القضاء نجا من قطوع في الآونة الأخيرة

المراقب للتطورات القضائية الأخيرة في القضاء يدرك في سره ان المؤسسة نجت من قطوع خطير حتى الآن من جرّاء العواصف التي هبّت في وجهها في الآونة الأخيرة، وتلقفها أركانها في هدوء وحكمة، وفي الوقت نفسه نبّه القضاء من يعنيهم الأمر الى أن الخروج عن أحكام القانون التي تصدر عن درجات المراجعة أمامه أو عن عدم تطبيق نصوصه وقراراته أو من خلال تصرف اركانه، إنما هو خروج عن القضاء كسلطة وُجدت للدفاع عن العدالة التي هي أساس المُلك والحفاظ عليها وحماية الحريات وفي الدرجة الأولى حرية القاضي نفسه وسقفها لئلا تسود شريعة الغاب او الديكتاتورية. المؤشر الايجابي الاول في حماية القضاء هو الموقف الذي سجّله أركان السلطة القضائية الثلاثة: رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي سهيل عبود والنائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات ورئيس هيئة التفتيش القضائي القاضي بركان سعد في عدم تخطي الخطوط الحمر والتمسك بمبدأ فصل السلطات وعدم الخضوع للسلطة السياسية التي استدعتهم أخيرا على خلفية التأزم في الملفات المصرفية وسط ترددات التهويل بقميص عثمان الإطاحة بمراكزهم. وفي السياق، تشير مصادر قضائية الى عدم أحقية دعوة أركان مجلس القضاء الى اجتماع مجلس الوزراء إنطلاقا من مبدأ الفصل...