الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

"جريمة كبرى"... المفتي قبلان: مصير الأوطان لا تقرّره الأمعاء

المصدر: "النهار"
المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان.
المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان.
A+ A-
أكّد المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان أن "التردّد والورقة البيضاء حرام والحياد جريمة كبرى"، مضيفاً "سنقول نعم كبيرة جداً للائتلاف الوطني المتشكل من الثنائي الوطني وشركائه".
 
جاء كلام قبلان خلال خطبة العيد لهذا العام بعدما أدّى صلاة العيد في مسجد الإمام الحسين، في منطقة برج البراجنة، حيث قال: "يمر علينا عيد الفطر هذا العام، ونحن نعيش أعتى معركة داخلية وخارجية، لأن من يريد رأس لبنان قد وظف كل إمكاناته للقضاء على هذا البلد العزيز، من خلال أدوات الفتك السياسي والمالي والاقتصادي والمعيشي والاجتماعي، فنهب ودائع ناسه، وأفلس الدولة، وشل قدرتها، وصادر قرارها السياسي النقدي، وأغرق البلد بالجريمة والفوضى والعتمة والبطالة والتضخم والبؤس، فضلاً عن التحكم بالأسواق وقطاع الدواء والاستشفاء والإعلام والمال".
 
وأضاف: "يجب أن يفهم اللبنانيون أن صيغة النظام الطائفي التي أسّس لها الانتداب الفرنسي حوّلت البلد كانتونات طائفية وكارتيلات سياسية لا تشبع من نزعة الإقطاع الطائفي والجشع السياسي العائلي على حساب مصالح شعب هذا البلد، ولذلك يجب استئصال الصيغة الطائفية من الجذور لصالح دولة المواطنة والوطن، وهذا أكبر مطالب الله بشعبه المستعبد في هذا البلد المقهور".
 
في السياق، توجّه قبلان إلى اللبنانيين بعامة والشيعة بخاصة، قائلاً: "الاستحقاق الانتخابي عبادة كبرى، وفريضة وطنية وأخلاقية ودينية حاسمة، والتردّد ممنوع بل حرام، وترك المعركة الانتخابية حرام، والورقة البيضاء حرام، لأن البلد والسلطة أمانة الله، إيّاكم أن تضيعوها، ومن يعتزل المعركة الانتخابية، إنّما يعتزل أكبر فرائض الله، ومعركتنا مع شياطين الإنس أخطر من معركتنا مع شياطين الجن، والأميركي مع حلف إقليمي تطبيعي يخوض معركة إنهاك لبنان، وحرق الأخضر واليابس، بهدف صهينة لبنان، والحياد ما هو إلّا جريمة كبرى، والمعركة معركة مصيرية. وهنا أقول لسماسرة واشنطن، مَن يتاجر بوطنه أسوأ من إبليس، ونحن نعرف تماما الأسعار والفواتير وثمن الحملات المسعورة، لكن أتأسف لخوض واشنطن وحلفائها حرب حرق البلد، عبر طبقات سياسية ومالية وإعلامية بأثمان بخسة".

وتابع: "أيّها الإخوة المؤمنون في 15 أيّار سنخوض أكبر معركة وطنية، والعين على تحرير القرار السياسي، وإنقاذ البلد من التبعيات الخبيثة. والقضية ليست قضية غالبية نيابية متجانسة بقدر ما هي أولويات وأهداف وطنية، والباقي تفاصيل، والحر شجاع، والشجاع قوي، والأوطان لا تقوم إلا بأحرارها الشرفاء الشجعان. وهنا أقول لإخواننا في الطوائف اللبنانية، الله عدل وسلام وأمان ورحمة وإنصاف ومحبة ونبل وعطاء وضمانة لكل خلقه وناسه، وهذا ما نريده لهذا البلد المنهك بلعبة الزعامات الطائفية والارتهان الأميركي، والحرب الأهلية تذكروها هي دمار إنسان وخراب بلدان، والنفط الأسود محرقة، والسفارات أوكار تحريضية، والنعرات الطائفية سلعة سياسية مسمومة، والخوف على الطائفة كذبة إقطاع، والطوائف أسيرة الطرابيش الطائفية، ولا يحرّرها إلّا دولة المواطنة ونظامها العادل، وهذا ما يجب أن يحوّل الاستحقاق الانتخابي إلى ثورة وطنية لإنقاذ لبنان من الإقطاع الطائفي ومزارعه".

كما توجّه إلى اللبنانيين بكل طوائفهم: "نريد أن نعيش معاً بعيداً عن عقلية غالب ومغلوب، وبعيداً من نزعة التطويف والتخوين والتخويف والمتاريس النفسية والجمهوريات البغيضة، فالتجربة السياسية بصيغة النظام الطائفي مزقتنا، وفرّقتنا وحولت عائلتنا الوطنية الواحدة إلى دويلات خوف وقلق وحقد وقطيعة، لصالح إقطاع السلطة، وعائلة صفقاتها، وكارتيلاتها المتوحشة. وأهم وظيفة وطنية اليوم للطوائف تكمن باقتلاع الأوثان السياسية الفاسدة من بيوت الله، ومن صدور ناسنا ومجتمعنا، لأن خيانة الشعب والطوائف سببها النظام الطائفي المجرم والإقطاع الذي كشف لبنان عن أسوأ إفلاس تاريخي شامل".
 
في الختام، شدّد قبلان على أن "مصير الأوطان لا تقرّره الأمعاء، بل الكرامة، وتاريخنا بالكرامة مضرب مثل في العالم، فإمامنا علي بن الحسين زين العابدين علّمنا: أن القتل لنا وكرامتنا من الله الشهادة".
 
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم