السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

"أمي قالت: لأنّك بنّوتي"... سامر خزامي يروي تجربته الصعبة مع التحرّش (فيديو)

المصدر: "النهار"
خبير التّجميل سامر خزامي.
خبير التّجميل سامر خزامي.
A+ A-
كشف اختصاصي التجميل سامر خزامي عن تعرضه للتحرش قبل عشرين عاماً، حين كان في سنّ الرابعة عشرة، وذلك في إطار حملة "افضح متحرش" التي لاقت انتشاراً في الفترة الأخيرة في لبنان بُعيد كشف فتيات التحرش بهنّ من الصحافي جعفر العطار.
 
وقال خزامي، في فيديو نشره في صفحته بفيسبوك، أنه "لا يتوجب عليه الاعتذار عن الخروج على الملأ بأمر شخصي، بل يجب على الجميع أن يتعلّم، حتى لو كان البعض لا بتقبّل الأمر أو لا يصدّقه"، لافتاً إلى أنّ "على الجميع أن يعلم بأنّ طفله قد يكون أحد ضحايا هذه التجربة، وقد يمرّ بصدمة تجعله لا يتفوّه بكلمة حتى، ويعيشون حياتهم تحت تأثير (اضطراب التوتر ما بعد الحوادث PTSD)".
 
 
خزامي، الذي أشار إلى أن "الشخص الذي تحرش به قبل عشرين عاماً، في بيت أهله وبوجودهم، تحرش أخيراً بصبيّ في الثالثة عشرة أو الرابعة عشرة"، قال باكياً: "هذا الموضوع حسّاس بشكل كبير بالنسبة لي"، مشيراً إلى أنّ الطفل "لم يتمكّن من إخبار أهله لأن كان مرعوباً، ويخاف من أنّ أحداً لن يصدّقه"، كاشفاً عن أنّ "المتحرّش هو من أحد أفراد عائلته"، من دون أن يكشف عن هويّة أو صفة المتحرّش، في إشارةٍ إلى أنّ المعتدي قد يكون شخصاً قريباً جدّاً، وأنّ الخطر قد يكون في مصدر الأمان المفترض.
 
وتحدّث خبير التجميل، الذي يعدّ واحداً من أشهر خبراء المكياج في لبنان والعالم العربي، عن تجربته الشخصيّة، بتأثّرٍ شديد، كاشفاً عن معضلة نعانيها في مجتمعاتنا الذكورية في تعاطيها مع قضايا التحرش والتي تتلخّص بتذنيب الضحايا بدل مساندتهم ودعمهم وتجريم المتحرّش. وفي هذا الإطار، تطرّق إلى طريقة تفاعل والدته حينذاك مع شكواه عن المتحرّش، قائلاً: "ذهبت إلى أمي أرتعد من الخوف، لم أكن أعلم ما عليّ فعله، ولكن علمت أنه عليّ إخبار والدتي. وماذا فعلت؟ لقد صفعتني على وجهي وقالت لي: كفّ عن كونك (بنّوتي)، هذا بسبب تصرفاتك الأنوثية"، متابعاً: "حمّلتني الذنب، قائلة إن سلوكي قد يُساء فهمه، وقد يعطي انطباعاً سيئاً عني. وأنا كشخص في سنّ الـ13 أو الـ14 صدّقتها".
 
وفي إشارةٍ إلى مدى تأثير تعاطي الأهل والمحيط مع حالات مماثلة على نفسيّة الطفل، قال خزامي: "أنا لم أصدقها فقط، بل عشت طوال حياتي ليس فقط مع أذى التعنيف الجنسي الذي تعرضت له، وإنما مع أذى التصديق بأنّ ما قالته والدتي صحيح وبأنني المذنب عما حدث معي"، متابعاً: "حين علمت بالصدفة من خلال صديقة لي بأن المعتدي تحرّش بصبيٍّ أخيراً، أدركت بأنني مجرّد ضحية"، مؤكّداً "كنت مجبراً على السكوت لمدة عشرين عاماً، ولكن لن أسكت بعد الآن، وسأفعل ما بوسعي، وبنفسي، لأجل ان يدفع هذا الرجل الثمن". وتوجّه للمتحرّش، الذي أكد أنه أحد أقربائه، قائلاً: "اليوم، لن أبقى صامتاً، بقيت 20 عاماً، وما زلت تتحرّش بأطفال آخرين. ستدفع الثمن، أنا لا أهددك، لا أستطيع تسميتك الآن بسبب الدعوى القضائية التي رفعتها، ولكنك ستُحاسب عن كلّ طفلٍ تسببت له بالأذى".
 

وإذ أكد أنه لا يروي الحادثة "لمجرد مشاركتها في مواقع التواصل الاجتماعي"، قال: "لا أريد من أحد أن يتأثر بالحادثة، بل أريد من الجميع أن يكون حذراً لأنّ الأطفال ما زالوا يعانون من التحرش"، موجّهاً دعوته إلى ضحايا التحرّش من الأطفال لأن "يعوا بأنهم عليهم أن يخبروا أحداً يثقون به، أو أن يخبروا الشرطة. أنتم ضحايا، لا تكتفوا بالصمت أو تشعروا بالعار أو بالذنب".
 
كما توجه برسالة إلى الأهل، طالباً منهم أن "يثقّفوا أنفسهم، ويظهروا لأبنائهم الدعم والحب"، مشيراً إلى أنّ "الوصمة في حال الكشف عن أمر التحرش، وجعل الطفل يعيش مع الشعور بالعار والخوف من المجتمع، تؤذي نفسيته وتدمّر شخصيّته وتجعله يعيش مع "اضطراب التوتر ما بعد الحوادث PTSD"، وسيعيش حياته كاملةً مع الشعور بالخوف والذنب وعدم الأمان".

وإذ كشف عن أنه "خضع للعلاج النفسي وهو بحال أفضل الآن"، تمنى خزامي "أن ندعم جميعنا بعضنا البعض، في سبيل نشر الوعي حيال الظاهرة، وأن لا نقول إنّ ذلك لن يحدث أبداً في عائلتنا ومع الأشخاص الذين نعرفهم"، مردفاً: "ذاك الرجل قريبي، وأنا الآن أعلم أنّ التحرش الجنسي يحدث في أي بيت، في أي منطقة، وفي أي دولة، سواء في لبنان أو أي مكان. فلا تظنوا أنكم وعائلتكم وأطفالكم مستَثنون".
 
يذكر أنّ اختصاصي التجميل سامر خزامي كثيراً ما يثير الجدل بإطلالاته الجريئة، وقد أثار في الآونة الأخيرة ضجّةً بين أوساط المتابعين على "إنستغرام" بسبب ظهوره وهو ينتعل حذاء نسائياً بكعب عالٍ، ما يعتبر خطوة جريئة منه لم يسبق أن اعتمدها غيره من الرجال بهدف دعم حقوق المرأة في المجتمع.
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم