الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

بوساطة مصرية... هدنة غزة لجمت الانزلاق إلى حرب أوسع

المصدر: "النهار"
والد الطفلة علاء قدوم التي قُتلت في غارة إسرائيلية على غزة يحملها خلال مراسم تشييعها في غزة السبت (أ ف ب).
والد الطفلة علاء قدوم التي قُتلت في غارة إسرائيلية على غزة يحملها خلال مراسم تشييعها في غزة السبت (أ ف ب).
A+ A-
وافقت حركة "الجهاد الإسلامي" وإسرائيل على إعلن مصري بوقف النار في قطاع غزة إعتباراً من الساعة 11.30 ليل أمس، بعد ثلاثة أيام من الغارات الجوية الإسرائيلية على القطاع مما أسفر عن مقتل 43 فلسطينياً بينهم قائدان عسكريان في "الجهاد" و15 طفلاً، بينما أطلقت الحركة مئات الصواريخ على إسرائيل. وكان يخشى أن تتدحرج أعنف جولة من القتال، منذ حرب أيار من العام الماضي، إلى حرب أوسع نطاقاً.

وبقيت الغارات الإسرائيلية وإطلاق الصواريخ من غزة متواصلاً بكثافة حتى الدقائق الأخيرة لدخول وقف النار حيز التنفيذ.

وجاء في بيان أصدرته "الجهاد الإسلامي" ليلاً، أنه "في ضوء البيان الصادر عن الأشقاء في جمهورية مصر العربية في شأن وقف إطلاق النار بعد معركة وحدة الساحات، التي خاضتها سرايا القدس الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين والمقاومة الفلسطينية، وبعد التشاور، نؤكد ترحيبنا بالجهود والإعلان المصري، ونعلن وقف إطلاق النار اعتباراً من الساعة 11.30 من مساء هذا اليوم، مع التأكيد على حقنا في الرد على أي عدوان صهيوني".

وأضاف البيان أن "مصر تبذل جهودها وتلتزم بالعمل للإفراج عن الأسير عواودة ونقله للعلاج، والإفراج عن الأسير بسام السعدي في أقرب وقت ممكن".

وفي وقت سابق، قال رئيس الدائرة السياسية في الحركة محمد الهندي: "قبل قليل تم التوصل إلى صيغة الإعلان المصري لاتفاق التهدئة بما يتضمن التزام مصر بالعمل على الإفراج عن الأسيرين (باسم) السعدي و(خليل) عواودة".

واعتقلت إسرائيل مؤخرا السعدي، القيادي البارز في الحركة بالضفة الغربية، بينما يخضع العواودة رهن الاعتقال الإسرائيلي أيضاً.

وأكد الأمين العام لـ"الجهاد الإسلامي" زياد النخالة خلال مؤتمر صحافي في طهران، التوصل إلى الهدنة.

وأعلن، مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد أن وقف إطلاق النار سيسري الليلة إعتباراً من الساعة 11:30، معربا عن شكره لمصر على جهودها التي أوصلت إلى هذه النتيج .وأضاف في بيان له أنه "بحال انتهاك وقف إطلاق النار نحتفظ بحق الرد بقوة، ولن نسمح لأي جهة بتعطيل الحياة اليومية لسكان إسرائيل".

وأفاد مصدر أمني لصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، بأنه "تم تحقيق معظم أهداف العملية ضد حركة الجهاد الإسلامي، ويجب الانتهاء منها بسرعة".

وقال المصدر الأمني للصحيفة، بحسب اجتماع مجلس الوزراء الإسرائيلي الذي عقد ليل السبت- الأحد في مدينة كيريا بتل أبيب: "لقد تم تحقيق معظم أهداف العملية، وتسعى إسرائيل جاهدة من أجل نهايتها السريعة".

وأفاد المسؤولون الأمنيون في النقاش، بأن "معظم أهداف العملية قد تحققت، وأن حركة الجهاد الإسلامي تعرضت لهزيمة مبرحة".

ومنذ الجمعة نفذت إسرائيل ضربات جوية وبالمدفعية الثقيلة استهدفت بشكل أساسي مواقع في غزة لـ"الجهاد" التي ردت بإطلاق مئات الصواريخ.

وأعلنت وزارة الصحة في غزة ارتفاع حصيلة القتلى إلى 43 بينهم 15 طفلاً، وأكثر من 300 جريح في القطاع الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الإسلامية "حماس".

وأصيب إسرائيليان بشظايا في الفترة ذاتها، بحسب فرق طبية.

وسويت مبان بالأرض في غزة، فيما اضطر إسرائيليون للاحتماء في ملاجئ خوفا من رشقات الصواريخ.

وشاهد مصور وكالة الصحافة الفرنسية اعتراض صاروخين في وسط تل أبيب مساء الأحد.
وأطلقت "الجهاد الإسلامي" في وقت سابق الأحد صاروخين في اتجاه القدس اعترضهما الجيش الإسرائيلي.

ومنذ2007، تفرض إسرائيل حصاراً صارماً على قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس.

وفي 2019، أدى مقتل أحد قادة "الجهاد الإسلامي" في عملية إسرائيلية إلى تبادل لعمليات القصف لأيام. ولم تشارك "حماس" التي تواجهت مع إسرائيل في أربع حروب منذ توليها السلطة في 2007 في تلك العمليات.

وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن أنه "تم تحييد القيادة العليا للجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في غزة".

وقال مدير مستشفى الشفاء في غزة محمد أبو سلمية في وقت سابق الأحد، إن الجرحى "يصلون كل دقيقة" إلى المرفق الصحي، و"الوضع سيء للغاية"، محذرا من نقص خطير في الأدوية والوقود الضروري لتشغيل مولدات الكهرباء.


مقتل قياديين
وتشكك السلطات الإسرائيلية في حصيلة القتلى وتؤكد أن عددا من الأطفال الفلسطينيين قتلوا ليل السبت في جباليا (شمال)، بسبب صاروخ أطلقته "الجهاد" في اتجاه إسرائيل وفشل في إصابة هدفه.

وشاهد مصور ست جثث في المستشفى في جباليا ثلاث منها جثث قصّر.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه قصف 139 موقعاً لـ"الجهاد الإسلامي"، فيما أطلقت الحركة أكثر من 600 صاروخ وقذيفة هاون، لكن أكثر من مئة من تلك المقذوفات سقطت داخل غزة.

وعلى وقع التوتر أحيا مئات الإسرائيليين في البلدة القديمة في القدس الشرقية المحتلة عطلة يهودية في باحة الأقصى التي يسميها اليهود جبل الهيكل.

وهتف بعض الفلسطينيين "الله أكبر" رداً على ذلك. لكن المراسم جرت دون حادثة تذكر.
وكان الجيش الإسرائيلي بدأ الجمعة قصف الجيب المحاصر في "ضربة استباقية" ضد "الجهاد الإسلامي"، التي اتهمها بالتخطيط لهجوم وشيك.

وقتل الجيش الإسرائيلي قياديين في الحركة في قطاع غزة من بينهم تيسير الجعبري في مدينة غزة وخالد منصور في رفح جنوب القطاع.

وفي جنوب ووسط إسرائيل إحتمى السكان في ملاجئ. ونقل شخصان إلى المستشفى للعلاج من جروح إثر إصابتهما بشظايا، فيما أصيب 13 شخصا بجروح طفيفة أثناء فرارهم للاحتماء، على ما قالت أجهزة الطوارئ الإسرائيلية.


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم