الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

تأجيل أول رحلة تجارية من صنعاء منذ 2016 وطرفا النزاع يتبادلان اللوم

المصدر: "أ ف ب"
مطار صنعاء (أ ف ب).
مطار صنعاء (أ ف ب).
A+ A-
أعلنت شركة الخطوط اليمنية، الأحد، تأجيل أول رحلة تجارية منذ ست سنوات من العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها المتمردون الموالون لإيران، بسبب عدم الحصول على "تصاريح تشغيل" من التحالف العسكري الذي تقوده السعودية.

وبينما اتّهمت الحكومة الحوثيين بمحاولة تهريب عناصر إيرانية ومن حزب الله اللبناني وفرض استخدام جوازات سفر صادرة عنهم، قال المتمردون إن عدم منح الترخيص "خرق" للهدنة الجارية في اليمن.

وكان مقرّرا أن يستقبل مطار العاصمة صباح الأحد أول طائرة تجارية له منذ عام 2016، ما زاد الآمال في أن تؤدي الهدنة الحالية في اليمن إلى سلام دائم في الدولة التي مزقتها الحرب.

وكان مفترضا أن تنقل الطائرة التي تشغلها الخطوط اليمنية ركابا فوق سن الأربعين يحتاجون إلى علاج طبي، من صنعاء إلى العاصمة الأردنية عمّان، في إطار الهدنة التي دخلت حيز التنفيذ في أوائل نيسان لمدة شهرين.

لكن قبل ساعات من الرحلة، قالت شركة الطيران على صفحتها على فايسبوك إنها "تأسف لتأجيل وصول تصاريح تشغيل رحلتها من مطار صنعاء الدولي"، مضيفة انها لم تتلقّ "حتى اللحظة تصاريح التشغيل".

وأعربت الشركة عن "أسفها الشديد للأخوة المسافرين عن عدم السماح لها بتشغيل" الرحلة، آملة بأن "يتم تجاوز كل الإشكاليات في القريب العاجل والسماح للشركة بمعاودة انطلاق رحلاتها من صنعاء".

وقالت مسافرة كانت سترافق والدها على متن الرحلة "والدي رجل مُسنّ مريض ويحتاج لاجراء عملية جراحية وقد تم حجز موعد العملية يوم الاثنين في إحدى مستشفيات الاردن".

واضافت مفضّلة عدم استخدام اسمها "تفاجئنا بتأجيل الرحلة. شعر والدي بالقهر ولم يتحمل الخبر وانهمر بالبكاء".

- تبادل اتهامات -
وأفاد مدير في الشركة لوكالة فرانس برس ان "الإذن المطلوب من التحالف لم يصل"، بينما لم يصدر رد فعل فوري من التحالف العسكري الذي يدعم الحكومة في مواجهة الحوثيين ويسيطر على المجال الجوي اليمني منذ بداية عملياته في اليمن في 2015.

من جهته، حمّل وزير الإعلام اليمني معمر الارياني الحوثيين المسؤولية عن تأجيل الرحلة، قائلا لوكالة الأنباء اليمنية إنّ "الرحلة تعثرت جراء عدم التزام مليشيا الحوثي الارهابية بالاتفاق الذي ينص على اعتماد جوازات السفر الصادرة عن الحكومة الشرعية".

وأضاف ان المتمردين يحاولون "فرض 60 راكبا على متن الرحلة بجوازات سفر غير موثوقة صادرة عنها، في ظل معلومات تؤكد تخطيطها لاستغلال الرحلات خلال شهري الهدنة لتهريب العشرات من قياداتها وقيادات وخبراء الحرس الثوري الايراني وحزب الله اللبناني بأسماء وهمية ووثائق مزورة".

في المقابل، قال وكيل هيئة الطيران المدني في صنعاء رائد جبل في مؤتمر صحافي في المطار "تفاجأنا بعدم صدور التصريح"، مضيفا "حاولنا ان نحصل على توضيح من الامم المتحدة لكننا لم نحصل على رد".

وتابع "التحالف مصر على أن يبقى الشعب اليمني في سجن كبير"، معتبرا ان عدم منح التصريح "خرق للهدنة". 

وعن مسألة الخلاف حول جوازات السفر،  قال مدير المطار خالد الشايف "هذا تبرير لا اساس  له من الصحة"، من دون توضيحات اضافية.

وقد أعرب المبعوث الأممي عن قلقه إزاء تأجيل الرحلة، وحث في تغريدة على تويتر "الأطراف على العمل بشكل بنّاء معي ومع مكتبي لإيجاد حل يسمح باستئناف الرحلات الجوية كما هو مخطط لها".

واعربت منظمة "المجلس النروجي للاجئين" عن خيبة املها. وقالت ارين هاتشنسن مديرة المنظمة في اليمن "هذا الامر كان يمكن ان يكون خطوة اولى، صغيرة ولكن مهمة، نحو استقرار مستدام في اليمن. انه ايضا وسيلة لانقاذ حياة عشرات آلاف المرضى الذين هم في حاجة ماسة الى علاج عاجل في الخارج".

- معاناة مستمرة -
تسبّبت الحرب في اليمن منذ 2014 بين المتمردين والحكومة بمصرع أكثر من 377 ألف شخص بشكل مباشر أو غير مباشر، وفق الأمم المتحدة، أي أنهم قضوا إما في القصف والقتال وإما نتيجة التداعيات غير المباشرة للحرب مثل الجوع والمرض ونقص مياه الشرب.

وبينما يشهد اليمن أسوأ أزمة إنسانية في العالم، يقف الملايين من سكانه على حافة المجاعة، فيما يحتاج آلاف وبينهم العديد من سكان المناطق الخاضعة لسيطرة المتمردين، إلى علاج طبي عاجل لا يتوفر في البلد الذي تعرّضت بنيته التحتية للتدمير.

ويسيطر المتمردون على العاصمة صنعاء ومناطق شاسعة في شمال واليمن وغربه، بينها موانئ حيوية مطلة على البحر الأحمر.

وبُعيد فرض إغلاق على المطار الدولي في 2016، قال التحالف الذي يدعم الحكومة ردا على سؤال عن منع الطائرات المدنية من استخدام المطار، إنّ ذلك هدفه ضمان "سلامة" طائرات الخطوط الجوية اليمنية و"ضمان عدم قيام الطائرات بتهريب أدوات الحرب".

ويتّهم التحالف إيران وحزب الله اللبناني بتهريب أسلحة إلى المتمردين وإرسال عناصر إلى اليمن لتدريبهم على استخدام الطائرات المسيّرة والصواريخ البالستية ضد الحكومة والسعودية وكذلك الإمارات العضو في التحالف.

وقالت منظمة "المجلس النروجي للاجئين" العام الماضي إنّ إغلاق مطار صنعاء "تسبّب في خسائر اقتصادية تقدّر بالمليارات (...) مما أدى إلى تفاقم الوضع الإنساني"، مضيفة "حُرم اليمنيون من حقهم في السفر إلى الخارج لطلب الرعاية الطبية، أو ممارسة الأعمال التجارية، أو العمل، أو الدراسة، أو زيارة الأسرة".

ويعتمد نحو 80 بالمئة من سكان اليمن البالغ عددهم 30 مليون نسمة على المساعدات للبقاء على قيد الحياة.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم