الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

رمزا حملة حي الشيخ جراح في القدس... إسرائيل تعتقل التوأمين الفلسطينيَّين منى ومحمد الكرد

المصدر: رويترز- أ ف ب
الناشطة الفلسطينية منى الكرد (وكالة الاناضول).
الناشطة الفلسطينية منى الكرد (وكالة الاناضول).
A+ A-
اعتقلت الشرطة الإسرائيلية، اليوم الأحد، ناشطين فلسطينيين بارزين أصبحا رمزا لحملة تهدف لوقف إجلاء الفلسطينيين من حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية.

 ويقول أنصار التوأمين منى ومحمد الكرد إن احتجازهما جزء من مسعى إسرائيلي أوسع لوقف محالات التصدي لعمليات الإخلاء في الشيخ جراح، حيث يسعى مستوطنون يهود إلى الانتقال إلى منزل عائلة الكرد ومنازل آخرين بموجب حكم محكمة إسرائيلية.

وقال الوالد نبيل الكرد إن الشرطة الاسرائيلية اعتقلت منى (23 عاما) "من منزل العائلة في حي الشيخ جراح واقتادتها إلى مركز شرطة صلاح الدين، وتركت طلب استدعاء باللغة العبرية لابني محمد". 

 
وأكد الأب، الذي تحدث من أمام مركز الشرطة وسط المدينة، أنّ اعتقال ابنته يندرج ضمن "عملية إرهاب الأهل لأن الصوت الذي خرج من الحي كان بفضل الشباب". "ما يحدث هو أنهم (الإسرائيليون) يريدون إسكات كل أصواتنا في القدس".

ودعا الشباب الفلسطينيين إلى الاحتجاج أمام مركز الشرطة في شارع صلاح الدين بالقدس الشرقية. واشار الى أن الشرطة الاسرائيلية منعت المحامين من البقاء مع ابنته خلال التحقيق، مشيرا إلى أن أحد المحامين "تحدث إليها قبل التحقيق" فقط. 
 
وقد أفاد محامي العائلة ناصر عودة أن الشرطة وجهت للناشطة الشابة "تهمة القيام بأعمال تخل بالنظام والسلم وأعمال مثيرة للشغب". 

وأوضح أن التهمة أدرجت تحت بند "الدافع القومي"، مشيرا إلى أن منى وشقيقها محمد يخضعان حاليا للتحقيق. 
 
وتم إطلاق سراح الكرد بعد ظهر الأحد.

من جهتها، قالت المتحدثة باسم الشرطة الإسرائيلية، من دون أن تذكر صراحة اسم منى الكرد (23 عاما): "بموجب أمر قضائي، ألقت الشرطة القبض على مشتبه فيها من سكان القدس الشرقية للاشتباه في مشاركتها في أعمال شغب وقعت في الشيخ جراح أخيرا".
 
وفي وقت سابق اليوم الأحد، أظهرت لقطات مصورة على وسائل التواصل الاجتماعي منى وهي مقيدة اليدين، ويقتادها رجال شرطة إسرائيليون إلى خارج منزلها.
 
ولم تعلّق الشرطة بعد على شقيقها التوأم محمد، الذي سلّم نفسه في مركز للشرطة بالقدس الشرقية بعد تلقيه استدعاء منها.
 
ويأتي اعتقال منى ومحمد الكرد بعد يوم من إلقاء القبض على مراسلة قناة الجزيرة الإخبارية، وهي تغطي احتجاجا في الشيخ جراح. وقالت الجزيرة إنه تم إطلاق سراح مراسلتها بعد ساعات قليلة ومُنعت من دخول الشيخ جراح لمدة 15 يوما.

ويشهد حي الشيخ جراح، منذ نحو شهرين احتجاجات يومية، على خلفية التهديد بطرد عائلات فلسطينية من منازلها لصالح جمعيات استيطانية. وتوسعت الاحتجاجات إلى أنحاء متفرقة من القدس، بخاصة في المسجد الأقصى خلال شهر رمضان. 
 
 ووصلت قضية الحي إلى العالم بخاصة بعد إطلاق وسم # انقذوا_حي-الشيخ _جراح بلغات مختلفة، إذ شاركه نشطاء ومشاهير بارزون حول العالم. 
 
وأدت القضية إلى تصعيد دام مع قطاع غزة استمر 11 يوما، أدى إلى مقتل 260 فلسطينيا بينهم 66 طفلا ودمار هائل في القطاع المحاصر. ومن  الجانب الإسرائيلي قتل 12 شخصا بينهم طفل وفتاة وجندي. 

وكانت محكمة إسرائيلية أرجأت الشهر الماضي جلسة استماع في القضية، لم يحدد موعدها بعد. 

وتسعى الجمعيات اليهودية المطالبة بالأملاك حاليًا إلى إخلاء منازل 58 فلسطينيًا آخرين، وفقًا لمنظمة "السلام الآن".

ويقول الفلسطينيون إنّ خطر الإخلاء يهدّد بشكل عام نحو 500 فلسطيني. 

ويعيش في القدس الشرقية المحتلة أكثر من 200 ألف مستوطن بين 300 ألف فلسطيني. ويعتبر الاستيطان غير قانوني بموجب القانون الدولي. ويستولى مستوطنون يهود بدعم من المحاكم على منازل في الشيخ جراح بدعوى أن عائلات يهودية عاشت هناك وفرت في حرب عام 1948 عند قيام دولة إسرائيل. لكن اسرائيل لا تقوم بالمقابل بإعادة أملاك وبيوت إلى فلسطينيين فقدوها ويسكنها يهود.

- اعتقال صحافيين -
وحظيت قضية الشيخ جراح باهتمام إعلامي واسع. ويقول صحافيون إن الشرطة الإسرائيلية استهدفتهم خلال التغطية الإعلامية للاحتجاجات في الحي. 

السبت، اعتقلت الشرطة الإسرائيلية مراسلة قناة الجزيرة الفضائية جيفارا البديري  من الحي أثناء تغطيتها الإعلامية للاحتجاجات هناك. 

وأفرج عن البديري بعد ساعات من التحقيق في مركز شرطة صلاح الدين. 

ونددت شبكة الجزيرة الإعلامية في بيان باعتقال مراسلتها "والاعتداء عليها وعلى مصور الشبكة" معتبرة اعتقالها "تصرف مشين وحلقة جديدة في سلسلة الاعتداءات الإسرائيلية".  

وقال البيان إن الاعتقال "يتعارض مع أبسط حقوق الصحافيين (...) وأن محاولات إسكات الصحافيين من خلال ترهيبهم واستهدافهم باتت تصرفا روتينيا من قبل القوات الإسرائيلية". 

ودعت الشبكة "المجتمع الدولي والمنظمات الصحافية والهيئات الحقوقية لإدانة تصرفات الحكومة الإسرائيلية". 

ويأتي اعتقال البديري بعد نحو أسبوعين من قصف إسرائيلي استهدف برج الجلاء في قطاع غزة، والذي كان يتضمن مقر الفضائية العربية ومقر وكالة الأنباء الأميركية وغيرها من المكاتب الصحافية، إضافة إلى شقق سكنية. 

من جهتها، أعربت منظمة مراسلون بلا حدود، ومقرها باريس، عن قلقها إزاء "الاستخدام غير المتناسب للقوة ضد الصحافيين". 

وانتقدت المنظمة ما يتعرض له المراسلون والمصورون في حي الشيخ جراح وتدمير برج الجلاء في قطاع غزة. 

وأفرج بشروط، الإثنين الماضي، عن الصحافية الفلسطينية العاملة في فضائية "الكوفية" زينة الحلواني والمصور وهبة مكية بعد اعتقالهما أياماً عدة أثناء عملهما الصحافي في الحي. 

- "النفير العام" -
وقد يتصاعد التوتر في القدس هذا الأسبوع، إذ من المتوقع أن تمر مسيرة لأنصار اليمين الإسرائيلي عبر باب العامود في البلدة القديمة.
 
وفي اليوم ذاته الذي اندلع فيه القتال بين إسرائيل وغزة، تم تنظيم مسيرة مماثلة. لكن تم تحويل مسارها في اللحظات الأخيرة.
 
من جهة اخرى، دعت اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) "كوادرها وجماهير شعبنا الى النفير العام، الخميس المقبل، والوقوف صفا واحدا، للدفاع عن القدس والمقدسات الاسلامية والمسيحية، ومواجهة مسيرة للمستوطنين المتطرفين"، وفقا لما أوردت وكالة الانباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) اليوم الأحد.
 
وأكدت اللجنة المركزية، في بيان اليوم الأحد، ان "القدس خط احمر، ولدى شعبنا الفلسطيني الارادة الصلبة والإصرار على مقاومة الاحتلال في القدس، والأراضي الفلسطينية المحتلة كافة".
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم