الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

إلى المعلّمين في عيدهم...

المصدر: "النهار"
اعتصام للمعلمين أمام وزارة التربية (أرشيفية - حسام شبارو).
اعتصام للمعلمين أمام وزارة التربية (أرشيفية - حسام شبارو).
A+ A-
نعمة محفوض*

تحية إلى المعلم في عيده! تحية إلى مَن يعلّم بـ"اللحم الحيّ"! تحية إلى مناقبيّتكم، إلى إنسانيّتكم، إلى تفانيكم! أنتم الذين تستمرون بأداء رسالتكم براتب لا يتخطى العشرين والثلاثين دولاراً... أنتم الذين تئنّون بصمت... تكابرون رغم الوجع والألم... أنتم الذين يجوع أطفالكم لكي يتعلّم أطفال الناس... أنتم الذين تحضرون إلى مدارسكم فيما يرفض آخرون أن يحضروا إلى أماكن عملهم... أنتم الذين تتعرّضون للتهديد في مؤسسات كثيرة، فتواجهون التهديد بكِبَر وإباء ومسؤولية... أنتم الذين تصلون إلى مؤسّساتكم ببدلات نقل لا تصلح للانتقال... أنتم رسل العلم والمعرفة والإنسانيّة... أنتم رمز صمود هذا الوطن... رفضوا أن يتحمّلوا في بيان قرار إعطائكم 150 دولاراً بحجة التوقيع! فكنتم أنتم أكثر إنسانية منهم، وأكثر حرصاً على التربية والتعليم... توقّعون بصدق نيّاتكم دفاتر الإخلاص والمحبّة! سرقوا 95% من رواتبكم وتستمرون... حرموكم من بدلات النقل وتستمرّون! حرموكم من الدواء، من الاستشفاء، وتستمرّون! حرموا أبناءكم من حقّهم بنشأة صالحة وتستمرّون. تتصرّفون بحكمة ووعي وإيمان بهذا الوطن، فيستغلّ الآخرون للأسف حكمتكم ووعيكم وإيمانكم! أخذوكم إلى الجحيم فحوّلتموه بطهركم وصلابتكم إلى جنّة لأبنائكم التلامذة!

وماذا بعد؟ بالله عليكم كيف تحتملون؟ والله أنتم أبطال التربية والتعليم والإنسانيّة... المتقاعدون بينكم يصرخون ولا مَن يسمع... رواتبهم لا تساوي 40 دولاراً ولا مَن يسمع! ضمانهم لم يعد ضماناً ولا مَن يسمع!

اليوم تريد بعض المؤسّسات الالتزام بالقانون لعدم إعطائكم حقوقكم! بالله عليكم بأيّ قانون سرقوا أموالكم؟ وبأيّ قانون سرقوا قيمة رواتبكم؟ وبأيّ قانون سرقوا قيمة تعويضاتكم؟ وبأيّ قانون حرموكم من الدرجات الستّ؟ وبأي قانون ضاعفوا قيمة فاتورة الكهرباء والهاتف؟ وبأي قانون دولروا كهرباء المولّد وأسعار السلع والمواد الغذائيّة؟ والأفظع أنهم يهدّدونكم بالصّرف التعسّفي. ألا يعلم هؤلاء أننا نُصرف تعسّفياً من البلاد كلّ يوم؟ وأنّ الهجرة أصبحت صرفاً طوعياً لنا. أتخيفني بالموت يا هذا؟

هذه المنظومة سرقت أحلامنا وأحلامكم وأحلام المتقاعدين منكم بحياة هانئة... سرقت مستقبلنا ومستقبل أولادنا... سرقت ماضينا وحاضرنا... سرقت هناء عيشنا بالحد الأدنى في هذا الوطن! ومع ذلك ورغماً عن أنفهم سنصمد وسنواجه وسنتغلّب على هذه الظروف وسننقذ هذا الوطن من هذه الطبقة الفاسدة، الفاقدة للإنسانية، وسنحافظ على القطاع التربوي، وسنعيد بناء هذا الوطن... ورغماً عنهم: كلّ عام وأنتم بألف خير يا خيرة رجال هذا الوطن وخيرة نسائه.

* نقيب المعلمين في المدارس الخاصة
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم