السبت - 04 أيار 2024

إعلان

هدى شديد ضيفة "Podcast with Nayla": شجاعة وإيمان رغم الوجع

المصدر: "النهار"
هدى شديد ضيفة "Podcast with Nayla".
هدى شديد ضيفة "Podcast with Nayla".
A+ A-
من يعرف هدى شديد، يعرف المرأة المحاربة التي تكونها والإعلامية الشجاعة التي لا أعداء لها. في هذه الحلقة من "بودكاست مع نايلة" مع رئيسة "مجموعة النهار الإعلامية" نايلة تويني، تغوص هدى في آلامها و"التروما" التي تحملها من طفولتها والتراكمات التي تقضّ مضجعها، هي التي تقول إنّ "المرض لم يُغادرها، إنّما ينام تحت وسادتها".




تُعرّف نفسها بـ"ابنة الضيعة التي كانت لها أحلام وطموحات... حلمت كثيراً لكن أحلامها جميعها تقريباً تحطّمت". غير أنّ رجاء هدى أقوى من الوجع، "مع كلّ محنة كان الله يرفع ابنة الضيعة إلى أبعد من ذلك... كلّما سقطتُ، أعود... ولن أسقط أبداً".

تطلب هدى رضى الله. "أشكره حقاً على كلّ شيء"، تقول، "وإن مرضت وإن بلغت هذا الوضع، فأنا حقاً محظيّة بزملاء وقفوا إلى جانبي". تشعر بأنّه لا يحقّ لها التذمّر وتُدرك جيّداً أنّ لكلّ بشريّ صليب عليه أن يحمله.

"الموت هو الحقيقة الوحيدة التي لا يمكن أن نختلف عليها"، تقول هدى، "مهما اختلفنا في الدين وكيف نصل إلى الله وكيف نعيش ونختار نسق حياتنا، هناك حقيقة واحدة سنصل إليها جميعناً وهي الموت... قد يأتي الآن أو بعد سنة أو بعد عشر سنين، فأسأل نفسي لماذا أفكر فيه الآن؟ فلأعش كلّ يوم بيومه".

تصف حياتها "كمن ينزل وادياً ثم يصعد جبلاً، ينظر إلى المسافة فتخيفه ويتساءل كيف سأمشيها كلها؟". عوّدت نفسها أن تسير خطوة بخطوة وأن تنظر أمامها وتضع هدفاً بعيداً، "على أن تكون كلّ خطوة ثابتة، فنجتاز المسافات". لم تكن حياتها سهلة أبداً، عاشت طفولة حزينة في مدرسة داخلية، وحيدة.

"كنتُ أستيقظ وأنا باكية وأنام وأنا باكية"، تروي هدى التي كانت تُقابل أخواتها في تلك الفترة كلّ ثلاثة أشهر. "في السنة الأولى من مدرستي الداخلية كنت أتقيّأ كلّما أكلت، فتصاب معدتي بتشنّج. شعرت بأنني فعلاً مقطوعة من شجرة ولا أهل لي، وأذكر أنّني تمسّكت بفستان أمّي عندما كانت تهمّ بالرحيل ذات مرّة بعد زيارتي، فمزّقتُه وأنا أطلب أن تأخذني معها. كلّ هذا تسبّب لي بصدمة".

احتفظت بكلّ هذه الأمور حتى العام 2013، عندما أصيبت بالسرطان للمرة الأولى. عند تلك المحطة، تصالحت مع "التروما". تسبّبت لها تلك الفكرة الحزينة من طفولتها ببعد عن أهلها، إلى جانب التراكمات.

تُقاوم هدى اليوم السرطان ولا تستسلم. "ليس بالدواء وحده" كان عنوان كتابها الأشبه بالمذكرات الموجعة، والذي كتبته بعد شفائها أول مرة. صحيح، ليس بالدواء وحده يشفى الإنسان، وهو ما تُدركته هدى شديد وتتعامل معه بالإيمان والمغامرة ورفض الاستسلام.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم