الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

نصرالله يردّ على بكركي ويرفع السقف... لا نرضى بالـ1701 ولا عملاء بيننا

المصدر: "النهار"
اسكندر خشاشو
اسكندر خشاشو AlexKhachachou
الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله أمام الحضور في خطاب بمناسبة "يوم الجريح" (حسن عسل).
الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله أمام الحضور في خطاب بمناسبة "يوم الجريح" (حسن عسل).
A+ A-
رفع الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله سقف مطالبه في إطلالته الليلة تزامناً مع الحديث عن تقدم المفاوضات بين الإسرائيليين وحركة "حماس".
وإذا تجاوزنا نظرية الردع التي يكرّرها دائماً عن الرد بالمثل مهما توسّعت الحرب ملمّحاً إلى أن بإمكانه الوصول الى جنوب إسرائيل، يمكن التوقف عند عدد من النقاط الأساسية.
 
تركز الخطاب هذه المرة بأغلبيته على الداخل اللبناني وعلى بيئته، وقلّت الرسائل الخارجية التي كان نصرالله يحرص على توجيهها في جميع إطلالاته منذ بداية حرب غزة.
 
النقطة الأساسية في الخطاب كانت مطالبة الحكومة بعدم الاكتفاء بتنفيذ القرار 1701، وهو أول موقف مختلف من "حزب الله" الذي تمسّك بالقرار وكان يعتبره أتى نتيجة لانتصار المقاومة في عام 2006، وتُعتبر المطالبة بوضع شروط إضافية على الـ1701 نسفاً للقرار الدولي من أساسه، ورفع سقف قبيل أي مفاوضات جارية تنطلق بمجملها من القرار، وبالتالي طالب بفتح مجال أوسع ينطلق من واقع الميدان الذي يعتبر نفسه منتصراً فيه، ممرّراً على سبيل النكتة أن من الأسهل نقل "النهر" من إبعاد المقاومة الى خلفه، ما يُفسَّر بأنه تعبير صريح عن رفض الحزب الانكفاء الى ما بعد الليطاني تنفيذاً للقرار، وهذا ما رأت فيه مصادر المعارضة رفع سقف استلحاقياً في ذروة المفاوضات التي سيكون القرار أقصى حدّها.
 
أما النقطة الثانية فهي باتجاه المعارضين، فمن المرات النادرة التي يردّ فيها نصرالله على بكركي من دون أن يسمّيها بكلامه عن الانتصارات الوهمية، مؤكداً أنه لن يلتفت الى المعارضين بعد الآن، وسيكمل بسياسته مهما علا الاعتراض وإن جمّل موقفه بتجنّب تحويل الصراع الى طائفي، وهذا يُعدّ تحوّلاً جديداً عن أول تصريحاته في بداية الحرب الذي تكلم فيه عن مراعاة الوضع الداخلي، وهذا لم تر فيه المصادر شيئاً جديداً بل استمرار لنهج التسلط والتفرّد واستعمال فائض القوة الذي يمارسه منذ سنوات، أما الجديد اليوم فهو الإعلان المباشر أنه هو الحاكم الفعلي للبلاد من دون شركاء وما على غير الراضين سوى الخنوع أو الرحيل.
 
والنقطة الثالثة رد فيها نصرالله على الكلام عن العملاء ضمن البيئة الشيعية أو بيئة المقاومة، مؤكداً أن الاختراق تقني عبر الهواتف والكاميرات والإسرائيلي ليس بحاجة الى عملاء لتحديد مكان المقاومين فالتكنولوجيا ووسائل التواصل والهاتف الخلوي تؤدّي الهدف من دون الحاجة الى تعاون بشري، وبهذا يريح القاعدة التي تتعرّض لهجومات بأنها مخترقة ويكثر فيها العملاء بما يحصّن هذه الساحة التي تُعدّ الأساس عند "حزب الله".

وفي النقطة الأخيرة، عمد نصرالله الى تطمين أهالي القرى الحدودية الذين خسروا بيوتهم وأعمالهم، أن الحزب سيعوّض عليهم جميع خسائرهم، قاطعاً الكلام عن عدم قدرة الحزب المالية على إعادة إعمار ما تهدّم والتعويض عن الخسائر، وفي الوقت نفسه تخفيف الضغط عنه بعدما بدأت تعلو الأصوات بعدم العدالة في ما يجري، على اعتبار أنهم يدفعون وحدهم ثمن الحرب فيما باقي المناطق تعيش حياة عادية.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم