الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

رسائل نصرالله إلى الحلفاء والخصوم... نحاور بشروطنا

المصدر: "النهار"
اسكندر خشاشو
اسكندر خشاشو AlexKhachachou
الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله (أرشيفية).
الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله (أرشيفية).
A+ A-
كان إعلان الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله تأييده ترشيح رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية أهم ما تميّزت به إطلالته الأخيرة، على الرغم من أنّه لم يكشف جديداً. لكن ما الذي حمله هذا الترشيح أو هذا التبنّي العلنيّ من رسائل باتجاه الخصوم والحلفاء؟

أضحى من المؤكد أن خطوة رئيس مجلس النواب الأخيرة هي ما دفع "حزب الله" إلى الإسراع في هذا الخيار، خصوصاً أن خطوة برّي، وفق المقربين من الحزب، لم تكن منسّقة أبداً، بل أحدثت إرباكاً لدى القيادة الحزبية قبل اتخاذ القرار النهائيّ.

وعلى عكس ما أُشيع، حمل خطاب نصرالله رسالة إيجابية إلى "التيار الوطني الحر" ورئيسه جبران باسيل، عبّر خلالها عن حرص شخصيّ على التفاهم معه، وعمّا لهذا الأمر من وقع سياسي وعاطفي لديه.

من المرات النادرة التي يفصح نصرالله عن جزء من لقاءاته كانت حديثه بإسهاب عن اللقاء الأخير الذي جمعه بباسيل، بعدما تفرّد "التيار" بتسريب بعض من مضمون اللقاء من وجهة نظره، وتباهى رئيسه جبران باسيل بأنّه الوحيد الذي قال "لا" للشخص الذي هزم إسرائيل ولعب أدواراً إقليمية ودولية في إشارة إلى نصرالله، فحمل كلام نصرالله نفياً لما تردّد في الأيام الأخيرة على لسان "التيار"، مؤكّداً أنّ اللقاء كانت له تتمّة مفترضة، من دون أن يعني نصرالله أنّ الهدف كان فرض وجهة نظر الحزب بالقوة على باسيل.

أمّا الرسالة الإيجابية الأخرى فتكمن بتشديد نصرالله على أنه لن يقبل بانتخاب رئيس إلا بنصاب الثلثين، وهذا يعني سياسياً أنه لا يفكر في تخطي "التيار الوطني الحرّ"، على اعتبار أن تأمين هذا النصاب لا يمكن أن يتحقق من خلال مشاركة تكتل "لبنان القوي". كذلك حمل كلام السيّد رسالة تطمين ميثاقية أو ضامنة للشراكة التي يتحدث عنها "التيار"، انطوت على عدم انتخاب الرئيس الماروني من دون مشاركة للقوتين المسيحيتين الوازنتين من خلال النصف زائداً واحداً، أو من خلال اتفاق إسلامي - إسلامي يأتي برئيس مسيحي، على الرغم من أنه كان بإمكانه الاستفادة من المواقف التي تحدثت عن النصف زائداً واحداً من الدورة الثانية.

وضع نصرالله "التيار الوطني الحر" ورئيسه جبران باسيل أمام أمر واقع، إمّا معنا وإمّا علينا، وأنهى مرحلة رفع السقوف التي مارسها "التيار" في الفترة الأخيرة، والتي حاول فيها تنفيذ حكم الإعدام بأي إمكانية لدعم سليمان فرنجية من قبل "الحزب". ففرنجية اليوم بات مرشح الثنائي، و"ما يكتب على الورقة لا يمكن التراجع عنه" كما قال نصرالله أمس؛ وهذا يعني أن الحزب لا يناور بهذا الدعم، ويضع حليفه البرتقالي أمام مسؤولياته، واللبنانيين أمام خيارين: إمّا الخوض في نقاش جدي بشأن الاستحقاق الرئاسي، ويكون سليمان فرنجية جزءاً منه، بهدف الوصول إلى انتخابٍ قريب، وإمّا الذهاب إلى فراغ طويل.

يُعتبر الخطاب بمثابة الرسالة الأخيرة إلى جمهور "التيار الوطني الحر"، فهو للمرة الأولى يلمّح بكشف – إذا اقتضى الأمر - مرحلة الرئاسة و"الملفات الإصلاحية" وما له علاقة بالفساد وبناء الدولة، التي يتهم "التيار" الحزب بأنه لم يقم بأيّ عمل بهذا الشأن لدعمه بل ذهب إلى حماية الفاسدين، مؤكداً "أننا سنعلن ما فعلنا بهذا الشأن وماذا فعلتم أنتم".

وفي كلام نصرالله عن أنه "غير معني باتفاقات وتسويات دولية، أو إقليمية"، رسالة بأنّ الاتفاق الداخلي لإتمام الاستحقاق الرئاسي ممكن. لكن السؤال: هل الممكن هو شرط وصول فرنجية للرئاسة أم يقبل "الحزب" بمرشح وسط يكون حلاً للمأزق الرئاسي؟

أعاد نصرالله التأكيد على حق التعطيل، ملمّحاً إلى أن أيّ تسوية من دونه بإمكانه تعطيلها، حيث من الواضح أنه الوحيد الذي يمتلك الثلث من دون أيّ جهد.

وفي النهاية، الحديث عن أن نصرالله "حرق" فرنجية بهذا الإعلان كلام غير واقعي، بل بالعكس من ذلك، فقد نقل المعركة إلى مكان آخر، وجعل فرنجية اسما أساسياً في أي تفاوض مع الحلفاء أو مع الخصوم؛ ومعروف عن حزب الله نفسه الطويل، وقدرته على المناورة، للوصول إلى مبتغاه.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم