اشترِك في نشرتنا الإخبارية
اليسوعيّون يحتفلون بقداس افتتاح دعوى تطويب الأب نيقولا كلويترز... "حبّ متفانٍ لأرض مُهملة"
22-01-2022 | 16:06
المصدر: النهار
احتفلت الرهبنة اليسوعية في الشرق الادنى والمغرب العربي بافتتاح دعوى تطويب الاب نيقولا كلويترز اليسوعي، في قداس ترأسه النائب الرسولي لطائفة اللاتين في لبنان المطران سيزار اسيان، اليوم السبت، في كنيسة القديس يوسف للآباء اليسوعيين في الاشرفية، بمعاونة السفير البابوي في لبنان المطران جوزيف سبيتيري، الرئيس الاقليمي للرهبنة اليسوعية الاب مايكل زميط، رئيس دير تعنايل للآباء اليسوعيين الاب جوزف نصار، والاب طانيوس رزق الكبوشي.
وشارك في القداس راعي أبرشية بعلبك ودير الأحمر للموارنة حنا رحمة، الرئيس العام للرهبانية المخلصية الأرشمندريت انطوان ديب، كاهن رعية بلدة برقة الاب ميشال معلوف، ولفيف من الكهنة اليسوعيين والراهبات واصدقاء الرهبنة والاب كلويترز.
- "سماد ارض البقاع" -
الاب كلويترز قُتِل في لبنان. هذا الراهب الهولندي الذي انشغل في خدمة بلدة برقا البقاعية وانمائها، بشرا وحجرا، خُطف العام 1985 خلال توجهه اليها. تعرض للتعذيب، قبل ايجاد جثته المشوهة. "في 14 آذار 1985، استشهد الاب كلويترز في سبيل ايمانه ومحبته، فاصبح بحسب تعبيره سماد ارض البقاع الشمالي المهملة"، وفقا لمنشور عنه. حياته "تشهد للالتزام المسيحي المثالي في مرحلة مضطربة بسبب الحرب"، على ما تكتب عنه الرهبانية اليسوعية.
في 28 نيسان 2020، قدّم الاب توم سيكينغ اليسوعي المعيّن بحسب الاصول من الرهبانية اليسوعية، نائبا لمحرك الدعوى الخاصة باعلان استشهاد الاب كلويترز وباعلان قداسته، صيغة الطلب الى النائب الرسولي المطران سيزار اسيان، والتي تسأل الشروع بدعوى الاب كلويترز وبالتحقيق على المستوى الايبارشي في سمعة الشهادة وعلامات بذل الحياة حتى الموت كما تجلت لديه.
وقد اعلن المطران اسيان مرسوما بهذا الخصوص في 8 كانون الاول 2020. وفي 11 تشرين الثاني 2021، وافق الكرسي الرسولي رسمياً على فتح دعوى تطويب الأب كلويترز.
- "نفس معطاة بالكامل لله والناس" -
واليوم السبت، كانت الفرحة الكبيرة بالاب كلويترز ودعوى تطويبه، التي جمعت كثيرين، كهنة وعلمانيين. هذا الوجه الرهباني "الشهيد" حضر في المكان، في صور رفعت في الكنيسة ووزعت على المؤمنين. واستحضره المطران اسيان في عظة القاها خلال القداس. وقال: "يا له من فرح أن أكون معكم اليوم، كأحد شهود افتتاح دعوى تطويب الأب كلويترز. خلال هذا القداس، نطلب من روح القدس أن يرشدنا خلال هذه الدعوى التي ينبغي أن تقودنا إلى ان نلمس استشهاد الأب كلويترز واثباته.
سنبحث في حياة رجل، كاهن، نفس معطاة بالكامل لله والناس. إنها مسألة حساسة، تتطلب احترامًا عميقًا للإنسان ولله. لا يمكن المرء أن يخترق العلاقة بين الإنسان والله من دون السماح لنفسه بأن يتشربها. وهذا ما نتوقعه من هذه التجربة: أن يكشف لنا الأب نيقولا، من خلال شهادة أولئك الذين عرفوه، علاقته بإلهه ومخلصه، وبالتالي يقودنا إلى محبة الرب كما أحبه هو، ومحبة من بذل الرب حياته من أجلهم".
رجل صلاة وعمل كان الاب كلويترز. الى اليوم، لا يزال يتردد صدى "صلاة كتبها بخط يده قبل استشهاده". وقد وُجدت بالمصادفة في مكتبته الخاصة في غرفته في انطش برقا بعد مرور اكثر من عشرين عاما على استشهاده". وفيها، يقدم الى "الآب القدوس" حياته "فداء عن أخوتي في العالم كله... وجميع اخوتي الفقراء والمظلومين... ومن اجل المؤمنين كافة...".
سيرة الاب كلويترز، لا سيما في لبنان، شكّلت محور عظة المطران اسيان. "تواريخ النشاط الرعوي والإرسالي والاجتماعي للأب نيقولا وأمكنته وسياقه تظهر لنا آنية شهادته لنا، نحن الأساقفة والكهنة والمكرسين والعلمانيين في لبنان، بحثا عن رجال ونساء ايمان وعدالة"، على قوله. واضاف: "اليوم لا يتعلق الأمر بالحديث عن الاب كلويترز، بل بالبدء بالاستماع إليه. وتقدم الينا الكنيسة القديسين نموذجا لعالمنا. انهم الرفاق الذين يهمسون لنا الإنجيل في عصرنا".
وقرأ اسيان سطورا من "مقال كتبه الاب كلويترز نفسه قبل عامين من اغتياله"، ليخلص الى ان "الاقتراب اليوم من الأب كلويترز يعني أن نأخذ على عاتقنا كلماته، تعابيره، إنجيله، واستعداديته، وان نبذل قصارى جهدنا. فنعطي، مثله، حياتنا فداء للجميع، من دون تمييز من أي نوع، من دون تفرقة، لكي تتحقق الوحدة بين الجميع بمحبة أخينا وربنا يسوع".
في مناسبة قداس افتتاح دعوى تطويب الاب كلويترز، أصدرت دار المشرق كتابا بعنوان: "حبّ متفانٍ لأرض مُهملة" للكاتبة كارول داغر.
