قلق بكركي بـ"صدى وجوديّ": الصيغة والمجتمع والحريّة...

بدت الهواجس المُعبَّر عنها في أصداء "ناقوس محاذير" مواقف البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي أبعد من التوجّس المتفاقم نتيجة "الشغور القاحل" على مستوى استحقاق انتخابات رئاسة الجمهورية، بل إنّها تخوّفت ممّا سمّته تعمّد تغييب رئيس الجمهورية، وهذا ما لن تسكت عنه مع تأكيد التزام البطريركية برسالتها عبر مؤسساتها وعدم ترك لبنان وشعبه فريسة للاستكبار. ولم تنطلق هذه الخشية من "ضوضاء سراب" أو "غيمة عابرة" إنّما من تعبير الصرح البطريركي عن هواجس كثيرة ليست مرتبطة فحسب في الرئيس المسيحي أو الموظّفين المسيحيين أو الوجود المسيحي، بل إنّها تشمل بصورة خاصة الخوف على لبنان وهويته وتاريخه ومستقبله من أي تغيير جذريّ يطيح الوجود اللبناني المجتمعي المبنيّ على أسس الديموقراطية والمساواة والذي يحترم الإنسان إلى أيّ طائفة انتمى، نحو نظام أحاديّ يُفرض فيه رأي فئة معينة وأيديولوجيّتها. وليست قضية بكركي محصورة في التخوّف على الدور المسيحي مع تأكيدها على تميّز البلاد في تكوينها وسياستها وخياراتها، لكنها لا تطمئن للتطورات الحاصلة في لبنان خاصة وسط دخول النازحين السوريين بأعداد هائلة قد تخضع لمخطط غايته أن يُفرض واقع يغيّر كلّ تاريخ لبنان وهويته.وإزاء هذه المخاطر الملحوظة، تؤكد أوساط كنسية بارزة في بكركي لـ"النهار" أن الصرح البطريركي...