الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

السُلطة أَفْشَلَت الدَولة. أَيُّ صورةٍ أَبقى للوطن؟ (1): ولائي للبنان الوطن لا للبنان الدولة

المصدر: "النهار"
تعبيرية.
تعبيرية.
A+ A-
د. فيليب سالم


أحمل جوازَ سفر أميركيًّا، لكن هويتي: لبنان. أميركا أغدقت عليَّ كرمَها ورفعَتْني إلى العلم، لكنَّ حقيقتي الكيانية تبقى لبنان، وولائي المطلق يبقى للبنان الوطن لا للبنان الدولة. الوطن أكبر من الدولة: إنه الشعب والأرض والحضارة والحضور في العالم وفي التاريخ.

معنى لبنان تحدِّده حضارتُه. وسَمَه بابوات روما بـ"الوطن الرسالة" و"الوطن النموذج". وفي هذه البقعة من الأرض، رغم نزاعات وحروب اغتصبَتْها، لا تزال المسيحية تعيش مع الإسلام، ولا تزال حضارة الشرق تعيش مع حضارة الغرب. وبفضل حضارات مختلفة ومتتالية عاشت هنا، لا يزال لبنان نموذجَ الانفتاح على العالم، واحترام الإنسان أخاه الآخر.

سوى أن هذا النموذج يواجه اليوم تهديدًا وُجُوديًّا، لأن السياسيين وضعوا لبنان في قبضة الثورة الإسلامية الإيرانية، التي لا تريد فقط تغيير الجغرافيا السياسية في الشرق، بل تغيير الجغرافيا الحضارية، وتاليًا تغيير هوية لبنان الحضارية.

نحن؟ خيارنا الوحيد: الإصرار على التمرُّد... التمرُّد اللاعُنفي.


للمشاركة: [email protected]


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم