الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

افتتاحية "النهار"- الدولة المدنية: المطلب الخديعة في زمن الفواجع

المصدر: النهار
Bookmark
تعبيرية
تعبيرية
A+ A-
الدكتور داود الصايغ لعل ايمانويل ماكرون بدا في بعض الضمائر كأنه واحد من حملة مكانس التنظيف في الشوارع المهدمة، مع الفارق انه يريد تنظيفاً من نوع آخر، لم يبخل بإعلانه في السر وفي العلن، في ذلك الدور المستجد ولكن غير المستغرب من قبل اللبنانيين، والذي حمل الرئيس الفرنسي الشاب على الدخول في عمق المشكلة اللبنانية، وفي تفاصيلها التي كان يمكن وربما لا يزال ممكناً أن تهدد محاولته.وليس ذلك لأن الأبالسة تكمن في التفاصيل، لأن الأبالسة أنفسهم يتجسدون في بعض ممتهني السياسة اللبنانية. ليس برئياً هو بالطبع، بالرغم من أن ليس له تجربة شارل ديغول ولا فرنسوا ميتران ولا حتى جاك شيراك. جاء فجأةً من عالم الأعمال إلى السياسة وحرق المسافات كلها في ظاهرة لم تعرفها السياسة الفرنسية من قبل.من حسن حظنا بالتأكيد، أن من أبرز دوافعه هي الصداقة التاريخية مع لبنان واللبنانيين. وهذا أعلنه وزير خارجيته لودريان قبله وأعاد بالذاكرة إلى عهود فرنسوا الأول ومن سبقه وعلى طول التاريخ اللاحق.بالطبع جرى الحديث عن كل ذلك، ليس فقط بمناسبة الزيارة، بل بمناسبة المئوية. فرنسا كانت هنا. وهي لا تزال هنا. الرئيس الفرنسي غامر حتى الآن، وهو ابن دولة الحق وتراث أجيال الأنوار، ليجيئ إلى بلد كان مشعاً في العقول والقلوب، قبل أن تحوله السياسة ومصالح محترفيها إلى دولة تحتاج إلى رعاية من فرط الإهمال والجشع وتلاشي المسؤوليات.وكان من المستغرب جداً، في غمرة هذه المآسي، أن تنطلق أصوات تطالب بالدولة المدنية، من دون أن يدري أصحابها ماذا يقولون وماذا يعنون بها قبل أن يصدهم ماكرون قائلاً "اتركوا هذا الموضوع جانباً الآن" بعدما أدرك أنها مزايدة لا مكان لها الآن. لأن المطلوب واحد وهو الإصلاحات. فإلى ماذا هرب هؤلاء ليطرحوا شعاراً لا مكان له الآن، ولا قبل الآن، ولا في المستقبل المنظور. مثله مثل الحديث عن إلغاء الطائفية...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم