اشترِك في نشرتنا الإخبارية
بطالة وفقر مدقع... صيدا تنزف أيضاً
17-03-2021 | 18:23
المصدر: صيدا- أحمد منتش
لم يعد خافياً على أحد، موضوع تردّي مجمل الأوضاع على الساحة اللبنانية، أكانت سياسية أم مالية أم معيشية أم اقتصادية وخلافه، بسبب سياسة الهدر والفساد والمحسوبية والمحاصصة وسرقة المال العام والخاص التي انتهجتها هذه المنظومة الحاكمة والتي أدت اليوم الى ارتفاع جنوني في سعر صرف الدولار، ما أدى الى ارتفاع هائل في أسعار المواد والسلع الاستهلاكية.
كما لم يعد خافياً على أحد تداعيات هذه الأوضاع المتردية وانعكاساتها السلبية والمدمرة على نمط حياة الناس وأعمالهم، ومشاهد البطالة والفقر المدقع، نتيجة العوز لدى شريحة واسعة من أبناء الطبقات الفقيرة وحتى المتوسطة التي بات يقوم بعضها بممارسة أعمال لم تكن معهودة، ولم يكن المواطن اللبناني بحاجة الى القيام بها سابقاً. وتتجلّى بعض هذه المشاهد بأبشع صورها من خلال تزايد عدد الأشخاص من مختلف الأعمار الذين يتجولون طوال ساعات النهار والليل ويبحثون في مستوعبات النفايات وأكياس القمامة عن قطعة صدئة من الحديد أو عبوة من التنك أو البلاستك أو كرتونة من الورق لبيعها إلى مستودعات الخردة بمبلغ يستطيعون من خلاله تأمين لقمة عيش عائلاتهم.
(أحمد منتش).
(أحمد منتش).
آليات "التيك توك" وعربات الخشب الثابتة والمتحركة والبيع على الأرصفة
ويبقى مشهد تزايد الدراجات الكهربائية المعروفة بـ "التيك توك" والتي يستخدمها أصحابها لأكثر من هدف وغاية في عمله اليومي كوسيلة نقل أو لبيع الخضر وما شابه، فضلاً عن أعداد العربات الخشبية الثابتة والمتحركة وانتشارها بكثافة في ساحات وشوارع صيدا وداخل أسواقها التجارية والتي يعرض أصحابها كل أنواع الخضر والفاكهة وبعض المواد والسلع الاستهلاكية، ومشهد إقفال العديد من المحال والمؤسسات التجارية أبوابها.
كلها مشاهد تدل وتؤشر بوضوح إلى واقع البطالة والفقر والعوز. فيما وصل الأمر لدى البعض الى القيام بأعمال تسوّل مقنّعة، وبعض آخر يلجأ إلى القيام بأعمال سرقة ما خف وزنه من السيارات أو من مداخل المنازل والأبنية السكنية. ولم يتوانَ البعض عن سرقة كل أغطية الصرف الصحي ومياه الأمطار الموجودة على الأرصفة أو جوانب الطرق العامة، على الرغم مما تشكله هذه الظاهرة، أي وجود فتحات الصرف من دون أغطية، من خطر على السلامة العامة.
