صباح الإثنين: سباق المواصفات الرئاسية وبكركي تثمّن تحرّك جنبلاط... إلى مزيد من الانهيار؟

صباح الخير من "النهار"، إليكم أبرز مستجدات اليوم الإثنين 15 آب 2022:

مانشيت "النهار" جاءت بعنوان: سباق المواصفات الرئاسية يمهّد لطرح الترشيحات

لم تكن الا هدية مسمومة ل#لبنان تلك التي قدمت المعتدي على #سلمان رشدي في نيويورك على انه أميركي من اصل لبناني جنوبي . في عز حاجة البلاد الى أي تطور يساهم في تنقية صورة لبنان المشوهة خارجيا والمتهالكة داخليا ، كان وقع تداول الاعلام العالمي لاخبار الاعتداء ومنفذه كلبناني الأصل ثقيلا ومحرجا ولو كابر المكابرون المحليون في عدم الاعتراف بهذه الحقيقة . ومع ذلك فان الأنظار تتركز في اتجاهات أخرى اشد تأثيرا على الواقع الداخلي أي انطلاق الاستعدادات بجدية للاستحقاق الرئاسي الذي يحين موعد بداية مهلته الدستورية بعد أسبوعين تماما . وما يمكن استخلاصه من كثافة التحركات والزيارات في الأيام الأخيرة للديمان يتمثل في "استشعار" الجهات السياسية كما المرشحين غير المعلنين بعد بان بوابة العبور الأساسية الى بداية التعامل مع مرحلة طرح المرشحين قد اوشكت على الانطلاق . ولم يكن ادل على ذلك من انفتاح مرحلة تحديد المواصفات الرئاسية على الغارب بما يوحي ان "تحمية" الاستحقاق بدأت واقعيا عبر طرح المواصفات تمهيدا لمقاربة مرحلة طرح المرشحين ولو ان بداية المهلة الدستورية في الأول من أيلول لا تعني حكما ان خريطة السباق الى بعبدا ستبصر النور او ان الأسماء الجدية للمرشحين ستنكشف بسهولة . ذلك ان ثمة جهات معنية برصد كل التحركات المتصلة بالاستحقاق سياسيا وديبلوماسيا تقول ان حذرا كبيرا يسود كواليس معظم القوى النافذة داخليا في انتظار جلاء الغموض الكبير الذي يحوط المعطيات الخارجية والداخلية التي ستؤثر على الاستحقاق وان هذه الحالة الضبابية تبقي كل الاحتمالات السلبية قائمة ومنها احتمال الفراغ الرئاسي . لذا لن تقدم الكتل الكبيرة على احراق اوراقها ومرشحيها قبل اقتراب المهلة الدستورية من مراحل متقدمة علما ان ثمة قلقا اخر يسود كواليس الكثيرين ويتعلق بمصير ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل والذي يحوطه منذ أسبوعين غموض متجدد يفترض تبديده في وقت قريب وقبل بداية أيلول .

مانشيت "النهار" بقلم نايلة تويني: إلى مزيد من الانهيار؟

رأى نائب رئيس حكومة تصريف الأعمال #سعادة الشامي أن #لبنان "يقف حالياً على مفترق طرق ويبرز مساران لا ثالث لهما: الاعتراف بالواقع وبالأزمات العميقة التي نعاني منها، والتعامل معها وجهاً لوجه ممّا يعني اتّخاذ الإجراءات المطلوبة والقيام بالإصلاحات الضرورية والملحّة، التي تضع البلد على السكّة الصحيحة؛ أو ترك الأمور على ما هي. واستمرار حال الإنكار عند البعض لن يبقينا حيث نحن الآن، بل سيدفع بالبلاد إلى مزيد من الانزلاق إلى الهاوية".

هذه العبارات ليست جديدة على مسامعنا، فهي تتكرّر منذ أعوام، وخصوصاً في الفترة الأخيرة مع تعمّق الأزمات. وسنسمعها تكراراً كلما أمعنّا في الغرق بالهاوية من دون المضيّ في أيّ خطط إصلاحية.

ربّما يكون نائب رئيس الحكومة على حق في ما يقول، وهو لم يخترع البارود، بل يعيد ويكرّر ما يقوله كلّ السياسيين المسؤولين عمّا آلت إليه الأمور من سوء وتفكّك.
 
 
في كتّاب "النهار":
 
كتب نبيل بومنصف: في "آلية" المرشح السري!
 
يشكل الغموض "غير البناء" الذي يغلف الاستحقاق الرئاسي خصوصا لدى بدء المهلة الدستورية بعد أسبوعين تماما ، حافزا ملحا واكثر من أي حقبة سابقة ، على مقاربة جديدة للاليات والانماط والأعراف التي اتبعت تاريخيا ولا تزال تتبع في انتخاب رؤساء الجمهورية في #لبنان . لم تثر هذه الآليات مرة ، الا في ما ندر من سوابق الاستحقاقات الرئاسية ، ما تستلزمه من نقاش او مراجعات حيال ذاك الغموض الذي تبدأ معه فترة الاستحقاق وتنتهي الى الانتخاب من دون تكليف المرشح ضمنا أي عناء في الية "اللاترشح" المتبعة منذ قيام الجمهورية اللبنانية . يعلم اللبنانيون ، للتذكير فقط ، ان الدستور اللبناني قبل الطائف وبعده في كل تعديلاته، لا ينص الا على أصول انتخاب رئيس الجمهورية ولكنه لا يلزم الذي سيصبح رئيس لبنان أي اعلان مسبق لترشيحه . يحضر "نواب الامة" الى جلسات انتخاب رئيس الجمهورية ولا يعلن أي اسم رسميا في جلسات الانتخاب ولا شيء يلزم المرشحين اعلان ترشيحاتهم ولا برامجهم كأننا امام نظام جمعيات سرية . خرق مرشحون هذا العرف الغريب في مراحل عدة وكان من ابرزهم في الحقبة المعاصرة بعد الطائف الراحل الكبير نسيب لحود والنائب والوزير السابق بطرس حرب في مراسم كاملة لاعلان الترشيح او المرشح على أساس برنامج واستراتيجية كاملة في مختلف قطاعات الدولة والمجتمع، ولعلنا لا نغالي ان اعتبرنا تجربة المرشح – البرنامج التي قدمها كل منهما من افضل التجارب التي دللت على ثقافة ديموقراطية متأصلة في القول والممارسة كما في احترام الرأي العام اللبناني وعبره الخارج .
 
وكتبت روزانا بومنصف بعنوان: بكركي تثمّن تحرّك جنبلاط: الرئيس عبر التواصل
 
لاقت مبادرة رئيس الحزب التقدّمي الاشتراكي #وليد جنبلاط في الحوار مع "#حزب الله"، ولو أن مشهد اللقاء في كليمنصو بدا غير مريح لأوساط سياسية متعدّدة، صدى إيجابياً لدى البطريرك الماروني بشارة الراعي. فالكنيسة المارونية مقتنعة بأن الجلوس في غرفة وإقفال الأبواب والنوافذ لن يساعد في حلحلة الأمور فيما لا يمكن انتظار سفراء دول مؤثرة من أجل التدخل من لإقامة جسر تواصل أو حوار إن كان الهدف الوصول الى انتخابات رئاسية لن تحصل إلا بموافقة الجميع.

لم يقم أهل السلطة الاعتبار اللازم لما قام به أحد المواطنين من احتجاز مسلح في أحد المصارف تحصيلاً لأمواله وما لقيته من تشجيع عارم لدى قطاعات واسعة من الشعب الذي إن لم يُصَر الى إجراء الاستحقاق الرئاسي في موعده فقد يذهب الى تفاعل خطير مع تردّي الوضعين الاقتصادي والاجتماعي. كما لم يظهر أي من أهل السلطة أي رد فعل على إعلان قيادة الجيش الشكر لقطر على الهبة المالية التي قدّمتها من أجل توزيعها على عناصر الجيش لمدة ثمانية أشهر. فمعاناة عناصر الجيش تحت المجهر كذلك في إعادة التجديد سنة إضافية للقوة الدولية العاملة في الجنوب، إذ إن الإشكالية في إعادة التمديد للقوة الدولية لا تقوم فقط على آلية التمديد من دون تعديلات في ولاية القوة أو تشكيلها بل بما تضمّنه القرار 2591 الذي مدّد تفويض اليونيفيل العام الماضي حتى 31 آب 2022. فالعنصر الجديد في القرار 2591 كان الطلب المقدّم من اليونيفيل لدعم القوات المسلحة اللبنانية من خلال تدابير مؤقتة وخاصة تتكوّن من "موادّ غير مميتة (وقود وغذاء وأدوية) ودعم لوجستي" لمدة ستة أشهر. كان الدافع وراء هذا البند هو المخاوف بشأن تأثير الأزمة الاجتماعية والاقتصادية على قدرة القوات المسلحة اللبنانية على أداء مهامها بطريقة مناسبة في منطقة عمليات اليونيفيل.
 
 
وكتبت إبراهيم بيرم بعنوان: هذه دوافع "حزب الله" لملاقاة الانفتاح الجنبلاطي عليه

بعيد الكشف عن مسار الاتصالات الأولية بين رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي #وليد جنبلاط وقيادة "حزب الله"، والذي قاد في خاتمة المطاف الى انعقاد "لقاء كليمنصو" قبل أيام، كان اللافت أن أسئلة المعنيين من سياسيين وإعلاميين أوشكت أن تنصبّ حصرياً على سؤال واحد وهو ماذا يضمر زعيم المختارة من هذه الخطوة النوعية التي استقطبت هذا الحجم من ردود الفعل والدويّ، واستطراداً ما هو "موّاله" منها؟

ولا ريب في أن اللقاء ومقدّماته صار حدثاً تتوالى تردّداته منذ أكثر من عشرة أيام، وقد سال حبر كثير في إطار استقراء هذه الخطوة السياسية، ولكن المفارقة أن قلة قليلة كلفت نفسها عناء التنقيب والسؤال عن الأسباب التي أملت على الحزب تلقف التحيّة الجنبلاطية والمسارعة الى الردّ عليها بمثلها إن لم يكن بأحسن منها، خصوصاً أن الأمر من جانب الحزب ينطوي على تجاوز لرحلة عداوة مستمرّة من نحو 3 أعوام تخللها خطاب اتهامي وعدائي وحملات عدائية. واللافت أيضاً هو مسارعة الحزب، لا الى تلقف رسالة الانفتاح الجنبلاطية فقط بل مسارعته على الفور لقطع المسافة الزمنية والمكانية الفاصلة بينهما والمضيّ في رحلة التلاقي معه فبدا الحزب كأنه كان يعدّ العدة اللازمة سلفاً بانتظار لحظة هذا التطوّر.
 
وسأل سركيس نعوم: هل يلتزم المرشحان الرئاسيان فرنجية وباسيل نصيحة نصرالله؟
 
بدأت معركة #رئاسة الجمهورية في #لبنان قبل دخوله المهلة التي حدّدها الدستور لانتخاب رئيس جديد وهي آخر شهرين قبل انتهاء ولاية شاغلها. لا يعني ذلك طبعاً أنها بدأت حديثاً، إذ أنها كانت ومنذ تولّي الرئيس #ميشال عون مقاليدها عام 2016 في ذهنه كما في ذهن "تياره الوطني الحر" ورئيسه وصهره في آن الوزير جبران باسيل. عنى ذلك في حينه كما يعني الآن أن عون خطّط دخوله القصر الرئاسي في بعبدا للبقاء فيه وإذا لم تسعفه في ذلك الصحة والسن المتقدمة فإن خلفه معروف وهو الإبن الذي لم يعطه إياه الله عزّ وجلّ، لكن عوّضه عنه في رأيه بزوج ابنته الصغرى النائب جبران باسيل. وهو أي عون بنى خططه على سبب أساسي متين هو حلفه الراسخ مع "حزب الله" الذي أوصله الى الرئاسة وإن بعد سنتين ونصف من فراغ فيها تسبّب به فشل غريمه المسيحي رئيس "حزب القوات اللبنانية" سمير جعجع، إذ عجز مع حلفائه عن توفير نصاب جلسة الإنتخاب كما عن تأمين الفوز بالرئاسة الأولى. كما بناها على سبب آخر هو معرفته أن خطة هذا "الحزب" تختلف عن مخططات الأحزاب في لبنان من زمان. فهو مسلّح حتى العظم ويحظى بتأييد "شعبه" أو بيئته الشيعية كما يسميها ويؤمن بعقيدة دينية – سياسية تتجاوز لبنان ولكن بعد السيطرة عليه أو الإمساك به بوسيلة ديموقراطية لكن "معزّزة" بجيش يتجاوز عديده مئة ألف مقاتل على حد قول أمينه العام، وخاض معارك قاسية وشرسة ضد إسرائيل في لبنان ولمصلحة حليفته إيران في المنطقة وسوريا والعراق واليمن، فضلاً عن قضية فلسطين التي صارت ومن زمان الغطاء القومي العربي لأي حزب يؤمن بقضية فلسطين ويستخدمها في الوقت نفسه لتحقيق أهدافه المحلية والأهداف الأقليمية لراعيته وحليفته بل مؤسّسته إيران الإسلامية. يعني ذلك أن دوره السياسي – الأمني – العسكري في لبنان على الأقل رغم أنه تجاوزه الى محيطه الذي أسّسته سوريا الأسد من زمان بالتعاون مع إيران الإسلامية سيستمر وسيتصاعد وستتصاعد قوته ومن شأن ذلك إبقاء "العونية السياسية" في السلطة برجال منها تثق بهم ويثق بهم مؤسّسها "الجنرال" عون وأبرزهم الآن النائب باسيل. وقد عبّر المؤسّس قبل نحو أسبوعين عن ثقته بالإستمرار في السلطة وممارسة سياسته الرئاسية في قصر بعبدا في أثناء استقباله وفداً من نقابة المحاسبين اللبنانيين، إذ قال لهم مطمئناً أن رجلاً مثله وبقوّته سيحل مكانه في قصر بعبدا بعد الإنتهاء القريب لولايته.
 
 
وكتبت إبراهيم حيدر بعنوان: شروط عونية للخروج من القصر والبلد إلى الفراغ... هل يفرض "حزب الله" رئيساً على طريقة 2016؟
 
لا شيء يدل على أن الوضع في لبنان يسلك مسار انتاج تسوية سياسية وانتخاب رئيس للجمهورية، ولا حتى البحث في تركيبة النظام اللبناني بفعل الانسداد الذي دمّر معالم الدولة، إضافة إلى العجز عن تشكيل #الحكومة. فكل التوقعات تصب في ذهاب البلد إلى الفراغ بعد 31 تشرين الأول المقبل تاريخ انتهاء ولاية رئيس الجمهورية #ميشال عون، إلا إذا حدثت تطورات خارجية خلال المهلة الدستورية. وعلى الرغم من إشارات المجتمع الدولي بضرورة انجاز الاستحقاق الرئاسي، إلا أن الانسداد السياسي في البلد واستمرار الانهيار، وابتعاد القوى السياسية والطائفية نحو مشاريع خاصة لتحسين مواقعها تستحيل تصعيداً يؤجج الأزمات، فيما تعجز السلطة عن الانقاذ بسبب سياسات المحاصصة.

تبدو الدعوات الداخلية لانجاز الاستحقاق الرئاسي وكأنها تغرّد خارج الواقع، لكنها تشير إلى حجم الاختلافات وطبيعة المشاريع المطروحة في البلد وامتداداتها الإقليمية، فلا يدخل كلام رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل عن مواصفات الرئيس المقبل إلا في سياق تكريس الفراغ، فيما الخرق الوحيد الذي يؤخذ بالاعتبار ما سجله لقاء وليد جنبلاط مع قيادة "#حزب الله"، الذي وإن كان عنوانه البحث عن تسوية لاختراق الجمود الحاصل، لكنه يعكس مخاوف من احتمال تطورات كبيرة على الساحة اللبنانية، إن كان عبر تسوية إقليمية ودولية كبرى ترسخها المفاوضات النووية، أو مواجهة تخلط الأوضاع في المنطقة، وفي الحالتين يبدو "حزب الله" المستفيد والطرف المهيمن والاكثر قوة، وإن كان جنبلاط يسعى بالتفاهم مع الحزب للوصول إلى مرشح توافقي للرئاسة للحد من الخسائر.
 
 
في قسم "السياسة":
 
كتبت ديانا سكيني: عاصفة سلمان رشدي والمواجهة القاسية: لا للقتل
 
دفع محاولة إغتيال الروائي #سلمان رشدي فتاوى هدر الدمّ وإقامة الحدّ وإزدراء الدين الى الواجهة. تفتح دفاتر التاريخ والماضي القريب والحاضر، لتعيد جدلية الدين والحريات، وما ناله أدباء ومفكرون وناشطون من نصيب دسم من هذه الأحكام التي نفذ الكثير منها من دون أن يأخذ طريقه الى الضوضاء، كما الحال مع الكاتب الهندي الأميركي، ومع الأديب نجيب محفوظ الذي جاءت محاولة اغتياله بعد نحو 40 عاماً على نشر "أولاد حارتنا"، موضع نقمة #التكفيريين. وفي حال رشدي، نفذ الأميركي اللبناني الأصل #هادي مطر فتوى الإمام روح الله الخميني بعد 30 عاماً على صدورها، أي في مسافة زمنية تتجاوز عمره البالغ 24 عاماً، بما يحاكي سحر التكليف الذي تتناقله الأجيال.

تفجّر القضية اشتباكاً مزمناً، معدمة المساحات الرمادية. مع القتل باسم الدين ومن أجله، أم لا؟

هو السؤال الذي لا يحتمل المساومة ويعرّي كل شيء.

هل يحق للملحدين التفوّه بآرائهم كما يحق للمؤمنين بالأديان السماوية رجم الملحدين وتكفيرهم؟ هل يحق لمفكر مناقشة نص ديني؟ هل الآراء السلبية تجاه الدين الاسلامي تقلّل من انتشاره وتؤثر على اعتقاد المؤمنين به؟ والسؤال ينطبق على الدين المسيحي وغيره أيضاً. وهل تصحّ المغالاة في ملاحقة كلمة وعبارة في زمن تغرقه السوشيل الميديا والمنصات والمواقع بآراء من كل حدب وصوب، ومنها المدين لهذا الدين أو المادح له. في هذه اللحظة يمكنكم من خلال النقر على شبكة الانترنت العثور على آلاف العبارات والكلمات والنصوص والكتب المجهولة التي تدين ديناً أو تؤيده. هل هناك انتقائية في إصدار الفتاوى؟
 
 
وكتب وجدي العريضي: هذا ما قاله جنبلاط الابن في الديمان عن لقاء الوالد مع "حزب الله"

من كليمنصو حيث حلّ قادة "#حزب الله" ضيوفاً في دارة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بعد تواصل وتنسيق بين الطرفين، صعوداً الى الديمان التي زارها رئيس اللقاء الديموقراطي #تيمور جنبلاط وبرفقته النائبان أكرم شهيّب ووائل أبو فاعور، حدث توازن حواري انفتاحي، إذ اعتُبرت هذه الزيارة "ضربة معلم" بعدما اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي مندّدة بلقاء كليمنصو لأنّ هذه المشهدية لم ترق شعبوياً محازبي ومناصري وجمهور المختارة لكونها جاءت مباشرة بعد الانتخابات النيابية ودُقّ النفير لاستنهاض القواعد الشعبية وعلى خلفية سلاح "حزب الله" ودوره الذي يقوّض أمن واستقرار البلد والمنطقة، الى ما هنالك من كمّ من الشعارات التي رفعت، وفي المحصّلة فالسياسة "بنت ساعتها" ومتحرّكة وفق مقتضيات المرحلة والتحوّلات، مما أدّى الى الانعطافة الجنبلاطية التي هندسها المايسترو رئيس المجلس النيابي نبيه بري، توأم "حزب الله" وحليف سيد المختارة التاريخي.

وعوداً على بدء، فإن زيارة الديمان نفّست الى حدّ كبير غضب الذين لم يهضموا مشهدية كليمنصو، ولا سيما أن لقاء رئيس اللقاء الديموقراطي كان مع أعلى مرجعية مارونية ومن شرفة الديمان المطلة على الوادي المقدّس، بلغ الودّ ذروته بين ثلاثي اللقاء الديموقراطي والكاردينال الراعي، فالاجتماع الذي بدأ عند الحادية عشرة والنصف ظهر يوم الجمعة المنصرم وقبل الكلام السياسي والمجاملات، قال البطريرك الراعي لضيوفه قبل أيّ حديث "أنتم أهل المعروف والكرم أبناء طائفة الموحّدين الدروز وتقاليدكم الكريمة تقتضي أن نتناول الغداء معاً، ولن أقبل إلا بذلك"، وهذا ما حصل وأضفى على الأجواء ودّاً لافتاً بين الطرفين مواكباً إيّاهم الى حين المغادرة.
 
أمّا مجد بومجاهد فكتب بعنوان: الشعارات الانتخابيّة بين المقترحات وقابليّة التطبيق- 2: "بالوحدة أمل" طروحات معلّقة والرهان على الترسيم
 
تختلف مضامين البرامج الانتخابية التي قدّمتها القوى السياسية مواكبةً لاستحقاق انتخابات 2022 النيابيّ، مع تشرّب بعضها مصطلحات انطبع تردادها سنوات على أوراق مواقف الكتل البرلمانية. وشكّلت بعض المواضيع محلّ جدل مستمرّ، وفي طليعتها معنى المطالبة بالدولة المدنية التي عادت وبرزت كمصطلح يختصر تفاصيل برنامج كتلة "التنمية والتحرير". ويتظهّر ابتعاد حركة "أمل" عن الغوص في التفاصيل التقنيّة على صعيد بنود البرنامج الانتخابيّ الذي قدّمته في انتخابات 2022، واعتماد عناوين عريضة تحت شعار "#بالوحدة أمل لننقذ لبنان". ويُلاحَظ تركيز الكتلة على مقترحات مرتبطة بالنظرة إلى النظام اللبناني، كالآتي: أولاً، التأكيد على الالتزام بالدستور والعمل على تطبيق ما لم ينفّذ من بنود إصلاحية دستورية في اتفاق الطائف الذي يبقى إطاراً صالحاً وناظماً للعلاقات بين اللبنانيين. ثانياً، التعبير عن رفض الفدرلة أو أيّ طرح تعتبره الكتلة "شكلاً تقسيمياً مقنّعاً". ثالثاً، رفعت "أمل" شعار حتمية إسراع الانتقال من دولة الطوائف إلى الدولة المدنية العصرية في انتخابات 2022. رابعاً، أعادت طرح عنوان العمل على إقرار قانون انتخابات خارج القيد الطائفي على أساس النسبية مع دوائر موسّعة، وإنشاء مجلس للشيوخ تتمثّل فيه الطوائف بعدالة.
 
 
وكتب المدير العام لوزارة الإعلام الدكتور حسّان فلحة في "النهار": حدود الأزمات واللعنات في بلد اللاممكن
 
عندما تشتد الأزمات الداخلية في #لبنان وتبلغ مداراتٍ خارجيةً يستعصي معها إيجاد المخارج وتُسدّ الآفاق وتنسحب معها الآمال الى انكفاءات حادة تتجاوز حالات اليأس، يدرك اللبنانيون ان لعناتٍ مقيمةً تلازمهم وتخيّم على بلادهم ذات الأضداد المتجانسة وذات الارتدادات المستديمة لاختلافات تظهر أقل مما تخبو لعلّتي الائتمان والثقة المفقودتين، والطاقة الغريزية المحمومة في تبادل الشك والتربص بالتنوع العقائدي والفكري، واعتماد سوء الظن في ادارة امور البلاد. ولا ضير من القول إن السبب الجوهري في تكوين هذه الريبة يتأتى من طبيعة النظام العصيّ على التطور والموغل في العجز واستدراك الحلول لمشاكله المتوارثة والتليدة .

منذ ان رسم الفرنسيون وقبلهم الأتراك بلد اللاممكن بحدوده الجغرافية المتعرجة والطائفية المستعرة وعلى قاعدة أساسية تقوم على الخصوصية اللبنانية والمحلية والتوازنات الدينية المتوثبة التي تشي بهشاشة التماسك الوطني والتوافق الداخلي على اسعاف الذات من دون الاستعانة بعوامل الضغط الخارجي او اللجوء اليه، والذي على ما يبدو انه ملّ التقشف الداخلي في تجاوز الازمات او خاب منه ومن انتظار سعيه لإعادة انتاج الاستقرار المفقود على الصعد كافة .
 
وكتب جيرار ديب بعنوان: اللبناني و"متلازمة الاحتجاز"

ليست المرة الأولى التي يقدِم فيها #لبناني على احتجاز موظفين وزبائن في فروع مصارف لبنانية منتشرة على وسع الوطن. فبعد حراك #17 تشرين الأول 2019، وبداية الانهيار الكبير، وإعلان جمعية المصارف التوقف عن تقديم الخدمات المصرفية لزبائنها، والحجز على الأموال المودعة لديها، وقد تُرك المودع في حيرة من أمره، ووصل إلى حدّ اليأس من أنّ جنى عمره ذهب مع الرياح، ولن يستطيع الحصول عليه، إلا من خلال تعاميم كان يصدرها حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، تحت الأرقام 151، و158 و161، حيث شعر المودع أنها نوع من الهيركات على أمواله بطريقة مشرعنة، يكفلها القانون.

في هذا السياق، شهدت منطقة الحمراء في بيروت، إقدام أحد المواطنين على احتجاز عدد من العملاء والموظفين داخل فرع "فدرال بنك" في شارع عبد العزيز بقوة السلاح، مثيرًا حالة من الذعر والبلبلة داخل المصرف وخارجه. وفي التفاصيل، دخل شخص مسلح طالب بتسليمه أمواله التي تبلغ 210 آلاف دولار أميركي، وهو يحمل سلاحًا حربيًا ومادة البنزين مهددًا بإشعال نفسه وقتل مَن في الفرع، كما شهر السلاح في وجه مدير الفرع.

باستثناء الحادثة التي حصلت قبل عقود، وتحديدًا عام 1973 في استوكهولم، حيث تمّ التعاطف مع الخاطف من قِبل الرهائن، أطلِق على هذه الحالة إسم "متلازمة استوكهولم" نسبة إلى حادثة وقعت في السويد حيث سطت مجموعة من اللصوص على بنك كريديتبانكين، واتخذوا من موظفي البنك والعملاء رهائن لمدة 6 أيام، بدأ من خلالها الرهائن يرتبطون عاطفيًا مع الجناة، وقاموا بالدفاع عنهم بعد اطلاق سراحهم.
 
 
في قسم "المجتمع"، كتبت سلوى بعلبكي: "الكابتن" عدنان الحاج نكس قلمه ورحل
 
... ورحل #عدنان الحاج. ليس الخبر أن موتاً آخر حلّ، وليس استثنائياً أن عزيزاً جديداً رحل، فالموت عدالة عند أهل الإيمان، "الله أعطى، والله أخذ"، "وما كان لنفس أن تموت إلّا بإذن الله كتاباً مؤجّلاً" (سورة آل عمران).

رحل صحافي الأرقام والبيانات المالية المميز، الدقيق في قراءة كل خبر اقتصادي وتحليله، والغوص في خلفياته ومقاصده، ومدى مطابقة المضمون مع الواقع والمنطق، وأيضاً مع الصدق والشفافية.

لم يعمل عدنان في الصحافة، هو عاشها، ومدّها عصارة حياته وخبرته ومعرفته، وما منح من وقت وصحّة.

كانت "السفير" ملعبه الأرحب، وصفحة الاقتصاد فيها مرماه لتسديد الأهداف، هو الآتي من ملاعب الفوتبول، قائداً لفريق منحه لقب "الكابتن" وشرف قيادته الى انتصارات عدّة.

دخل عدنان لجّة الإعلام الاقتصادي بطموح وجرأة، وسعى الى وضع بصمته الخاصّة على الخبر، صانعاً من لغة وجمود الأرقام المملة والمعقدة، مقالات سلسة، عرف أن يوصل من خلالها أفكاره، ورؤيته، وواقع الأمور الاقتصادية في لبنان، سلبية كانت أو إيجابية.
 
 
وجاء في قسم "الاقتصاد": 
 
تعديل قانون رفع السرية المصرفية يدخل حيّز التنفيذ مع نشره في الجريدة الرسمية... مرقص لـ"النهار": السلطة السياسية تقضي على ما تبقّى من سِمات ميّزت القطاع المصرفي
 
مع توقيع رئيس الجمهورية ميشال عون القانون الجديد الخاص برفع السرّية المصرفية ونشره في الجريدة الرسمية، يدخل هذا القانون حيّز التنفيذ تطبيقا لأحد ابرز شروط صندوق النقد الدولي للسير قدماً بالمفاوضات حول برنامج تمويلي إنقاذي ل#لبنان.

تمرير خطة التعافي المالي والاقتصادي شرط أساسي يفرضه الصندوق قبل التوقيع على الاتفاق النهائي مع لبنان بالتوازي مع إقرار موازنة العام 2022، اضافة الى تمرير قانون "الكابيتال كونترول" وقانون إعادة هيكلة القطاع المصرفي، الى إقرار تعديل قانون رفع #السرية المصرفية الذي أقره المجلس النيابي في جلسته التشريعية الاخيرة. ومع نشر القانون الجديد في الجريدة الرسمية ينطلق العدّ العكسي لتنفيذ الإصلاحات المطلوبة من صندوق النقد، خصوصاً أن القانون يلحظ مفعولاً رجعياً في قضايا الفساد وتبييض الأموال والتهرّب الضريبي، من خلال عطفه على القوانين المُقرّة سابقاً ومنها قانون الإثراء غير المشروع وقانون مكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب، اضافة الى قانونَي الأحكام الضريبية والهيئة الوطنية لمكافحة الفساد.

في مقاربة قانونية لتعديل قانون السريّة المصرفية يعتبر رئيس مؤسسة "جوستيسيا" الحقوقية المحامي الدكتور بول مرقص أن "توقيت هذا التعديل ليس نابعاً من اجتهاد نيابي أو إصلاحي من قِبل السلطات أو أي رغبة في التقويم، بل إن إقراره جاء تلبيةً لأحد أهمّ شروط صندوق النقد التي تم الإتفاق عليها خلال التفاوض مع لبنان، وهي تعديل قانون السريّة المصرفية". وفي تعليقه من الناحية التشريعية والتقنية على القانون يقول مرقص لـ"النهار" إن "هذا النصّ ينطلق وكأن ليس هنالك قانون رقمه /44/ صادر عام 2015 يرفع السرية المصرفية عند الإشتباه جدياً في جرائم الفساد والتهرب الضريبي وسائر الجرائم المالية التي جاء المشروع لينصّ عليها.
 
 
وفي قسم "الثقافة":
 
 الروائي القدير يوسف حبشي الأشقر مسربلًا بالإجحاف في ذكراه الثلاثين
 
عائدا الى قريته بيت شباب او كفرملات وفق ما كان يسميها في رواياته (#كما اعود الى الله، يقول)، وجالسا في المقعد الخلفي للسيارة الى اليمين قرب النافذة. لا أعرف ماذا رأى او من ناداه او لوح له فعبرت روحه من النافذة بسهولة ويسر الى التلال المحيطة بقريته ومنها الى سماء قريبة زرقاء. فارق بصمت ذاهل حتى لم يشعر به احد في السيارة قبل ان تتوقف، ويصدمون. كان ذلك في مساء داكن من تشرين الثاني 1992. غاب ولم يتجاوز الثالثة والستين من العمر. ربما تذكر شريط حياته يمر بسرعة امامه. ربما تذكر كل تلك الأسئلة الوجودية التي ارقته. ربما تذكر ذلك البيت الشعري لإبن المعتز "حلاوة الدنيا لجاهلها/ ومرارة الدنيا لمن عقلا". انه الروائي القدير #يوسف حبشي الأشقر (1929-1992) ومضى على نعاسه الاخير ثلاثون عاما. كانت كتبه حلبة مواجهاته وصراعاته، يكتب ويصرخ يكتب وينعم النظر. يكتب ولا ينام.

ولد يوسف حبشي الاشقر في بيت شباب عام 1929. تلقى دروسه الابتدائية والمتوسطة في مدرسة الضيعة. ثم الثانوية في المدرسة اليسوعية في بيروت. التحق بجامعة القديس يوسف وتخرج فيها بإجازة في الحقوق والفلسفة. عمل في مديرية الهاتف ثم في الشؤون الإجتماعية ومنها الى الصندوق الوطني للضمان الإجتماعي. انضم الى "جمعية أهل القلم" ومجلس المتن الثقافي. بدايته كانت عبر كتابة القصائد ولكن حين تعرف الى فؤاد كنعان (1920-2001) عام 1951 اقنعه الاخير بكتابة القصة والتوقف عن نظم القصائد.