الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

تكريم ألماني فرنسي اليوم للّناشطة النّسوية زويا روحانا

المصدر: "النهار"
روزيت فاضل @rosettefadel
زويا روحانا.
زويا روحانا.
A+ A-
يحمل اليوم الخميس حدثاً مهماً بكل المقاييس، من خلال منح كل من سفيرة فرنسا آن غرييو وسفير ألمانيا أندرياس كيندل الجائزة الفرنسية الألمانية لحقوق الإنسان وسيادة القانون الى الناشطة الاجتماعية النسوية ومديرة منظمة "كفى عنف واستغلال" زويا جريديني روحانا، "الغنية عن التعريف"، وذلك في حفل رسمي، الأولى ظهراً في قصر الصنوبر في بيروت.

هذا الخبر الإيجابي ينعكس كسراج مضيء في العتمة الحالكة التي فرضت نفسها علينا بعد فاجعة 4 آب (أغسطس). هو تكريم للبنان أولاً ولمسيرة زويا روحانا ثانياً، بصفتها علامة فارقة في الحركة النسائية. كما أنها دعوة الى تعزيز حقوق الإنسان وتطويرها في وطننا، على أمل ألا تبقى هذه المطالب حبراً على ورق.

قبل التطرق الى مزايا المكرّمة، لا بد من التوقف عند أهمية الجائزة، ووفقاً لما جاء في الموقع الإلكتروني لوزارة الخارجية الفرنسية "... تمنح سنوياً لشخصيات ساهمت مساهمة استثنائية في حماية حقوق الإنسان وسيادة القانون وترويجها في بلدانها وعلى الصعيد الدولي".

الأهم أنه، وفقاً للمصدر نفسه، فإن الجائزة "تذكّر بمدى التزام كل من فرنسا وألمانيا الثابت حقوق الإنسان وسيادة القانون، وتساهم في تعزيز تعاونهما في هذا المجال".
وذكر الموقع أن "هذه الجائزة تمنح للمدافعين عن حقوق الإنسان من شتى أنحاء العالم، ومن المحامين الذين يدافعون عنهم ومن الصحافيين الذين يناضلون من أجل نشر الحقيقة"، مشيراً الى أن "الفائزين، رجالاً ونساءً، بالجائزة، خاضوا نضالات في مجالات أساسية مثل مكافحة التعذيب والمعاملة اللاإنسانية أو المهينة، والاختفاء القسري، وتعنيف المرأة، والتمييز ضد المثليات والمثليين ومزدوجي الميل الجنسي ومغايري الهوية الجنسانية، وتعزيز المساواة بين الجنسين".

أما في ما خص لبنان، فقد منحت هذه الجائزة عام 2019 الى مسؤولة قسم العمال الأجانب في رابطة "كاريتاس لبنان" حسن صياح قربان في حفل أقيم في قصر الصنوبر.

وفي العودة الى المكرمة، فإن زويا روحانا منحت كل ذاتها لقضيتها، حقوق المرأة - الإنسان. علا صوتها على المنبر في وجه الآذان الصماء للمسؤولين مطالبة بوضع حد للعنف الأسري ولهدر حقوق النساء وما أكثرها.

بعد مسيرتها النضالية، قررت روحانا أن تؤسس جمعية "كفى" عام 2005، وهي منظمة غير حكومية تسعى إلى إنهاء جميع أشكال العنف والاستغلال الجنسي التي تواجهها النساء، ومنها ما يطال العاملات المنزليات المهاجرات والنساء اللواتي يمارسن الدعارة وسواها.
وفي عملها، تسلّحت بروح المثابرة في المطالبة بهذه الحقوق. أما سرّ نجاحها فبرز في قدرتها على مواجهة الصعاب بعزم وصبر، لأنها لا تتطلع الى تعزيز حقوق المرأة فقط، بل بادرت الى أكثر من ذلك من خلال مشاركتها وفريق الجمعية في تظاهرات انتفاضة 17 تشرين، رافعة الصوت بضرورة تحقيق قانون أحوال شخصية موحد، وهو طريق خلاص للمطلقات في لبنان.

تتمسك روحانا بحقها في الدفاع عن النساء المعنفات جسدياً ونفسياً لسببين: الأول لرفض القواعد الاجتماعية الأبوية التي ما زالت سائدة في لبنان، والسبب الثاني لتشجيع هذه الفئة، التي تميل الى البقاء في الظل خوفاً من رد فعل بيئتها الحاضنة أو من "مشروع فضيحة" في مجتمعها، الى تحدّي الواقع والخروج من معضلة الخضوع لسلطة الرجل.

بكل بساطة، تتوق زويا روحانا الى تغيير الواقع الذي تعيشه المرأة المعنفة. تسعى جاهدة الى تشريع أبواب جمعية " كفى" من خلال مركز دعم تابع لها لإيواء المعنفات، وهو في الحقيقة السقف الحامي لهن والمكان الأمثل لتعريفهن بحقوقهن والدفاع عنها.
وسهرت أيضاً على أن يكون هذا المكان نقطة محورية النساء المعنفات لاستعادة الثقة بأنفسهن، لا سيما بعد توفير فسحة للتعبير عن مخاوفهن من دون أي حكم عليهن أو إساءة فهم لأي منهن أو لوم إحداهن.

سعت روحانا من دون كلل الى إقرار قانون لحماية العنف الأسري برغم أن الجمعية رفعت جملة تعديلات مقترحة عليه. كما أنها تعمل بجهد كبير على تحديث القوانين لأنها مدخل أساسي للتغيير في الثقافة والعقلية، وحافز رئيسي لحث النساء على النضال من أجل حقوقهن من دون أي سيطرة أبوية عليهن.
نشير أخيراً الى أن روحانا نالت جائزة وزارة الخارجية الأميركية الدولية للمرأة الشجاعة في آذار (مارس) 2007.
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم