة مسيحية ضاربة في القدم يتحدّث سكّانها لهجة حديثة من الآرامية، لغة السيّد المسيح، وقد زارها البابا فرنسيس في آذار 2021 خلال جولته التاريخية في العراق. 

ولحق دمار كبير بهذه البلدة على أيدي تنظيم الدولة الإسلامية الذي سيطر على مناطق شاسعة من العراق بين عامي 2014 و2017، ولكن أعيد إعمارها مذّاك. 

وغالباً ما لا يتمّ الالتزام بتعليمات السلامة في العراق، لا سيّما في قطاعي البناء والنقل، كما أنّ البنى التحتية في هذا البلد متداعية نتيجة عقود من النزاعات، ما يؤدّي مراراً إلى اندلاع حرائق وكوارث مميتة أخرى.

وفي نيسان 2021، قضى أكثر من 80 شخصاً جراء حريق في مستشفى لمرضى كوفيد في بغداد نجم عن انفجار أسطوانات أكسجين. 

وبعد ذلك ببضعة أشهر، في تمّوز من العام نفسه، لقي 64 شخصاً حتفهم من جرّاء حريق في مستشفى بالناصرية في جنوب العراق اندلع في جناح لمرضى كوفيد. 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم