الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

مع بدء موسم الأعياد... شكوك بدخول حالتَي "أوميكرون" إلى لبنان

المصدر: "النهار"
القطاع الطبيّ يعاني وسط شكوك بتسجيل حالتين بـ"أوميكرون" (نبيل اسماعيل).
القطاع الطبيّ يعاني وسط شكوك بتسجيل حالتين بـ"أوميكرون" (نبيل اسماعيل).
A+ A-
بعد انتشاره في أكثر من 54 دولة، يبدو أنّ متحوّر "أوميركون" من فيروس كورونا قد وصل إلى لبنان، وما كان يتخوّف منه البعض بات حقيقة يجب التعامل معها بمسؤولية تفادياً لتكرار سيناريو كارثة "دلتا".

وبعد إعلان الدول تباعاً تسجيل إصابات لديها بالمتحوّر الجديد وآخرها الكويت والإمارات، أعلن وزير الصحة فراس الأبيض، اليوم، أنّ "هناك شكوكاً بوجود حالتي (أوميكرون) دخلتا إلى لبنان، بعد تتبع الحالات الايجابية القادمة من الخارج".

وأضاف الأبيض، في مؤتمر صحافي، أنّ "(أوميكرون) ينتقل بشكل أسرع من المتحوّرات السابقة، علماً أن الحالات في لبنان هي من متحوّر (دلتا)"، مؤكداً أنّ "العمل سيبدأ باختبار التسلسل الجيني في مختبرات الجامعة اللبنانية".

ظهور "أوميكرون" في لبنان، في موسم الأعياد، يُنذر بخطر كبير بإمكانية تفشّي الفيروس خلال احتفالات عيدَي الميلاد ورأس السنة، بأعداد كبيرة جدّاً، كما حصل العام الماضي.

ووسط دقّة الواقع الوبائي، سجّلت وزارة الصحة العامة، في تقريرها اليومي، أمس الأربعاء، 1994 إصابة جديدة و9 وفيات بالفيروس.
 
 
الواقع الوبائي في لبنان

مع اكتشاف المتحوّر في جنوب أفريقيا وتسجيل إصابات مرتفعة بالفيروس في لبنان، أكد الأبيض، في مؤتمر صحافي سابق في 26 تشرين الثاني الماضي، أنّ "اللجنة العلمية بحثت بالمتحوّر الذي ظهر في جنوب أفريقيا وآلية ترصّده عبر برنامج الترصد الجيني للمتحوّرات الذي بات موجوداً في لبنان".

وأضاف الأبيض، ردّاً على سؤال "النهار" حول خطر وصول المتحوّر إلى لبنان عبر المطار كما حصل مع متحوّر "دلتا" سابقاً، أنّ "اللجنة ستتمكّن من متابعة وترصد هذا المتحوّر وطبيعته، ولغاية اليوم غالبية الحالات تعود الى متحور "دلتا" أو المتفرع عنه، ولكن سنبقى في عملية ترصد مكثّفة للمتحوّر الجديد".

كما أكد الأبيض أنّ "هناك اجتماعات مع منظمة الصحة العالمية للوقوف على أيّ جديد خصوصاً بمسألة تصنيف المتحوّر بالمثير للقلق والاهتمام، وحتى الحصول على هذه المعطيات العملية"، لافتاً إلى "ألّا رحلات مباشرة بيننا وبين الدول التي ظهر فيها هذا المتحور".

اقرأ أيضاً: "80% من إصابات كورونا لغير الملقحين" في لبنان... ماذا كشف وزير الصحة اللبناني عن إقفال البلد؟
 


ما هو المتحور الجديد؟

تعود معظم الإصابات بمتحوّر "أوميكرون" في جنوب أفريقيا إلى شباب، وفقاً للمعهد الوطني للأمراض المعدية. وسّجّلت إصابات أخرى، قبل انتشاره في بلدان عدّة، بهذا المتحوّر، في بوتسوانا وهونغ كونغ لدى شخص عاد من رحلة في جنوب أفريقيا.

من جهته، قال البروفسور ريتشارد ليسيلز، وهو باحث آخر في المعهد: "ما يقلقنا هو أن هذا المتحور قد لا تكون لديه قدرة على الانتقال بشكل أسرع فحسب، إنما أـيضاً أن يكون قادراً على إتلاف أجزاء من جهاز المناعة لدينا".

أين تم رصده؟

تشير الدلائل الأولية من مختبرات التشخيص إلى أنّ المتحور ظهر في مقاطعة غوتنغ في جنوب أفريقيا بداية، قبل أن ينتشر بالفعل في المقاطعات الـ8 الأخرى في البلاد.

في تحديث يومي منتظم للحالات المؤكدة على الصعيد الوطني، أبلغ المعهد الوطني للأمراض المعدية في جنوب أفريقيا، عن 2465 إصابة جديدة بكوفيد-19، أي أقل بقليل من ضعف الإصابات في اليوم السابق.

ولم يعزو المعهد هذه الزيادة إلى ظهور المتحور، على الرغم من أن بعض العلماء المحليين البارزين يشتبهون في كونه السبب.
 
 
"احتمال تكرار الإصابة"... منظمة الصحة تكشف أعراض "أوميكرون"
 
أفاد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، اليوم، أنّ البيانات الأولية تشير إلى أنّ المتحوّر "أوميكرون" قد يكون له قابلية أعلى من المتحوّرات الأخرى على إصابة الأشخاص الذين سبق أن التقطوا عدوى الفيروس وكذلك من تلقوا التطعيم، لكنّها قد تُسبّب مرضاً أقل شدة.

وصرّح تيدروس أدهانوم غيبريسوس للصحافيين: "تشير البيانات الجديدة من جنوب أفريقيا إلى أنّ (أوميكرون) تزيد احتمال تكرر الإصابة"، مضيفاً أنّ "هناك أيضاً بعض الأدلة على أنّ (أوميكرون) تُسبّب مرضاً أقل شدة من (دلتا)".

وللحصول على فكرة أكثر دقة لخصائص المتحوّر بسرعة أكبر، طلب من جميع البلدان المساهمة في تقييمها من خلال تقديم بياناتها إلى المنظمة. ولمكافحتها بشكل أفضل، دعا أيضاً جميع الدول إلى مواصلة جهودها لناحية التطعيم وخطوات الوقاية.

كما عادت الرئيسة العلمية لمنظمة الصحة العالمية الدكتورة سمية سواميناثان، إلى الدراسات الأولية المنشورة في الأيام الأخيرة، والتي يبدو أنها تظهر أن المتحورة الجديدة تجعل لقاح "فايزر-بايونتيك" أقل فاعلية، ودعت إلى توخي الحذر الشديد في تفسيرها.

وأضافت: "هناك تباين كبير في خفض فاعلية الأجسام المضادة والذي يتراوح من 4 إلى 5 مرات أقل إلى 40 مرة في هذه الدراسات المختلفة"، والتي تقتصر على دراسة التأثير على الأجسام المضادة وحدها "عندما نعلم أن جهاز المناعة أكثر تعقيدًا بكثير".

وتابعت: "من السابق لأوانه استنتاج أن انخفاض نشاط تحييد الأجسام المضادة يجب أن يؤدي إلى تراجع كبير في فاعلية اللقاحات".

اقرأ أيضاً: متحوّر جنوب أفريقيا من كورونا يُثير قلق العالم ويوقف رحلات جويّة... ما خطورته، وكيف يُمكن التعامل معه؟
 
 
تؤكد المعطيات العلمية الواردة من المختبرات في جنوب أفريقيا عدم تأثر حساسية اختبار الـPCR على الكشف المخبري للمتحور الجديد، لذلك من غير المحتمل أن لا يتم الكشف عن الحالات الإيجابية من طريق تقنية الـPCR بشكل عام. ولكن لا بد من التنبه اذا كانت كافة الكواشف المستعملة لم تتأثر بوجود الطفرات.

وبدأ العمل فعلياً للنظر في إمكانية التهرب او التفلت المناعي للمتحور الجديد ورصد النتائج المرتبطة به كما صرح المتحدث باسم شركة "فايزر-بيونتيك". وإذا اتضح بعد التجارب المعملية أن اللقاحات المستخدمة لم تعد فعالة بشكلٍ كافٍ ضد المتحور الجديد، فسيتعين عندها على الشركات المصنعة تكييف اللقاحات المُنتجة على المتحور الجديد وتسليمها في وقت قياسي وهذا صعب المنال.

من الطبيعي أن تستمر المتحورات الجديدة في الظهور في ظل البطء والتلكؤ الشديدين في حملات التلقيح في العديد من الدول (نسبة التلقيح في جنوب أفريقيا لا تتعدى الـ24 في المئة) وفي ظل جشع الدول الغنية في عدم توزيعها العادل للقاحات على كل البلدان وبخاصة الفقيرة منها والتي لا قدرة لها على تلقيح شعوبها.

أمام هذه الصورة القاتمة يظل اللقاح هو الحل الوحيد للحد من انتشار الفيروس، إلى جانب الجرعة المعززة في حال مرور 6 شهور على تاريخ أخذ الجرعة الثانية، وذلك لحماية المعرضين للخطر ممن يعانون من أمراض مزمنة خطيرة، ولتقليل الضغط على النظام الصحي، وإبطاء انتقال العدوى جنباً إلى جنب مع اتباع إجراءات الوقاية والتباعد الاجتماعي حتى بعد أخذ اللقاح وبخاصة في الأماكن المشتركة (المدارس والجامعات).

ولا بد من التذكير هنا أن اللقاح يحمي من الأعراض الخطيرة للإصابة ويقلل من نسبة الوفيات ودخول المستشفى، ويجب عدم استهتار الملقحين بإجراءات الوقاية لأنهم معرضون للإصابة من جديد، ومن الممكن أن يكونوا سبباً في نشر الفيروس في محيطهم وتعريض المحيطين بهم للخطر. وهنا نأخذ على سبيل المثال الإصابات المرتفعة جداً للملقحين في بعض المناطق في أوروبا حيث قاربت نسبة الملقحين الـ70 والـ80 في المئة. ويعود السبب في ذلك لعدم تَقَيُّد هؤلاء بالوقاية التامة.
 
 


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم