الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

العدالة المتمردة على الركام

المصدر: "النهار"
داود الصايغ
داود الصايغ
Bookmark
تعبيرية (أ ف ب).
تعبيرية (أ ف ب).
A+ A-
خُلق لبنان ليكون مختلفاً. قضيته لعلّها تكمن في جذوره، حتى وإن كانت مشكلةً لغيره. ولذا لعلّها تبدو للبعض أحياناً كأنها بدون حل. إنه عاش طويلاً بين النور والديجور. أشرقت عليه أنوار الشرق وفُتحت أبوابه للقادمين والراحلين. للراحلين من أبنائه الذين سافروا إلى أقاصي الأرض. واستقبل عبر مرافئه المضيافة كلّ جديدٍ وحديثٍ منذ أجيالٍ وحتى اليوم. بدا قدر هذا البلد كأنّه نشأَ قبل زمانه. وإذا غالبنا هذه الأقدار لقلنا إنّه نشأ في غير مكانه. لأن النشأة، منذ القرن السابع عشر، في التنوّع البشري الفريد قبل كلّ شيء على قاعدة أساسية كانت غريبة عن كلّ ما هو محيطٌ به، وهي الحرية. إذ لعلّ لبنانيي ذلك الزمان مارسوها دون أن يعرفوا أنها ستكون ثورة العالم المقبلة.ولكن إذا كان من الصعب التحكم بالزمان، فإنه من المستحيل التحكم بالمكان. كانت هذه البقعة من الشرق مطرحاً يناقض كلّ ما هو حوله. إذ ما لبثت التطورات الحديثة أن أحاطت لبنان بأنظمة الشمولية والاستبداد من جهة، وبإسرائيل من جهة ثانية. فلم يرحمه أحدٌ من جيرانه من أقربين وأبعدين. ولم يعرف المؤتَمنون على مصائره مذ تحرر من حكم الامبراطوريات أن يحصّنوه، وأن يدرك أولياء الأمور فيه، أنهم إذا أرادوا أن يبقى هذا البلد موئل الإنسان قبل موئل الحرية، عليهم أن يهتدوا إلى السبل لحسن تسييجه وهذا لم يحصل. ومع ذلك فإن لبنان هذا تحصّن إزاء المغامرات والمغامرين. تحصّن إزاء العقائد المزنّرة بالسلاح، والعقائديين الذين استسهلوا العبث فيه، ومحاولات الاستقواء والغلبة حتى وإن امتلكوا الصواريخ. وهكذا قبل أن تحاول إيران اليوم إحكام قبضتها على لبنان في السنوات الأخيرة، سبق للرئيس السوري بشار الأسد أن صرّح في آخر عام ٢٠١٠ بأن اللبنانيين منقسمون...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم