افتتاحية "النهار"- هل ما زال ممكناً إنقاذ المركب اللبناني من الغرق؟

  في الذكرى السنوية الأولى للإنتفاضة أو الثورة أو الحراك، وأياً كان الوصف الموضوعي لما حصل في 17 تشرين الأول من العام الفائت، وما نتج منه، فإنه شكَّل لحظة مفصلية في تاريخ لبنان، إذ لم يعد ممكناً العودة إلى الوراء وطيّ الصفحة. لحظة كانت بمثابة جرس إنذار للإنهيار المتسارع الذي وصل إليه لبنان، إنهيار يهدد بحصول انفجار إجتماعي كبير وخطير بتداعياته على الوطن: مجتمعاً ودولة. فقد ارتفعت نسبة الذين يعيشون عند خط الفقر إلى أكثر من 55 في المئة، فيما 23 في المئة يعيشون في فقر مدقع، وهذه النسب الى ارتفاع. كما انهارت العملة الوطنية وتجاوز عدد العاطلين عن العمل المليونين حالياً. سِمات ومؤشرات الدولة الفاشلة صارت واضحة في لبنان. البيت يحترق وما زال الخلاف قائماً حول "جنس الملائكة" كما تدل على ذلك المناورات والاشتباكات السياسية عشية انتظار، وقد يطول هذا الانتظار، ولادة حكومة الانقاذ...