الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

للمرة الأولى ...الجزائر تحيي "اليوم الوطني للذاكرة"

المصدر: النهار
صورة مؤرخة في 26 أذار 1962 لأوروبيين في العاصمة الجزائرية يشاركون في تظاهرة ضد الاستقلال.   (أ ف ب)
صورة مؤرخة في 26 أذار 1962 لأوروبيين في العاصمة الجزائرية يشاركون في تظاهرة ضد الاستقلال. (أ ف ب)
A+ A-
 
تحيي الجزائر اليوم، للمرة الأولى  "اليوم الوطني للذاكرة" المصادف للذكرى الـ76 لمجازر الثامن أيار 1945 عندما قمعت القوات الفرنسية الاستعمارية تظاهرة مطالبة باستقلال الجزائر، مما أسفر عن آلاف القتلى في شرق البلاد، بينما تنتظر الجزائر اعتذارات فرنسا على "جرائمها الاستعمارية".
وتجري المراسم الرسمية تحت شعار "الذاكرة تأبى النسيان" في مدينة سطيف (300 كيلومتر شرق الجزائر العاصمة)، التي شهدت قمع القوات الاستعمارية لتظاهرة تطالب باستقلال الجزائر في مناسبة احتفال الحلفاء بالنصر على النازية في الحرب العالمية الثانية.
وتم إقرار تخليد الذكرى الأليمة من قبل الرئيس عبد المجيد تبون، ثم صدر في حزيران مرسومها في الجريدة الرسمية  "عرفانا للتضحيات الجسام التي قدمها الشعب  الجزائري في مجازر 8 أيار 1945 وخلال اندلاع الثورة التحريرية في الفاتح من  تشرين الثاني 1954".
واعتبر الرئيس تبون حينذاك، ان ما تعرض له الشعب الجزائري طوال 132 سنة من الاستعمار (1830-1962) ومنها مجازر سطيف وقالمة وخراطة، "جرائم ضد الإنسانية" لا تسقط بالتقادم.
كما اعلن في مناسبة إحياء الذكرى في 2020 عن "إطلاق قناة تلفزيونية وطنية خاصة بالتاريخ، تكون سندا للمنظومة التربوية في تدريس هذه المادة التي نريدها أن تستمر حية مع كل الأجيال". وفي تشرين الثاني بدأ فعلا بث قناة الذاكرة المتخصصة في تاريخ الجزائر.
ويتضمن  برنامج اليوم الوطني للذاكرة  ندوة بعنوان "الجرائم الاستعمارية في  العالم، جريمة 8 أيار 1945 نموذجا" إلى معرض تاريخي من تنظيم متحف  المجاهد (محاربو الاستقلال) بسطيف.
وبحسب وزارة المجاهدين سيتم تنظيم  مسيرة تجوب شوارع مدينة سطيف تحاكي المسيرة التاريخية ليوم 8 أيار 1945، وصولا  الى المعلم التذكاري المخلد لمكان سقوط الكشاف بوزيد سعال أول ضحية في الأحداث.
وفي هذا اليوم، تحولت الاحتفالات بانتصار الحلفاء على النازية، إلى تظاهرة مطالبة باستقلال الجزائر، تعرضت لقمع دموي على يد القوات الاستعمارية مما أسفر عن آلاف القتلى.
 
"جريمة ضد الانسانية"
وبينما يتحدث الجزائريون  عن 45 ألف قتيل، ذكر المؤرخون الفرنسيون أن عدد القتلى يراوح بين بضعة آلاف إلى 20 ألفا، منهم 103 من الأوروبيين.
وبعيدا عن الخلاف حول الأرقام، فإن تدريس تاريخ الجزائر من بداية الاستعمار إلى الاستقلال مرورا بكل المقاومات  حتى حرب التحرير (1954-1962)، يبقى من اختصاص الدولة.
ويأتي إحياء "اليوم الوطني للذاكرة" في وقت بدا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في الأشهر الأخيرة سلسلة "إجراءات رمزية" في محاولة "لمصالحة الذاكرة" بين ضفتي البحر المتوسط، خصوصاً مع اقتراب الاحتفال بالذكرى الستين لاستقلال الجزائر.
وكلف ماكرون المؤرخ الفرنسي المتخصص في حرب الجزائر بنجامان ستورا اعداد تقرير سلمه له في كانون الثاني وتضمن عدة اقتراحات في هذا المجال. لكن التقرير لم يلق الترحيب في الجزائر.
وبحسب مصدر فرنسي مقرب من الملف، فإن "سياسة الاعتراف التي التزم بها الرئيس ماكرون ستستمر، وسيتم تنفيد توصيات عدة جاء بها تقرير ستورا".
وتبقى مسألة الذاكرة من اهم الملفات في العلاقات بين المستعمر السابق والجزائر.
وتعرضت هذه العلاقات لضربة جديدة بعد أن ألغت الجزائر الزيارة التي كانت مقررة في نيسان لرئيس الوزراء الفرنسي جون كاستكس، في أخر لحظة.
وفي الأيام التي تلت الغاء الزيارة وصف وزير العمل الجزائري الهاشمي جعبوب، فرنسا بأنها "العدو التقليدي والأبدي للجزائر".
واعتبر ماكرون، أول رئيس فرنسي مولود بعد نهاية الحرب، تعليقا على هذا التصريح ان إرادة المصالحة بين الفرنسيين والجزائريين "مشتركة بشكل واسع" رغم وجود "بعض المقاومة" في الجزائر.
وفي شباط 2017 عندما كان مرشحا لرئاسة فرنسا، زار ماكرون الجزائر ووصف في تصريح للصحافة احتلال الجزائر بأنه "جريمة ضد الانسانية" و"بربرية حقيقية" مما تسبب له في انتقادات واسعة من اليمين الفرنسي.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم