الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

عوده ترأس جنازاً لراحة أنفس ضحايا انفجار المرفأ: لا تيأسوا ولا تهجروا أرضكم إرادة الحياة ستنتصر

المصدر: النهار
عوده ترأس جنازاً لراحة أنفس ضحايا انفجار المرفأ
عوده ترأس جنازاً لراحة أنفس ضحايا انفجار المرفأ
A+ A-
شدد متروبوليت بيروت للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده، على أنه "إذا لم يتوصل القضاء اللبناني إلى قول كلمة العدل باسم الشعب اللبناني، بسبب التدخل السياسي وإعاقة التحقيق، فنشجع الأهالي ونطالب معهم بإنشاء لجنة تحقيق دولية للنظر في أفظع جريمة حصلت في هذا العصر"، لافتاً الى "أن ما قاله فخامة الرئيس أن لا أحد فوق العدالة مهما علا شأنه، يجب أن يدفع الجميع إلى الإدلاء بشهاداتهم تسهيلا للتحقيق واحتراما لدماء الضحايا". وقال في قداس وجناز لراحة أنفس ضحايا انفجار مرفأ بيروت، في كنيسة القديس نيقولاوس في الأشرفية: "سنة انقضت ولم تكشف الحقيقة. سنة آلام ودموع وغضب مرت على أهل هذه المنطقة ولم يتوصل المعنيون إلى جواب يشفي غليل المصابين، أو يطرد الخوف من قلب طفل يتيم، أو يبرد حرقة أم ثكلى أو أب مفجوع أو عائلة منكوبة. أتراه صدفة أم عملا مقصودا منع ظهور الحقيقة؟ وهل بذل الجهد المطلوب من أجل كشفها أم أن العصي في الدواليب تتضاعف كلما تقدم التحقيق واقترب من بعض الحقيقة؟
 
أليس هذا ما يفضحه تقاعس كل من يتهرب من مساعدة التحقيق وكشف المعلومات والتلطي وراء عراقيل وحصانات هي ساقطة أمام دم الأبرياء وأرواح الضحايا؟ 
عيب أن يتقاعس إنسان ويتعامى عن واجبه. ألا يحرقكم دم الطفلة البريئة ألكسندرا؟ ألم يمزق أحشاءكم رحيل الشاب الياس المشبع بالحياة؟ ألا يؤرق مضاجعكم سقوط الممرضات في مستشفى القديس جاورجيوس، وغيره من المستشفيات، وهن يضمدن جروح من قد يكون أحد أقربائكم؟ أو سقوط المرضى الذين جاؤوا يتوسلون الشفاء فإذا بهم ضحايا عمل آثم لا يد لهم فيه؟ ألا يؤنب ضمائركم يوميا سقوط أبطال فوج الإطفاء الذين استدعوا ولبوا النداء، لكنهم لم يعودوا لأن أشلاءهم اختلطت بركام المرفأ؟ ما ذنب هؤلاء الأبرياء؟ وما ذنب أهلهم؟ وما ذنب كل ضحايا هذا الإنفجار المجنون؟ أليس من واجبنا جميعا، مسؤولين ومواطنين، ألا يهدأ لنا بال قبل أن نعرف بوضوح ما حل بعاصمتنا وأبنائها، ولماذا، ومن كان وراء هذه الكارثة المشبوهة؟ ومن أتى بالمواد القاتلة؟ اعتمادنا على القضاء كبير وأملنا أن يتابع المحقق عمله بنزاهة وصدق وشجاعة. كما نأمل أن تتضافر الجهود من أجل مساعدته على جلاء الحقيقة".
 
وأضاف: "ما حصل في 4 آب لم يستأهل استنفار الدولة كلها من أجل كشف الحقيقة، مع أن أركان الدولة وعدوا ليلة الكارثة بعدم تمريرها من دون محاسبة. وما يحصل منذ قيام الإنتفاضة الشعبية التي رفضت الواقع المرير، يؤكد أن ما يلزمنا هو تغيير جذري في الذهنية وفي ممارسة السلطة. 
 
نحن بحاجة إلى مسؤولين يحترمون الدستور ويطبقونه بلا استنسابية. نحن بحاجة إلى احترام أسس الديموقراطية، وفصل السلطات، وتحصين القضاء، واحترام القانون، واعتماد المساءلة والمحاسبة من دون تمييز. والمحاسبة تكون من الشعب أولا. إن لم يكن الشعب واعيا واجباته لن يتمكن من تحصيل حقوقه. فيا أبناء بيروت ويا أيها اللبنانيون لا تيأسوا ولا تهجروا أرضكم ووطنكم بل تشبثوا بالأرض التي جعلكم الرب فيها. بيروت دمرتها الخطيئة مرات، لكنها في كل مرة كانت تعود أبهى مما كانت. 
 
لا تنسوا أحباءكم وما حل بهم وبكم ولكن تشبثوا بالأمل وليكن رجاؤكم بالله عظيما. لا تدعوا أحدا يسرق طموحكم وسعادتكم. أرفضوا الذل والإهانة والاستهتار بحياتكم ومستقبل أولادكم. لا تتهاونوا في كل ما يخص حياتكم ووطنكم. إرادة الحياة ستنتصر. الحق سينتصر. بيروت لا تستحق إلا الحياة، ومن صمد على غدر الزمان سينتصر على غدر البشر". 
 
وفي عيد الجيش، سأل الله "أن يحفظ جيشنا ويمنحه كل قوة وبركة لكي يبقـى حامي الوطن ودرعه الأمينة".
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم