الثلاثاء - 14 أيار 2024

إعلان

بعلبك تحتل المرتبة الأولى بعدد اصابات كورونا... وحالة تأهب تعيشها المنطقة

المصدر: بعلبك- "النهار"
"ألم مشترك"... تحية من بلدية بعلبك لكل طبيب وممرض ومسعف  (ارشيفية)
"ألم مشترك"... تحية من بلدية بعلبك لكل طبيب وممرض ومسعف (ارشيفية)
A+ A-
بعلبك- وسام اسماعيل
 
حالة تأهب تعيشها منطقة بعلبك الهرمل في مواجهة جائحة "كوفيد 19" المستجد، بعدما سجل عداد الإصابات فيها أرقاماً عالية خلال الشهرين الأخيرين، واحتلالها المرتبة الاولى في لبنان في عدد الاصابات التي بلغت منذ شهر شباط المنصرم 8275 إصابة، منها 109 وفيات و 2421 حالة شفاء و 5745 حالة نشطة، وهو ما دفع بالمحافظ بشير خضر إلى دق ناقوس الخطر واتخاذ المزيد من الإجراءات الاحتياطية وأبرزها تجديد الإقفال رغم رفع التعبئة العامة في لبنان. 
 
فكان القرار من قبل المحافظ خضر ضمن اطار مواجهة الجائحة والحد من الانتشار بتجديد الإقفال مع إقفال المدارس والتعليم عن بعد لأسبوع إضافي بالتنسيق مع وزارة التربية لبلدات عدة في المحافظة وهي: بعلبك، بريتال، اللبوة، بدنايل، النبي شيت، دورس، طاريا، الهرمل، القصر، الكويخ، تمنين التحتا، اليمونة، عرسال، حوش الرافقة، رأس بعلبك، الفاكهة جديدة والعين، وذلك لتسجيلها أرقاماً مرتفعة بالمصابين، وهو ما فرض اشكالية كبيرة بين المحافظ والعدد الأكبر من مدراء المدارس وأصحاب المؤسسات والمحال التجارية الذين يرون في قرار المحافظ اجحافاً وظلماً بحقهم، خصوصاً ان هنالك تقصيراً كبيراً من قبل المعنيين والقوى الأمنية في تطبيق تلك القرارات، وهو ما أكدته حملة منظمة عبر عشرات البيانات الصادرة يوم أمس عن رؤساء بلديات وجمعيات ونقابات تجارية ومدارس، رفضت جميعها قرار المحافظ بتمديد الإقفال ومطالبته بالعودة عن قراره لما فيه من كارثة اقتصادية. 
 
و صدر بيان عن جمعية تجار بعلبك رافضين الإقفال معلنين عدم الالتزام، لما يلحق بهم من ضرر مباشر، خصوصاً خلال فترة الأعياد مطالبين المجلس البلدي بمواكبة الاجراءات من وضع كمامات وغيرها.
كذلك أصدرت كل من بلديات الهرمل والكواخ وشعث والنبي شيت بيانات أجمعت على أن نسبة الإصابات فيها هي مماثلة لنسب الإصابة في مختلف المناطق في سياق الانتشار الوبائي الذي يعم البلد، رافضين الهلع الذي يثار والمبالغة في الأرقام وتضخيمها، مع تأكيدهم على خطورة الوباء والتزامهم بالاجراءات المعتمدة وتطبيقها. 
 
وأكد المسؤول الإعلامي في نقابة أصحاب المدارس الأكاديمية الخاصة في لبنان مصطفى أبو اسبر لـ "النهار" أن القطاع التعليمي في منطقة بعلبك الهرمل يعاني مظلومية كبيرة في القرارات الاحادية التي يتخذها المحافظ خضر من تجديد إقفال مستمر فيها رغم رفع اللجنة الوطنية لمكافة كورونا الإقفال وفتح المدارس في وقت عاودت جميع المحافظات فتح ابوابها ما يضعنا أمام مصاعب تعليمية كبيرة على التلامذة وعلى المدارس نفسها التي باتت أمام كارثة. 
 
وأوضح أبو أسبر أن "منطقة بعلبك الهرمل تعاني من مشاكل عديدة في نظام التعليم عن بعد أهمها انقطاع شبه كامل للكهرباء وخدمة الإنترنت الرديئة فيها حيث تواجه مشاكل كبيرة الى جانب عدم تأمين أغلبية الاهالي مستلزمات التعليم عن بعد وأجهزتها بشبب الظروف الاقتصادية القاهرة" .
 
وعن إجراءات الحماية، أكد انه "اتخذت كافة الإجراءات لحماية الطلاب والطاقم التعليمي وبات التعليم الحضوري للطلاب هو الحل الوحيد لتلقيهم السنة التعليمية معتبراً إصرار المحافظ خضر على الإقفال أمراً خاطئاً وكارثياً في مختلف الجوانب، وهو ما يطرح علامات استفهام لدينا. فلا يحق لأحد إقفال المدارس وحرمان التلاميذ من التعلم، دون أن ينسى التطرق إلى الوضع المالي المتأزم للمدارس، معتبراً أن قرار المحافظ يضعهم أمام أزمة مالية خصوصاً أنه جرت الاستدانة العام الماضي لتأمين المستحقات للأسرة التعليمية ودفع المستحقات كاملة من صندوق ضمان والبلدية والورش التشغيلية". 
 
كما انتقد عضو اللجنة الصحية لمكافحة وباء كورونا في منطقة البقاع هاني فخر الدين
الهلع الذي ينشر من خلال الاعلام ويبث للمواطنين بشكل غير مسؤول، وقال: "نعم عدد الحالات التي تشهدها المنطقة يستوجب الحذر والإقفال والالتزام، ولكن لم نصل إلى حالة الهلع، وما زلنا تحت المعدل العام نسبة لما يجري في الغرب". 
وأكد أن منطقة البقاع وصلت إلى 50 بالمئة من الإصابات نسبة للفحوصات التي تجرى وهي نسبة مرتفعة، وتتفاوت تلك النسب بين قرية وأخرى.
 
وعن عدد الإصابات أوضح أنه منذ شهرين سجلت المنطقة أعلى أرقام، حيث سجل طوال الفترة السابقة منذ بداية الجائحة حتى اواخر شهر أيلول 970 إصابة لتسجل من تشرين الأول حتى اليوم 7200 إصابة. أما في ما خص عدد الوفيات فهو إلى تراجع حيث سجل 50 حالة وفاة سابقاً وسجل خلال الأشهر الأخيرة 24 حالة أي المجموع الكلي حتى الساعة 72 وفاة، غالبيتهم من كبار السن تتراوح أعمارهم بين 50 و 84 عاماً 90 بالمئة منهم كانوا يعانون من أمراض مزمنة. 
 
ولفت إلى أن معظم حالات الوفيات كانت دخلت المسشفيات في أوقات متأخرة من تقدم الوباء، حيث سجلت حالات الوفاة داخل المستشفيات بعد أيام قليلة من دخولها، وهذا يدل على ان المرضى وذويهم كانوا أخفوا الاصابة وهو ما كشفته الدراسة الأخيرة التي قامت بها اللجنة الصحية لمكافحة وباء كورونا في منطقة البقاع، معلناً عن التحضير لرعاية صحية منزلية ستطلق قريباً حيث سيتم تعيين طبيب وممرضة لمتابعة الحالات في كل قطاع .
وستتبع خطوة أخرى للجنة ستكون من خلال تنطيم لقاء تنسيقي خلال اليومين القادمين لكل اللجان الصحية العاملة في مكافحة الوباء وتكثيف الجهود لما تعانيه المنطقة من قرارات منفردة وتراخٍ خصوصا من القوى الأمنية في مواكبة الإجراءات وضبطها. فالمسؤولية مشتركة والمواطن مسؤول بالدرجة الأولى وعلى اللقاءات القادمة رفع التنسيق بين كل الجهات، خصوصاً ان هناك وجهات نظر متعددة في المنطقة.
 
في المقابل أجاب المحافظ بشير خضر على كافة التساؤلات خلال حديث سابق له أثناء جولة تفقدية قام بها خلال الإقفال وقال: "لست مسروراً بأن يكون هناك إقفال لأرزاق الناس ونحن لسنا هواة إقفال، لكن الذي أجبرنا على المر هو الأمرّ منه، وهو جائحة كورونا. اليوم لم يعد يوجد في مستشفيات بعلبك الهرمل أسرة عناية فائقة أو أجهزة تنفس شاغرة لمرضى الكورونا، وفي حال عدم التزام الناس سنواجه كارثة أكبر بكثير مما هي عليه الآن، وإجراءات الإقفال تأتي حرصاً عليهم، فالوضع خطير جداً، وفي بعلبك الإصابات تزداد يومياً".
وأردف: " هناك نوع من الممانعة أو التهرب أو التذاكي من بعض المحال، فعند مرور الدورية الأمنية يقفل البعض وبعد مرورها يعاود فتح محله".
 
بعلبك الهرمل أمام واقع استشفائي كارثي تعانيه منذ عقود، فمحافظة بعلبك الهرمل والتي تبلغ مساحتها الجغرافية 3009 كيلومترات مربعة هي من كبرى المحافظات، يقطنها نحو 350 ألف نسمة، ويتواجد فيها مستشفيان حكوميان أحدهما في الهرمل والثاني في بعلبك، فيما تتوزع فيها عشرة مستشفيات خاصة معظمها اشبه بمستوصفات، وتفتقد القدرة على معالجة سائر الحالات المرضية الصعبة، ولا يزيد عدد الأسرة فيها عن 800 سرير، فيما غرف العناية المركزة فيها حوالي 70 غرفة. ويمكن القول إن مستشفيين أو ثلاثة فقط، يطلق عليها اسم مستشفيات بالرغم من قدراتها.
 
جهوزية مستشفيات المنطقة جيدة جدّاً، وأسرّة مستشفى الهرمل الحكومي هي:
 
٢٠ سريراً عادياً و عناية ٨ 
الحكومي بعلبك ٣٢ عادي ١٤ عناية 
دار الامل ٣٥ عادي ١٤ عناية 
دار الحكمة ١٤ عادي ١١ عناية 
الريان ٤ عادي ٦ عناية 
الرياق ١٠ عادي ١٠ عناية
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم