الطريق إلى بعبدا تمرّ بغزة... اسألوا أبو إياد

"طريق القدس تمرّ في جونيه"، شعار أُطلِق خلال الحرب الأهلية، تحديداً عام 1976، التي عرفتها الساحة اللبنانية منذ عام 1975. إن هذا الشعار لم يطلقه ياسر عرفات كما يعتقد البعض، بل أطلقه "أبو إياد" أي صلاح خلف، وهو أحد مؤسّسي منظمة التحرير الفلسطينية.عندما طرح أبو إياد شعاره هذا، كان الفلسطيني يؤدي دوراً أساسياً في لبنان، ولا سيما بعد اتفاق القاهرة 1969، الذي أطلق يد حركة فتح بقيادة أبو عمار في مقاومة إسرائيل انطلاقاً من الجنوب اللبناني. أما اليوم وبعد حوالي 50 عاماً على ما قاله المسؤول الفلسطيني، فلم تزل المقاومة حاضرة في الجنوب اللبناني، ولم يزل العدو هو الإسرائيلي، ولكن بفارق جديد هو أن قرار قتال إسرائيل أصبح بيد "حزب الله" بدل منظمة التحرير الفلسطينية، فهل تغيّر الطريق، وأصبحت نحو بعبدا على أن تمرّ بغزة؟ لم يخدم هذا الشعار القضية الفلسطينية يوماً، لأنه كان سبباً للاقتتال الداخلي بين الإخوة والأفرقاء، فهو ما أشعل الحرب الأهلية في لبنان. لكن شعار اليوم "عن طريق بعبدا وهل ستمرّ بغزة" ليس له من قائل، ولن يسبّب اشتعال الحرب في لبنان. لكنه يُطرح انطلاقاً من قراءة للواقع الذي يشهد شغوراً رئاسياً، بالتوازي مع انخراط الحزب في الحرب الدائرة في غزة، الأمر الذي يربطه البعض بأن "حزب الله" ليس على عجلة من أمره في موضوع الرئاسة...