الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

الانتخابات البلدية في ليبيا اختبار مبكر للاقتراع العام المقرر نهاية العام

المصدر: النهار
ليبي يدلي بصوته في مركز اقتراع بطرابلس الخميس.   (أ ف ب)
ليبي يدلي بصوته في مركز اقتراع بطرابلس الخميس. (أ ف ب)
A+ A-
 
تشكل الانتخابات البلدية التي نظمت في منطقة طرابلس الأسبوع الماضي، اختبارا للانتخابات العامة المقررة في نهاية العام الجاري والهادفة الى إخراج ليبيا من الفوضى التي غرقت فيها بعد سقوط نظام معمر القذافي في 2011.
وحصلت انتخابات بلدية الخميس في أربع بلديات، بينها حي الأندلس في العاصمة، وسط تدابير أمنية وإجراءات وقائية متعلقة بجائحة كوفيد-19. 
وقال المحلل السياسي الليبي محمود خلف الله ل"وكالة الصحافة الفرنسية"، إن الانتخابات البلدية "اختبار مباشر وحاسم لقدرة السلطات الرسمية على تنظيم الانتخابات العامة".
وأضاف: "نظرا للأجواء الطبيعية التي سارت بها الانتخابات وعدم تسجيل خروقات أمنية، أعتقد أن إقامة انتخابات برلمانية ورئاسية نهاية العام الجاري ستحظى بفرص نجاح كبيرة". ولم تعرف نتيجة الانتخابات حتى الآن.
وتشاطر أستاذة القانون في جامعات ليبية أماني الهجرسي رأي خلف الله، لكنها تدعو الى عدم الإفراط في التفاؤل.
وتقول :"الطبقة السياسية لا تهتم كثيرا بالانتخابات البلدية، لأنها تعرف أن طبيعة عمل البلديات خدماتي بالمقام الأول، وتالياً تأثيرها على دائرة صنع القرار محدود".
وأردفت "لكن الانتخابات البرلمانية والرئاسية لها قواعد سياسية حساسة، وبالتالي من يظفر بغالبية برلمانية سيملك مفاتيح السيطرة على السلطة التنفيذية، وهنا الاختلاف بين العمليتين الانتخابيتين". 
 
"امتحان شعبي" 
وحرصت فتحية المصراتي (45 سنة) وابنتها على الحضور باكراً إلى مركز الاقتراع في بلدية حي الاندلس  الخميس، مشيرة الى أنها ترى أن الانتخابات البلدية بمثابة "امتحان شعبي" يختبر دوافع المواطنين.
وقالت فتحية التي تعمل في مجال التدريس :"الانتخاب يجب يكون متمتعا بحرص وأمانة اختيار أشخاص قادرين على إحداث الفرق والتغيير في تقديم الخدمات". وأضافت أنها "أفضل امتحان شعبي لمعرفة مدى استعداد الليبيين والرغبة في الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات البرلمانية والرئاسية".
وشهدت مراكز الاقتراع في بلديات إجراءات أمنية مشددة وانتشار عناصر الأجهزة الأمنية، وتشديدا في إجراءات دخول الناخبين مع اشتراط إجراء فحص حرارة ووضع الكمامة.
وبلغت نسبة المشاركة في انتخاب بلدية حي الأندلس 22 في المئة لتكون الأدنى، فيما سجلت انتخاب بلدية زليتن (160 كيلومتراً شرق طرابلس) مشاركة بنسبة 42 في المئة من إجمالي المسجلين في عملية الاقتراع، لتكون الأعلى.
ويبلغ عدد البلديات في ليبيا 116، شكلها المؤتمر الوطني العام (أول برلمان ليبي منتخب عام 2012) وفق قانون خاص، وكان النظام الإداري للمدن في عهد القذافي الذي كان يطلق عليه اسم الشعبيات، أشبه بالمحافظة.
وحصلت دورة أولى من الانتخابات البلدية في نهاية 2013 و2014. وخلال العامين 2019 و2020، أعيد انتخاب معظم البلديات في الدورة الثانية، إذ بموجب القانون تنتهي ولاية المجالس البلدية غير القابلة للتجديد خلال أربعة أعوام.
ولأسباب أمنية وسياسية تأخرت العاصمة طرابلس التي يوجد فيها نحو نصف عدد سكان ليبيا الذي يتجاوز سبعة ملايين نسمة، في تجديد انتخاب بلدياتها الخمسة.
وقال خالد النوري (موظف حكومي)، من جهته أيضا أن الانتخابات البلدية تمثل القاعدة نحو انتخابات نهاية 2021.
وأضاف :"المجالس البلدية هي القاعدة الأولى والطريق نحو الانتخابات، ونجاحها يمثل ملامح نجاح الانتخابات المقبلة نهاية العام، ويجب الحرص على المشاركة بفاعلية".
وأردف "هذا حدث استثنائي في وقت تمر ليبيا بوضع حرج، والآن فرصتنا لإحداث نوع من التغيير، ويجب اختيار الأشخاص الذين يتمتعون بالنزاهة والكفاءة".
وتوافق الفرقاء الليبيون في ملتقى الحوار السياسي الذي انعقدت أولى جولاته في تونس في التاسع من تشرين الثاني الماضي،على إجراء انتخابات عامة في 24 كانون الأول 2021.
وجاء ذلك بعد اتفاق على وقف النار بين الطرفين الأساسيين اللذين يتنازعان على السلطة في البلاد: القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني التي تتخذ من طرابلس مقرا، والقوات الموالية للمشير خليفة حفتر، الرجل القوي في شرق البلاد.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم