الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

المختارة إلى حقبة جديدة مع تيمور جنبلاط... "To do list" بالانتظار وهذه تفاصيل الانتخابات والترشيحات

المصدر: "النهار"
جاد ح. فياض
جاد ح. فياض
تيمور جنبلاط بين الحشود.
تيمور جنبلاط بين الحشود.
A+ A-
أيام قليلة تفصل الحزب التقدمي الاشتراكي عن مؤتمره العام الذي ينعقد في عين زحلتا الأحد المقبل لانتخاب رئيسٍ جديد ونوّاب له، بالإضافة إلى أمين سرٍ عام، ومجلس قيادة. ما قبل المؤتمر لن يكون كما بعده، فحقبة جديدة سيكون عنوانها تيمور جنبلاط، وستقوم على سياسات عصريّة حديثة تستمدّ مبادئها من أفكار كمال جنبلاط وواقعية وليد جنبلاط.
 
ماذا في معلومات "النهار" عن الانتخابات؟
في تفاصيل الانتخابات، فإن أمانة سر "التقدمي" في صدد إصدار لائحة نهائية بالأسماء، التي تمّ قبول ترشيحها، في اليومين المقبلين. ووفق معلومات "النهار"، ترشّح نحو 30 شخصاً لمواقع مجلس القيادة ونيابة رئاسة الحزب، لكن عملية "غربلة" ستتمّ لاختيار الأشخاص المخوّلين خوض الانتخابات حسب المعايير التي يحدّدها النظام الداخلي، وبالتالي فإنّ العدد سينخفض.

سيتنافس المرشّحون على 8 مقاعد في مجلس قيادة "التقدمي"، بالإضافة إلى موقع أمانة السر، نائبي رئيس الحزب، والرئيس. ووفق المعلومات، فإن تيمور جنبلاط هو المرشّح الوحيد لرئاسة "التقدمي"، وظافر ناصر المرشّح الوحيد لأمانة السر العامة، وستحصل الانتخابات على المواقع الأخرى المتبقّية. ويُذكر أن لرئيس الحزب صلاحية تعيين عدد من الأشخاص في مجلس القيادة، بالإضافة إلى أولئك المنتخبين، انطلاقاً من القانون الرئاسيّ الذي يخضع له الحزب.
 
وعلى صعيد مجلس القيادة، علمت "النهار" بأن معظم الكادر القياديّ لم يترشّح لولاية جديدة، إفساحاً في المجال لقدرات شبابية جديدة.

ويحرص "التقدمي" على مراعاة التوزيع الطائفيّ والمناطقيّ. وفي حين تعبّر قيادته عن أسفها لهذه الاعتبارات التي كان من المفترض تخطّيها على صعيد البلد بشكل عام، والتركيز على عنصر الكفاءة فحسب، لكنّ الحزب يتطرّق إلى المشهديّة العامة في البلاد، ويأخذ بالاعتبار العوامل الطائفية والمناطقية، من أجل التأكيد على قيادة متنوّعة وغير محصورة بفئة واحدة دون سواها.

أما بالنسبة إلى أولئك الذين يحقّ لهم الاقتراع، فإن الدعوات توجّه إلى الأعضاء المرشدين، والأعضاء الذين يتمتعون بصفة رسميّة في وكالات الداخليّة في المناطق، المعتمديّات، والفروع الحزبيّة، كما في الهيئات الإدارية للجمعيات الرافدة للحزب. وفي المؤتمر العام الماضي، وصل عدد الناخبين إلى 700 مُشارك تقريباً.

تطوير التنظيم الحزبي الداخلي
ينتظر الاشتراكيون المرحلة المقبلة مع تيمور جنبلاط، وكلّهم أمل أنّها ستحمل التجديد على الصعيد التنظيمي الحزبيّ، خصوصاً أن التطوير مطلوب في "التقدمي" كما في باقي الأحزاب لمجاراة الحداثة السياسيّة والفكر الشبابي الناقد. ويُنقل عن تيمور حزمه في التعاطي مع الملفات الداخليّة ونيّته إحداث تغيير ملحوظ يواكب المرحلة الجديدة.

تحدّيات كثيرة تفرض نفسها على "التقدمي" من المفترض أن تكون على "To do list" تيمور جنبلاط، أوّلها تحدّي استقطاب الشباب بسياسة تُحاكي أفكارهم، خصوصاً أن 17 تشرين كان لها وقعها النسبيّ على "الاشتراكي"، ومن المنتظر أن يكون لهذه الفئة أدوار قياديّة مع تقاعد الرعيل القديم بشكل تدريجيّ، لأن الحزب يأخذ بالاعتبار النضال والتضحيات التي بذلها هؤلاء إلى جانب رئيسه وليد جنبلاط في أصعب المراحل.

يحتاج "التقدمي" إلى تنشيط فروعه وخلاياه في المناطق. ويُلاحظ الاشتراكيون ركوداً معيّناً يسيطر في البلدات، حيث تنتظر القواعد الجماهيرية تبدّلات تطرأ على بعض المواقع من أجل تحسين الأداء الحزبي. إلى ذلك، فإنّ إعادة تفعيل المدرسة الحزبيّة أيضاً من المطالب، لأنّ ارتباط نسبة من الجماهير بالحزب يُستمدّ حالياً من علاقتهم بوليد جنبلاط والمختارة، لكن هذا الأمر غير صحّيّ حزبيّاً، ومن الواجب معالجته من خلال ترسيخ الأفكار والمبادئ.

هل من تبدّل في السياسة؟
أما على صعيد السياسات العامة، فإن التمايز "الصحّي" موجود بين تيمور جنبلاط ووالده، وهذا ما ظهر في الفترة الأخيرة من خلال الأداء البرلماني الانتخابي والتشريعي بعدما منح جنبلاط الأب الابن مساحته. لكن ذلك لا يعني معاكسة التوجّهات الحالية التي تقوم على "الوسطيّة" والانفتاح على الجميع، ولا يلغي مرتكزات أساسيّة، كالمُصالحة على سبيل المثال لا الحصر.

مُخطئ من يقول إن تيمور جنبلاط "مُبتدئ" في السياسة، لا بل خبرته طويلة، بدأت مع تلقّيه علومه في فرنسا، واستمرّت مع معاصرته لوالده واختباره كافة المراحل الصعبة التي مرّت بها البلاد، وتولّيه التدريجي لزعامة المختارة من خلال رئاسة كتلة "اللقاء الديموقراطي" قبل خمس سنوات، والاهتمام بشؤون الناس أسبوعياً، ورئاسة الحزب اليوم، وهذا الواقع يُساعده على دخول السياسة بشكل مدروس لا عشوائيّ.

لن تحيد المختارة عن سياسة الانفتاح والحوار مع تيمور جنبلاط، ولن تترك الموقع "الوسطي" و"الواقعي" الذي حجزه وليد جنبلاط لها. لكن جنبلاط الابن سيطبع بصمته الخاصّة. وكما طوّر العمل التشريعي لكتلة "اللقاء الديموقراطي"، وعلى سبيل المثال تمّ اختيار نائب الكتلة بلال عبدالله الأكثر نشاطاً، إذ يعتبر أكثر من تقدّموا باقتراحات قوانين في مجلس النواب، فإن أسلوبه الحديث سيكون عنوان سياسات المختارة الجديدة.

في المحصّلة، فإن تحدّيات كثيرة تنتظر تيمور جنبلاط و"التقدمي" في المرحلة المقبلة، خصوصاً أنها حقبة صعبة من عمر البلاد بشكل عام، وستكون الأنظار شاخصة باتجاه طريقته في التعاطي مع الملفّات عامةً. وبعد الأحد ستُفتح صفحة جديدة في كتاب المختارة.
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم