الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

لقاء "هادئ وعقلاني" بين عون والحريري... وهدنة حتى الإثنين

المصدر: "النهار"
فرج عبجي
فرج عبجي
الحريري في بعبدا.
الحريري في بعبدا.
A+ A-
بعكس كل التوقعات التي سادت مساء الأربعاء بعد دعوة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الرئيس المكلف سعد الحريري إلى زيارة قصر بعبدا لوضع حد لمسألة تشكيل الحكومة، تمكّن عون والحريري من ضبط إيقاع التصعيد وحصره في إطار النقاش في تشكيل الحكومة. ويمكن اختصار اللقاء بثلاث كلمات؛ هدوء، عقلانية وحوار، فالطرفان أرادا الدخول في العمق لإنضاج حوار فعلي يؤدي إلى تشكيل حكومة إنقاذ. ووفق المعلومات التي حصلت عليها "النهار"، أن الرئيس عون طرح أسئلة في العمق لمعرفة التصور الكامل للحريري في عملية تشكيل الحكومة، والأخير كان متعاوناً لكنه لم يعطِ إجابات نهائية واستمهل المزيد من الوقت في انتظار شيء لم يفصح عنه، خلال حديثه مع عون.
في الشكل، بدا واضحاً أن الطرفين يريدان تهدئة الأوضاع وعدم الذهاب إلى التصعيد، وظهرت مروحة من الاتصالات لتذليل العقبات، وأبرزها توجه المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبرهيم إلى قصر بعبدا وعين التينة قبل صعود الحريري إلى بعبدا. أما في المضمون، فالأمر ما يزال في إطار عملية الأخذ والرد، ولا يمكن القول "فول إلا ما يصير في المكيول"، خصوصاً أن الحريري لم يتحدث عن انفراج نهائي، إنما أشار إلى مواصلة النقاش لتشكيل حكومة قادرة على وقف الانهيار. لكن مصادر متابعة لعملية التأليف لا تستبعد أن "تكون مهلة الأيام الفاصلة بين الخميس والإثنين مصيرية وقد تؤدي إلى ولادة الحكومة".
الحريري وصل إلى قصر بعبدا قبل عشر دقائق من الموعد المحدد، ودخل مباشرة إلى لقاء الرئيس عون. ودام اللقاء نحو 50 دقيقة، خرج من بعده الحريري إلى بهو القصر ودخل إلى قاعة جانبية، قبل التوجه إلى منبر الكلام ليكشف عن مضمون لقائه مع عون. وقال الرئيس الحريري: "تشرفت بلقاء رئيس الجمهورية بعد فترة طويلة، وتحدثت معه في تطلعاتي بشأن الحكومة، على أن تكون مؤلفة من 18 وزيراً من الاختصاصيين، لكي ننتشل البلد من الأزمة الاقتصادية التي يغرق فيها. ففي نهاية المطاف، الهدف الأساسي من أي حكومة هو وقف الانهيار الذي نواجهه اليوم. وقد استمعت لملاحظات فخامة الرئيس، واتفقنا على أن نجتمع مجدداً يوم الإثنين المقبل في لقاء آخر، لكي نتمكن من الخروج بشيء واضح للبنانيين كحكومة بإذن الله. وفي هذا اللقاء، ستكون هناك بعض الأجوبة الأساسية حول كيفية الوصول إلى تشكيلة حكومية في أسرع وقت ممكن".
وأضاف: "الهدف الرئيسي اليوم من أي حكومة هو السير بدايةً بوقف الانهيار من خلال برنامج صندوق النقد الدولي وأن نعيد ثقة المجتمع الدولي بالبلد. ترون كيف تتدهور الليرة اللبنانية يومياً، وإذا نظرنا إلى الوضع الاقتصادي، نجده لا يبرر أن تكون الليرة بهذا الانهيار، لكن ما يبرر ذلك هو غياب الأفق عند الناس، عند الأب الذي يصحو صباحاً ولا يعرف كيف سيوصل أبناءه إلى المدرسة أو يطببهم أو غير ذلك. من هنا، فإن الهدف الأساسي من هذه الحكومة التي يجب أن تتشكل بأسرع وقت ممكن هو وقف كل ذلك وإعطاء الناس الأمل لكي نوقف الانهيار لليرة اللبنانية".
وتابع: "ربما رأى اللبنانيون بالأمس اصطداماً بين رئاستي الجمهورية والحكومة، وقد أتيت اليوم لكي نحاول التخفيف من هذه الاصطدام ونعمل على تهدئة الأمور. الاثنين المقبل سنعقد اجتماعاً آخر بإذن الله، وكما كنت دائماً صريحاً معكم، سأبقى كذلك وسأقول لكم في كل لحظة ما الذي يحصل. الآن هناك فرصة، لنستغلها لكي نتمكن من الخروج بشيء ما الاثنين المقبل".
ثم غادر الحريري من دون الإجابة على اسئلة الصحافيين، واكتفى بالرد مبتسماً على سؤال بشأن منسوب التفاؤل بنتائج اللقاء الذي حصل مع الرئيس عون.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم