الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

حراك في بكركي... أبعد من الرئاسة

المصدر: "النهار"
اسكندر خشاشو
اسكندر خشاشو AlexKhachachou
البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي.
البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي.
A+ A-
تشهد أروقة بكركي حراكاً سياسياً ناشطاً، يقوم به الصرح مع القيادات السياسية المسيحية، للوصول إلى وثيقة وطنية تكون أبعد من المواضيع الآنيّة والزواريب الداخلية، تشكل ثوابت تنطلق منها للحوار مع بقية الأطراف كافة.
 
الحراك السياسي بشكله الحالي يبتعد عن الدعوة التي أطلقها رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل لجمع القيادات المسيحية تحت قبتها للخروج بموقف محدّد عن الشراكة والرئاسة وغيرها، إنّما مخاضاً فكرياً وسياسياً يتمّ فيه تبادل أوراق عمل للتوصّل إلى قواسم مشتركة بين القوى المسيحية، وتصوّر مشترك يعزّز حضور المسيحيين ودورهم الوطني وإرساء شراكة وطنية حقيقية.
 
وبحسب مصدر كنسي فإنّ الدور الذي تلعبه بكركي تاريخياً هو دور وطنيّ بامتياز عابر للطوائف، وإنّ دعوة القادة المسيحيين إلى الاجتماع يأتي في سياق التأكيد أنّ المشكلة عندهم، وهذا ليس صحيحاً، مضيفاً أنّ "المشكلة الحقيقية معروفٌ أين هي، فللبلد دستور واضح وهناك من يعطّله ويقفز فوقه، واليوم يجري ربطه بالحروب والمشاكل في الإقليم".
 
وتابع: "وعلى الرغم من ذلك لا مشكلة في جمع القادة المسيحيين، فالبطريرك كان سعى إلى ذلك في نيسان من العام الماضي بدعوتهم إلى التحاور من أجل حلّ أزمة الاستحقاق الرئاسيّ. وانتهى الأمر بجَمعِهم في خلوة مصالحة ورياضة روحية غاب عنها سليمان فرنجية وسمير جعجع ولم تنتج عنها أيّ نتيجة."
 
وأشار إلى أنّ موقف بكركي دائماً إلى جانب الدستور، وهي تدعو إلى تطبيقه بعيداً عن اللفّ والدوران، لافتاً إلى أنّ هواجس الشارع المسيحي اليوم هي نفسها هواجس الشارع السنّي والشارع الدرزي أيضاً، وهذا ما نلمسه من خلال زيارات المسؤولين إلى الصرح البطريركيّ من مختلف الطوائف والمناطق، مشدّداً على أنّ بكركي تفكّر ببعد وطنيّ وليس ببعد طائفيّ، وتنادي بتطبيق الدستور دون مواربة.
 
وعن الحراك الجديد، علمت "النهار" أنّ يوم غد عند الساعة الرابعة ستجتمع لجنة تتمثل فيها الأحزاب المسيحية في بكركي برئاسة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، وبمشاركة المطارنة أنطوان أبو نجم، بولس صياح وبولس مطر، وهو الاجتماع الثاني بعد أن اجتمعت اللجنة منذ أكثر من 15 يوماً في بكركي لمناقشة ما تسمّيه وثيقة سياسية وطنية تتضمّن عدداً من العناوين المُفترض الاتّفاق عليها.
ومن أبرز العناوين الذي يجري العمل عليها، تحييد لبنان عن الصراعات في المنطقة، وألّا يكون لبنان ساحةً لصراعات الآخرين عليه، احترام السيادة اللبنانية، احترام القرارات الدولية وخصوصاً القرارين 1701 و1559، تأكيد الشراكة الوطنية، المحافظة على الدستور والعمل حرفياً بمندرجاته، واعتماد اللامركزية الموسّعة.
 
واللافت أنّه وبعد استبعاد الغوص في الملفّ الرئاسيّ تفصيلياً، ستتمّ مناقشة بند ينادي بضرورة انتخاب رئيس جمهورية فوراً عبر جلسات نيابية مفتوحة، تنتج رئيساً بحسب اللعبة الديموقراطية.
 
وبحسب المعلومات فإنّ هذا المسعى كان قد بدأ قبل ثلاثة أشهر مع المطران أبو نجم الذي جال على القوى المسيحية وناقش معها بشكلٍ ثنائي العناوين المطروحة قبل أن تجتمع في بكركي، وأعدّ بنفسه ورقة تشكل أرضية صالحة للاتفاق، وتشكّل عناوينَ وطنيةً وليست مسيحية، وهو طرحها في الاجتماع السابق، وحملها ممثلو الأحزاب إلى قيادتهم ليعودوا الخميس ويطرحوا ملاحظاتهم عليها تمهيداً لإعلانها.
 
وسيمثّل في الاجتماع النائب فادي كرم "القوات اللبنانية"، النائب جورج عطالله ومستشار النائب جبران باسيل أنطوان قسطنطين "التيار الوطني الحر"، مستشار النائب سامي الجميل ساسين ساسين حزب الكتائب وحبيب شارل مالك عن جمعية الأرض وإدوارد طيّون حركة الاستقلال.
 
لكن بدا لافتاً غياب "تيار المردة" عن هذا الحراك، فهو لم يرسل ممثلاً في الاجتماع الأول، وفي هذا الإطار علمت "النهار" أنّ المطران أبو نجم اتّصل برئيس تيار المردة، وأرسل إليه الورقة التي أعدّها، إلاّ أنّه لم يحصل على جواب حول حضور ممثل عنه في اجتماع الخميس.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم