الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

ماذا يعني أن تكون صحافيّاً حرّاً اليوم؟... صحافيون يجيبون عبر "النهار" (فيديو)

المصدر: "النهار"
تعبيرية (أ ف ب).
تعبيرية (أ ف ب).
A+ A-

تحضرحرية الصحافة حقّاً إنسانيّاً مطلقاً يمتلكه الأفراد والشعوب في قول الحقيقة وتظهير آرائهم، وقد كرّست الأمم المتحدة منذ ثماني سنوات تاريخ 2 تشرين الثاني يوماً عالميّاً لإحياء "إنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضدّ الصحافيين"، وذلك لتزخيم الوعي والجهود من أجل التصدّي للتهديدات بالعنف والجرائم المرتكبة ضدّ الصحافيين.

 

بين عامي 2006 و2020، قتل أكثر من 1200 صحافيّ حول العالم في أثناء تغطياتهم، أو على خلفية مواقفهم.

 

أمّا في لبنان، تتزايد الانتهاكات لحرية الصحافيين، وفي مؤشرها الصارخ تقرير "حرية الصحافة" لسنة 2021 الصادر عن منظمة "مراسلون بلا حدود" التي تشير أنّ ممارسة النشاط الصحافي "أمر ينطوي على خطورة شديدة في لبنان، الذي تراجع 5 مرات في تصنيف 2021"، وتعزّزها نسبة الافلات في العقاب بشكل عام، والتي بلغت 9 من أصل 10 قضايا.

 

ثمّة ما في التجارب الراهنة تأكيد على أنّ "حريّة الصّحافة" قضيّة عابرة للأقاليم والنّظم. تتشارك فيها بلدان الشرق الأوسط المحمومة بالصراعات الداخليّة، والتي تخوض معركتها مع مفهوم الديمقراطية الناجز، فيما تبرز تحدّيات أخرى في دول متقدّمة بل طليعيّة في مسألة حريّة التعبير.

 

إذاً، أمام مخاطر ومغريات المهنة، "ماذا يعني أن تكون صحافيّاً حرّاً؟".

 

سؤال طرحته "النهار" على عدد من الصحافيين من صحف ومنظّمات مختلفة.

 
لمناسبة اليوم العالمي لانهاء الافلات من العقاب في الجرائم المرتكبة ضد الصحافيين، أثرنا قضايا وإشكاليات الحريات الاعلامية مع الصحافي الروسي "المثابر" ديمتري موراتوف،  الذي حصل مؤخراً على جائزة نوبل للسلام هذا العام. وتقاسم الجائزة مع الصحافية ماريا ريسا، المكافحة من أجل حرية الصحافة في الفيلبين.
 
 
رئيس تحرير صحيفة نوفايا غازيتا الروسية خصّ "النهار" بتحيّة، مذكّراً بإرثها العريق في خدمة قضايا المجتمع والناس، معتبراً أن السبيل الوحيد للانتقام من قتلة الصحافيين الذين قضوا ضحايا لحرية الرأي، يكمن في المثابرة على العمل اليومي من دون هوادة أو تراجع. 
 
 
لقراءة المقال... اضغط هنا
 
 

جورج مالبرونو- كبير الصحافيّين في "لوفيغارو" (Le Figaro)

الصحافيّ الحرّ في يومنا هذا هوالصحافيّ الّذي يتجاوز القيود والضغوطات الّتي يمكن أن تعترضه خلال ممارسته المهنة. وتتنوع هذه الضغوطات بين إقتصادية، سياسيّة، أو حتّى إجتماعيّة.

وأعتقد أنّه من المهمّ للصحافيّ أن يحافظ دائماً على العلاقة الّتي تربطه بالميدان. يجب أن تبقى هذه الملاحظات أولويّته منذ اللحظة الّتي يتأكّد منها ويتحقّق من صحّتها. على الصحافيّ أن يضع في اعتباره دائماً أنّ القارىء أو المشاهد يرغب بمعرفة ما يجري في حقيقة الواقع، ذلك أنّ الصحافة اليوم موضع تساؤل بسبب الأخبار الكاذبة وحرف الحقائق. إذاً، الصحافيّ الحرّ هو من يجرؤ حتى اليوم على اجتذاب استياء السلطة وبعض مجموعات الضغط لكي يبقى وفياً لحقيقة مشاهداته الميدانيّة.

 

 


صابرينا بنوي
- رئيسة مكتب الشرق الأوسط في مراسلين بلا حدود

لسوء الحظ، إنّ عوامل ممارسة الصحافيين لمهنتهم بحرية كاملة لا تزال غير مكتملة، لاسيّما في الشرق الأوسط. نلاحظ أنّ الصحافيين يفرضون رقابة ذاتية على أنفسهم لأنّهم لا يجرؤون على تجاوز الخطوط الحمراء، أو تغطية مواضيع حسّاسة. الكثير منهم سُجنوا، بل وقُتلوا، وبالتالي فإن زملاءهم المراسلين لا يريدون أن يلقوا المصير نفسه.

أن تكون صحافيًّا حرّاً، خاصة في الشرق الأوسط، يعني أيضاً أن ترفض الموافقة على استقطاب وسائل الإعلام، لأنّ المنطقة تخوض العديد من النزاعات المسلّحة. الصحافيّ الحرّ هو من يرفض اتّهامه بالجاسوسية، أو أنّه عدو للدولة حين لا يتابع الأحداث بطريقة الدولة والخطاب الرسميّ.

 


ستيفان سيمون وميشال أونفراي- مجلّة الجبهة الشعبيّة (Front Populaire)

في عالم الإعلام الذي يتحكّم به حاليّاً مليارديريّون بنسبة 85 في المئة، وهم أصدقاء للسلطة، يغدو من بالغ الصعوبة أن تكون الأصوات والأفكار الحرّة مسموعة. وبالرغم من ذلك، نحن نعلم أنّ حرية التعبير شرط لا غنى عنه للديمقراطية.

 أن تكون صحافيّاً حرّاً يقتضي أن تخاطر بجعل الآخرين مستائين منك، وإحداث موجات ردود فعل، والتسبّب بفضائح، والهدف أن تطرح على الطاولة مجدّداً شروط الحوار، بل ببساطة شروط الاختلاف بالكلام.

الصحافيّ الحقيقيّ هو الشخص الذي لا يفكر من منظور يوميّ، ولا من منظور المعلنين، ولا يفكّر وفقًا لمصلحة مالك الصحيفة؛ هو الشخص الذي يفكّر في الحقّ والحقيقة والعدالة والصدق وقادر على إجراء تحليل موضوعي. والموضوعية بالطبع قد تتيح المجال لإضافة التعليق الذاتي، إنّما مع إظهار الحقائق بموضوعية.

إنّ عدد الصحف الحرّة آخذ بالتدنّي، لأنّ عصرنا ماديّ للغاية والعديد من الصحافيين لا يهتمّون بالحقيقة والتاريخ والعدالة والدقّة. لا سبب يموّل لأجله الناسُ صحافياً، إن لم يكن للدفاع عن أيديولوجية تخصّهم. وحين تكون مليارديراً، فأنت تدافع عن أيديولوجية الصواب السياسي.

إشارة في هذا السّياق إلى أنّ صحيفة "الجبهة الشعبية" لا تتلقّى تمويلاً من أيّ شخص، والمعلنون لا يفرضون علينا قوانينهم. نحن نعمل كأفراد أحرار، نتناول مواضيع وملفّات حرّة ونعالجها بحريّة. تجربتنا برهان على أن الصحافيّ لا يزال قادراً على فصل تفكيره عن المال والأعمال والمكاسب والأيديولوجية المهيمنة.

 


كارولين مانغيز - مديرة تحرير مجلّة باريس ماتش (Paris Match)

"فوق الدغل والصحراء

فوق الأعشاش و فوق الوزّال

أكتب اسمك"

جميعنا يتذكّر هذه القصيدة التي كتبها بول إيلويار عن الحرية في عام 1942 خلال الحرب العالمية الأولى.

يذكّرنا أنّ حرية التعبير هي شيء ثمين ، إلّا أنّ غالباً ما يستهزئون بها.

لقد حالفني الحظ لأمارس مهنة الصحافة في فرنسا، البلد الذي كرّس حرية التعبير في دستوره. لكنني عملت أيضًا مراسلة حرب في جميع أنحاء العالم. وأنا أعلم الثمن الذي دفعه العديد من زملائي ليتمكّنوا من ممارسة مهنتهم، لأنّهم حاولوا إيصال حقيقة الوقائع التي كانوا يشهدون عليها.

 

اليوم، وبوجود شبكات التواصل الاجتماعيّ، تهبّ رياح حرية التعبير حول العالم على الرغم من أنّ بعض البلدان تحاول لجمها من خلال تقييد الوصول إلى الإنترنت.

 
 

لكن ليس هذا تماماً عمل الصحافي. أن تكون صحافيًا يعني أن تكون قادرًا على الاقتراب قدر الإمكان من الحقيقة. إنّه لأمر أكثر صعوبة، وأكثر خطورة. وأولئك الذين يحاولون القيام به في ظلّ ظروف أكثر صعوبة بكثير من ذي قبل، يستحقّون حقًا احترامنا.

  

 

أروى الكعلي- صحافيّة تونسيّة

الإجابة عن سؤال: كيف تكون صحافيّاً حرّاً في العالم العربيّ هي معقّدة بعض الشيء، لاختلاف السياقات العربية سياسياً وتشريعياً، وأيضاً بسبب اختلاف المساحات التي تتيح التحدّث خلالها بحرّية.

لا شكّ في أنّ حرّية الصحافة في العالم العربي ترتبط بطبيعة النظام السياسي، وكونه أو عدم كونه ديمقراطيّاً، يسمح بالتعدّدية ويفصل بين السلطات ويكرّس ممارسة حرّية التعبير في قوانينه.

غير أنّ مسألة الحرّية تطرح على مستوى الممارسة، وهذه النّقطة الأهمّ. ففي أحيان كثيرة، ثمّة أنظمة تزعم أنّها ديمقراطية في تشريعاتها، فتكرّس حرية التعبير والصحافة، لكننا لا نجد أنّ الصحافيين هم فعلاً أحرار في هذا البلد حيث توجد مواضيع "محرّمة"، لا تتعلّق بالضرورة بأمن الدولة، إنما تتعلّق بحزب أو شخصية سياسية أو توجّه فكريّ معيّن. حين يشعر الصحافي بالخوف لا يمكننا الحديث عن نظام ديمقراطي.

 

 

زينة طراد- صحافيّة مستقلّة

ماذا يعني أن تكون صحافيّاً حرّاً هذه الأيام؟

 

سواء في الدول الغربيّة أو في الشرق، إنه صراعٌ يوميّ يجب على كلّ صحافيّ أن يؤدّيه ليكون صادقاً في طريقة تفكيره. من الواضح أنّه في عصر الشّبكات الاجتماعيّة والانترنت، يمكننا قراءة ورؤية كلّ شيء ونقيضه. وفي الوقت نفسه، لم يكن الأمر معقّداً على الإطلاق بالنّسبة للصحافيّ أن يكون حرّاً، سواءً في البلدان الديمقراطية أو في أيّ مكان آخر. من واجب كلّ منّا التّفكير بمفرده، والتّحليل والتّعبير عن أفكاره دون الخوف من التّعرّض للقتل والسّجن أو التّهديد.

 
 

يذكّرنا يوم 2 تشرين الثاني جميعاً بأهميّة حريّة الصّحافة، لتتمكّن من المناقشة دون أن تُفرض الأفكار عليك.

 
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم