عشائر بعلبك-الهرمل والانتخابات... مصالح متضاربة والمذهبية أطاحت بالمفهوم التقليدي

بعلبك – وسام إسماعيلقلّما تجد خطاباً أو لقاءً لزعيم سياسي أو حزبي يخلو من بند أساسي يتعلق بمخاطبة ومراعاة العشائر والعائلات الكبيرة المنتشرة في مختلف المناطق اللبنانية خصوصاً في منطقة بعلبك-الهرمل التي تمتاز بالنسبة الأكبر من الشريحة المجتمعية العشائرية وما فيها من ولاءات وانتماءات بأوجه متعدّدة. وتأتي الانتخابات، سواء النيابية أو البلدية، أكبر مثال على ذلك، وهو احتياج كل القوى والأفرقاء للتنسيق والتواصل مع العشائر وما فيها من رموز لما لها من دور اجتماعي فاعل مؤثر على نمط كبير من أفرادها الذين انخرط الكثير منهم في الأحزاب السياسية العلمانية والوطنية ولهم دورهم وتأثيرهم الواسع منذ عهد الانتداب الفرنسي حتى يومنا هذا، كرئيس مجلس النواب الأسبق صبري حمادة الذي وصل إلى رئاسة مجلس النواب، وتمثّلوا بالنواب (فضل الله دندش، محمد دعاس زعيتر، علي حمد جعفر، يحيى شمص، خضر طليس، حسين الحاج حسن، علي المقداد، غازي زعيتر، إيهاب حمادة) وغيرهم من وزراء. عشائر بعلبك-الهرمل كان لها دور كبير في تحوّل "حركة المحرومين" التي أسّسها الإمام موسى الصدر وأصبحت لاحقاً "حركة أمل" و"حزب الله"، إلى أحزاب نافذة في الطائفة الشيعية ودورها في الصراع العربي-الإسرائيلي، فالعصبية العشائرية جعلت من عشائر منطقة بعلبك-الهرمل القوّة الأساسية في حماية مراحل إعداد الحركة السياسية والتجهيزية، فالثنائي "حزب الله" و"أمل" لم يكن يوماً نقيضاً للفكر العشائري بالمطلق، وكان لكلٍّ منهما طريقته في دخول قلب العشائر مستفيدين من وحدتها العصبية، وهذا ما أدّى إلى تحوّل هذه العشائر إلى قوّة حزبية فاعلة خصوصاً في أوساط الشباب. كذلك استفادت هذه العشائر من انتشارها الجغرافي على الحدود اللبنانية -السورية من الجهة الشمالية كالهرمل والقصر وحوش السيد علي لتنشئ علاقة متينة مع الأنظمة السورية وخلق حالة اقتصادية ذاتية من خلال التهريب إلى الداخل السوري، ما جعلها أكثر نفوذاً وحضوراً لدى الأحزاب والدولة...