الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

"كرامة" لحماية الأحداث... معلوف: السوشيل ميديا سلاح ولكسر المنافسة ضمن الجمعيات

المصدر: "النهار"
جودي الأسمر
جودي الأسمر
جو معلوف.
جو معلوف.
A+ A-

بين انكبابه على إطلاق منظمة "كرامة" عبر السوشل ميديا، وإعداده برنامجه الجديد "فوضى"، الذي تُعرض أولى حلقاته في أيلول المقبل، يؤكّد جو معلوف حرصه على تشبيك دور الإعلام مع المنظّمات غير الحكوميّة في معالجة قضايا الأحداث.

 

فـ"السوشل ميديا أداة أساسيّة في التدخل لحماية الأطفال. ومن خلال عملي في حقل الإعلام وحقوق الطفل، اختبرت القدرة الاستثنائيّة التي تتمتّع بها وسائل التواصل الاجتماعي في الوصول إلى أوسع شريحة من أجل التبليغ بشأن انتهاكاتٍ تمسّ الطفل والإنسان عموماً"، وفق رئيس منظّمة "كرامة" الإعلامي جو معلوف.

 

وسواء من خلال تجيير "السوشل ميديا" لتسليط الضوء على قضايا الأحداث وحمايتهم عبر "كرامة"، أو من خلال برامجه التلفزيونيّة التي استوفت عشر سنوات من الخبرة الغنيّة، بالرّغم من سنّه الصغيرة (32 سنة)، فإنّ معلوف خاض متابعات "حتى النهاية"؛ ولطالما كانت سعيدة، حين أنقذت عشرات الأطفال من شتى أنواع العنف والانتهاكات.

معايير، وجهود في جديدها وثابتها، يشاركها جو معلوف اليوم "النهار منشؤها واحد لكنّه ليس سهلاً: الالتزام.

 

الإعلام: سيف ذو حدّين

في كانون الثاني الماضي، تابع الرأي العام باهتمام ملاحقة منظمة "كرامة" قضية الطّفل البالغ من العمر 7 أشهر، الذي اعتدت عليه والدته بالضرب، فتسبّبت له بكسرٍ في الجمجمة وبنزيف حادّ في الرأس. حينها، شارك جو تفاصيل المأساة ومسارها القضائي مع القاضية جويل أبو حيدر، ثمّ القاضي ميشال فرزلي، عبر حساباته على "السوشل ميديا"، فأكّد أنّ شتّى أنواع العنف مرفوضة حيال الطّفل، وليس الأهل معصومين عن التجريم والمحاسبة حين يتسبّبون بأذيّة أطفالهم، الذين لا بدّ لهم من التنعّم بالتعاطف والمساندة.

والمميّز في حملات المناصرة لدى جو معلوف حفاظه على سريّة الأسماء والوجوه، صوناً لكرامة الطفل وحمايةً له من مخاطر قد يدفع ثمنها الطفل مرّة ثانية.

ولأنّه ليس من السّهل حمايةُ الحدث وتجنّبُ "تضارب المصالح" بين الإعلام والمنظمات غير الحكومية، تبدو تجربة جو معلوف انعكاساً لهذه العلاقة غير السهلة، لكنّها تُبرهن أنّ العلاقة بين الإعلام وحقوق الطفل ممكنة، بل ضروريّة.

 

وبالنظر إلى أنّ وسائل التواصل الاجتماعيّ "سيف ذو حدّين"، لمس جو معلوف أهمية التوعية، حيث يقول: "على وسائل الإعلام تجنّب الانزلاق إلى ما هو ضدّ مصلحة الطفل، أو تعريضه للخطر؛ فالخطر لا ينحصر بالعنف أو التحرّش أو غيره، بل بالنّكث بالمعايير الأخلاقية ومعاهدات حقوق الطفل التي وقّع عليها لبنان".


ويذكر معلوف ضمن المخاطر التي تنال من الطفل "عرض الفيديوهات على السوشل ميديا، أو استضافة القاصر المعرّض للخطر أو المتورّط في ملف قضائيّ، من دون تمويه هويته. أحياناً، قد نضطرّ إلى إظهار فظاعة جريمةٍ ما، لكننا نستطيع تسليط الضوء عليها من دون إلحاق الضرّر بالطفل".

 

وبالنسبة إلى معلوف، يبقى التحدّي الأكبر "أبعد من حماية الطفل مباشرة من العنف، ويصل إلى مستوى تثقيف مجتمع برمّته؛ تثقيف أنفسنا والأهل والمجتمع والحيّ". من هنا يَبرزُ "حرص "كرامة" على الحملات التوعويّة"، ومنها برنامج "دائرة الثقة"، إلى جانب حملتين أخريين مع جمعيّتي "أبعاد" و"حماية".

 

دوائر الثقة و"فوضى"

في سياق متّصل، يندرج ضمن أهدافِ "كرامة" الأهمّ "صونُ حقوق الطفل، ودعمُ الشباب اللبنانيّ، وحثُّه على التّعبير عن رأيه من دون خوف، وتحصينهم قانونيّاً. لذلك تعمل "كرامة" مع فئتين عُمْريّتين مترابطتين، بدءاً من حماية الأحداث (13-18 سنة) - سواء أكانوا على خلاف مع القانون أو معرّضين للخطر من جهة - وصولاً إلى تطوير ثقافة الحوار وحرية التعبير لدى الشباب اللبناني (15- 23 سنة) من جهة أخرى".

 

والى هذا الهدف يشير جو معلوف، ويعلن أنّه، في الأيّام المقبلة، ستظهر عبر مواقع التواصل الاجتماعي حلقات من مشروع The Circle of trust- بالعربية: دائرة الثقة، الذي تقيمه "كرامة" بالتعاون مع المجلس البريطانيّ، والذي جرى تصويره في The Egg في بيروت.

 

يشكّل المشروع المذكور خمس "دوائر ثقة"، هي حلقات حواريّة، يُديرها معلوف وبعض الزملاء، بمشاركة مجموعات من الشباب والجمعيات والمبادرين ورجال الدين والأمنيين والقضاة، وتجوب المناطق اللبنانية كافّة.

ويعبّر الإعلامي عن تفاؤله بأثر المشروع وديمومته، ويقول: "مشروع "دوائر ثقة" يحمل إمكانات هائلة في التوسّع. وعلى هذا النمط، أبني برنامجي الاجتماعي الجديد "فوضى"،  الذي سيُعرض في أوائل أيلول على شاشة الجديد. وسيتّبع برنامج "فوضى" أسلوباً مكمّلاً لعملنا في"كرامة"؛ نفس الذهنية، ونفس الهدف".

 
 

الأحداث في "رومية"

وفي مجال اهتمامها بحماية الأحداث المعرّضين للخطر في داخل وخارج السجون، ومَن هم على خلاف مع القانون، يعود رئيس منظمة "كرامة" إلى مذكّرة تفاهم وقّعها مع المدير العام لقوى الأمن الأمن الداخليّ اللواء عماد عثمان في تشرين الثاني 2020، بهدف تطبيق برنامج لمساعدة الأحداث في سجن رومية، ولتأمين بيئة إنسانيّة وقانونيّة أفضل لهم؛ ويبلغ عددهم 100 حدث.

ويتابع: "إيمانا منّا بأنّ حياة ومستقبل كلّ قاصر يعنيان الكثير، والقاصر ليس عدداً، نحن في "كرامة" نعتمد نمط تفكير يتمايز عن تقييم بعض الآراء، بل تقييم الجهات المانحة الّتي قد تجد أنّ العدد المستهدف قليل. لذلك، صبّ مندوبونا الاجتماعيّون والنفسيّون جهودهم على المجيء إلى سجن رومية أسبوعيّاً لتحصين الأحداث ضدّ الانتهاكات".

في هذا الصدد، يدين جو معلوف إلى "جهود العاملين والعاملات الاجتماعيات"، ويعتبرهم "الجنديّ المجهول الذي يحقّق النجاح في الميدان حيث  يبذلون الغالي والنفيس لأجل مصلحة الطفل".

وينقسم عمل "كرامة" في سجن رومية ضمن ثلاثة تدخّلات، هي: أوّلاً، الدّعم القانونيّ لملفّات القاصرين، لأنّ إنهاء الملف على وجه السّرعة يجنّب القاصر حجز حرّيته، وينقذ مستقبله؛ ثانياً: الدّعم النّفسي في داخل السجن؛ ثالثاً: إعدادهم للتّواصل مع المجتمع عند خروجهم من السّجن".

إلى ذلك، يُشير معلوف إلى "حرص "كرامة" على حماية أيّ قاصر عند توقيفه، وقد يكون القاصر شاهداً أو معتدى عليه أو متورّطاً في الجرم. ولهذا الغرض، عمّمت "كرامة" أرقامها لدى الأجهزة الأمنية للتواصل مع المنظمة عند توقيف القاصر، في خطوة بدأت ضمن محافظة جبل لبنان، لأنها "أكبر المحافظات وتضمّ العدد الأكبر من الملفات"، إلى أن يصار إلى تعميمها على امتداد لبنان.

قانون 422: ما دور وزيرة العدل؟

أخيراً وليس آخراً، لا يُمكن في لبنان الحديث عن "الأحداث المخالفين للقانون أو المعرّضين للخطر"، من دون التفكير في القانون 422.

وتصبّ "كرامة" اهتماماً كبيراً على تطبيق وإقرار تعديل القانون 422، بالتعاون مع "حماية" ووزارة العدل، التي تدرسه بُغية تقديمه إلى مجلس النواب.

ويشيد جو معلوف بـ"جهود وإنسانية وزيرة العدل، ماري كلود نجم" التي شكّلت لديه "صدمة إيجابية"، لأنها "تابعت، وهي طريحة الفراش في المستشفى بسبب كورونا، تفاصيل إمضاء العقد مع "كرامة" للمباشرة بأسرع وقت في تعديل القانون 422".

 

ويضيف: "عمليّاً، لا نستطيع الوصول إلى نتيجةٍ في أيّ قضيّة محقّة، من دون أن يكون الوزير المعنيّ مؤمن بعملنا. لذلك، لا بدّ من تكريس الشراكة بين منظّمات المجتمع المدنيّ والإعلام والوزارات لما فيه خير المجتمع والطفل والشباب".

ويدعم جو معلوف مساعي مجلس إدارة "كرامة" لتشكيل كونسورتيوم يوحّد عدداً من الجمعيات، على الرّغم من أنها محاولة تشوبها التحدّيات، حيث يقول: "وجدنا من الصعوبة كسر أجواء المنافسة والحصريّة المسيطرة ضمن الجمعيات. وربّما هذه الأجواء - للأسف - هي تكرار للنّمط المتّبع ضمن السلطة السياسية". ولهذا السبب، "نحرص على العمل جنباً إلى جنب مع "حماية"، فضلًا عن أربع جمعيّات أخرى نحضّر معها برنامجاً مشتركاً".

 

وإذ تحرص "كرامة" على التعاون مع "منظّمات تشبهها في الأخلاق والأسلوب، ومن المهم جداً أن تكون شفّافة ماليّاً"، يختم بالقول:  "لن أتوسّع الآن في الكشف عن الورطات المالية لدى بعض الجمعيات، لكنّ هذه اللحظة ستحين في توقيتها المناسب".

 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم