5 أخبار بارزة في صباح "النهار"- "توقّف الاشتباك واستشهد عصام"... إنذارٌ باستفحال الوضع الميداني جنوباً!

 

على وقع الانذار الإسرائيلي "المجنون" لمليون فلسطيني في غزة للانتقال الى جنوب القطاع وما اثاره من مزيد من تداعيات متفجرة عسكريا وديبلوماسيا، وفي "جمعة النفير العام " تضامنا مع الفلسطينيين في الكثير من البلدان ومن بينها لبنان، دفعت الصحافة اللبنانية مجددا مساء أمس ضريبة الدم عند خطوط المواجهة المتصاعدة تدريجا على الحدود الجنوبية، وقد اصيب الصحافيون بقصف إسرائيلي اجرامي مباشر وموصوف استهدف سيارات وتحركات طواقم الاعلام خلال تغطيتهم لمواجهات دارت في خراج علما الشعب. شهيد صحافي شاب هو المصور في وكالة رويترز عصام عبدالله سقط في القصف الإسرائيلي كما أصيب الزميلان ايلي براخيا وكارمن جوخدار من فريق محطة "الجزيرة" ، كما أصيبت الزميلة كريستينا مصطفى عاصي المراسلة لوكالة الصحافة الفرنسية إصابة بليغة في القدمين واليدين، ومراسل وكالة الصحافة الفرنسية ديلن كولينز، والمراسل العراقي لرويترز ثائر زهير كاظم ، وزميله العراقي ايضا ماهر نزيه عبد اللطيف في حصيلة دامية طاولتهم ونقلوا الى المستشفى اللبناني الإيطالي في صور. هذا التطور الخطير بدا إنذارا باستفحال الوضع الميداني جنوبا بحيث باتت الصحافة والاعلام هدفا لإسرائيل من دون تمييز فيما اشتعلت على اثر قصف علما الشعب المواجهة واعلن "حزب الله" شن هجمات على عدد من المواقع الإسرائيلية . واثار الاستهداف الإسرائيلي للصحافيين موجة ردود نقابية وصحافية وإعلامية وسياسية غاضبة وواسعة كما استتبع هذا العدوان بتجمع للصحافيين والمراسلين والإعلاميين مساء امام المتحف الوطني . وأفادت رويترز في بيان عن الحادث "نشعر بحزن شديد لمعرفة نبأ مقتل مصور الفيديو عصام عبد الله". وقالت "نسعى بشكل عاجل للحصول على مزيد من المعلومات، ونعمل مع السلطات في المنطقة، وندعم عائلة عصام وزملاءه".

 

 

 

هي ليست المرة الاولى التي يدفع فيها الجسم الإعلامي ثمن الصراعات والحروب، كما أنّها ليست المرة الاولى التي يُستهدَف فيها الإعلام وناقلو صوت الحق والحقيقة من قبل الهمجية الإسرائيلية، وقافلة الشهداء الزملاء طويلة من البعيد البعيد حتى القريب القريب.

 

لا مكان للحماية ولا لتطبيق القوانين والشرع الدولية في قاموس إسرائيل، وكأنّ لديها عداء مع الإعلام، وبالتالي مع الحقيقة التي يسعى إلى نقلها، فتقوم باستهدافه بضربات عشوائية قاتلة من دون أن يرف جفن لها، ضاربة بعرض الحائط جميع المواثيق الدولية.

 

 

أشار رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي إلى أن "قرار الحرب ليس بيدي شخصيّاً وليس بيد الحكومة"، مؤكّداً "التمسّك بالقرار 1701 والقيام بمسعى سياسيّاً لئلا يُجرّ لبنان إلى الحرب".

وعن الاتصال بـ"#حزب الله"، قال ميقاتي: "لمست الواقعية والعقلانية عند حزب الله".

 

 

أسبوع على عمليّة "طوفان الأقصى" وغزّة لا تزال تحت النّار. مأساة إنسانيّة وصحيّة كبيرة وسط أوامر إسرائيليّة بإخلاء القطاع والنّزوح جنوباً خلال 24 ساعة.

 

ونزح آلاف الفلسطينيّين من مدينة غزة يوم أمس الجمعة في اتّجاه جنوب القطاع بعد تحذيرات وجهها الجيش الإسرائيلي لإخلاء منازلهم ما يوحي بتحضيره لعملية برّية ردّاً على هجوم حركة "حماس" غير المسبوق على إسرائيل.

 

 

أفادت مصادر قريبة من رئاسة الحكومة أن كلًا من وزيرة خارجية فرنسا كاترين كولونا، ووزير خارجية تركيا هاكان فيدان، سيزوران لبنان مطلع الاسبوع لتأكيد موقف بلديهما بضرورة إبقاء الساحة اللبنانية باردة.

 

 

 

كيف ينظر المجتمع البحثي في الولايات المتحدة للعملية العسكرية المفاجئة التي قامت بها "حماس" انطلاقاً من غزة في غلافها والمستوطنات التي تملؤه قريبةً منه كانت أو بعيدة؟ وما العوامل التي ضاعفت من مداها وفداحة خسائرها الإسرائيلية في الدرجة الأولى أولاً في المعنويات وثانياً في العدد الكبير من القتلى والجرحى والأسرى وثالثاً في الانهيار النفسي والمعنوي الذي أصاب حكومتها وجيشها وربما شعبها ودفع الولايات المتحدة حليفتها الأولى الى اتخاذ قرار حمايتها وإرسال أحدث مدمرة بحرية لديها الى "بحر إسرائيل" لحمايتها وبتجييش حلفائها الأوروبيين لحمايتها. يجيب مركز أبحاث أميركي مهم جداً وله وصول الى أماكن وجود المعلومات الدقيقة.

 

 

 

حطَّ وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبد اللهيان في بيروت. لم يتمكن من الهبوط في مطار دمشق. رسالة اسرائيل سبقته بقصف المطار. وحاملة الطائرات الاميركية سبقته ايضا. لبنان الساحة تمدَّد الى المنطقة كلها. المحاور تتصارع. لن ينتصر أحد، ولن يُهزم أحد بطريقة دراماتيكية. لا اسرائيل ستزول من الوجود، وهي ايضا لن تتمكن من القضاء على حركة "حماس" ولو اجتاحت قطاع غزة. والاجتياح ليس بالامر الهيّن، لان خسائره ستكون كبيرة، واحتمالات فشله اكبر. لم يتحدث عبد اللهيان عن الحرب، بل عن أمن لبنان.

 

 

خلال الساعات الماضية كان على "حزب الله" أن يطلق حملة سياسية – إعلامية ليبعد عن نفسه شبهة "الاسترخاء والإذعان" للضغوط الأميركية والغربية والعربية التي مورست عليه واقترنت بسيل من التهديدات التي بلغت ذروتها أخيراً مع كلام إعلامي فحواه أن الأميركي دعا إسرائيل الى توجيه كل جهودها لقطاع غزة على أن يتكفّل هو بالتعامل مع "حزب الله".

ويصير لهذا الكلام الرائج معنى أعمق إذا ما اقترن بواقعة أن الحزب قد جمّد في اليومين الماضيين كل أنشطته العسكرية في اتجاه الجليل المحتل، التي استمرت أربعة أيام متتالية، سواء تلك التي نفذها مباشرة عبر مجموعاته المقاتلة وتجلت في هجمات بالمدفعية والصواريخ على المواقع الإسرائيلية أو تلك التي ترعاها عينه ونفّذها حلفاؤه الفلسطينيون وتحديداً حركة الجهاد الإسلامي.

 

 

الرئيس الأميركي جو بايدن الذي تعهد في مستهل ولايته انهاء كل الحروب الأميركية في الخارج ونفذ انسحاباً تحت النار من أفغانستان، يواجه اليوم حرباً جديدة في الشرق الأوسط، ويبعث بحاملتي طائرات إلى شرق المتوسط بهدف معلن هو "الردع".

 

معنى الردع هنا المقصود به توجيه رسالة تحذير إلى إيران من مغبة انتهاز الفرصة المتوافرة لها من الحرب الدائرة بين غزة واسرائيل، سواء لتوطيد نفوذها أكثر في المنطقة أو لجهة توسيع النزاع وجعله يعم جبهات أخرى في الإقليم بما يزيد من ارباك واشنطن والتأثير على سياساتها.

 

 

 

لم تكن محاولات وزير الطاقة وليد فياض للتخفيف من صعق الخبر بداية، موفّقة. فذهوله ومعرفته بحجم الآمال التي يعقدها اللبنانيون على ثروة النفط والغاز الموعودة، جعلته يستقل أول طوافة متوافرة، ويهرع إلى ساحة الحدث معاينا ومستفسرا، لعله يعثر على ما يمكن أن يعيد تعليق الآمال على حبال الواقع.

 

في انتظار تقارير "توتال" الرسمية، يبدو أن الحسم بعدم وجود غاز في البئر التي تم الحفر فيها قد وقع، وتاليا فإن الإجتهادات الشخصية والسياسية عن دور ما وتأثير سلبي لحرب غزة، في استمرار الحفر واستكشاف مستقبل النفط والغاز في مياهنا، تبقى جميعها كلاماً في السياسة، واستخداماً غير مجدٍ لملفٍ قد تتغير المعطيات فيه بين ليلة وضحاها.