الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

أقوى مسلسلات رمضان... مُنتجون لبنانيون يتحدّثون لـ"النهار" عن "عجيبة" الاستمرار

المصدر: "النهار"
فاطمة عبدالله
أقوى مسلسلات رمضان.
أقوى مسلسلات رمضان.
A+ A-
يُسدّد كورونا للموسم الرمضانيّ ضربة موجِعة. إنتاجات أُرجِئت وأخرى تبخّرت، والمنافسة بعملٍ لبنانيّ، أو لبنانيّ مشترك واحد، لكلّ شركة. تُمسك الجائحة عنق الإنتاج الدراميّ للسنة الثانية، وتُرغم صنّاعه على اللهاث للحاق بالسباق. لم يكن سهلاً التصوير في لبنان بسبب الإجراءات. البلد إغلاقٌ ففتح، فإغلاق تام. كاميرات انتقلت إلى دبي، وأخرى صمدت في بيروت بوجه العصف. ليس الوباء وحده مُسدِّد اللكمات. تتعدّد الأفواه المُفترسة: سعر الدولار، المجزرة الاقتصادية، خفوت سوق الإعلانات، وموت الشاشة (تقريباً). المنصّات، نسمة، في هذا الاختناق، والسوق الخارجية نافذة لبعض الأمل. ومَن لا يملك باباً نحو الخارج والبثّ الرقميّ، ينجو اليوم بأعجوبة. تفرض الجائحة شروطها وتُرغم الإنسان على التكيّف. لا يمكن البقاء في الأمس وأدواته. أشكال النجاة جديدة. منتجون لبنانيون صوّروا، فهزموا الصعوبات. نسألهم عن أقوى المسلسلات، وإرادة الوقوف بشجاعة أمام الريح.
 
 
صادق الصبّاح: رسالة البقاء
"ليست هذه الظروف عادية على الإطلاق. الصعوبات هائلة، فدوّرنا الزوايا وأنجزنا"، يحمد المنتج صادق الصبّاح الله. الشارع يشتعل والغلاء ينهش الفقراء، وبرغم الوجع الإنسانيّ، تجد شركة "الصباح أخوان" في مواصلة العمل رسالة. "صناعتنا تشغّل الآلاف: نجارة، حدادة، إيجار فنادق وسيارات، ملابس ومفروشات. كما نُدخل الـFresh Money إلى البلد. جزء من ثقافة الصمود، هي العائلات التي في أمسّ الحاجة إلى العمل، فتجد في قطاع الإنتاج الدرامي فرصاً للعيش. نعم، لدينا عروض من دول أخرى، عربية وغربية. صعب اتّخاذ قرار مغادرة لبنان. الأمر أشبه بأن تدير ظهرك لمَن تُحبّ ثم تتباهى بالخذلان. استطعنا بيع جزء من أعمالنا إلى الخارج. هذا المَخرج للاستمرار".
 
 
يعيد ما قاله غسان تويني: "الوطن ليس فندقاً"، فكيف نتركه حين تشتدّ الأزمات؟ ويُكمل متسائلاً عن "الكوادر الفنّية والممثلين والتقنيين: (بحملهم وبمشي فيهن؟). الانتقال بهم إلى مكان آخر شاق. نتجاوز المرحلة بالتحفيز والصبر".
 
يقول لمَن تعبوا: "عافاكم الله"، ولا ينتظر كثيراً، بل يتمنّى الخير للمحاربين جميعاً في ميدان هذه الأيام. لديه 6 أعمال: 3 في المغرب، 2 في مصر صُوِّرا في لبنان ("ملوك الجدعنة" و"لحم غزال")، و"2020" اللبناني السوري المشترك. كلّها أعمال عظيمة، يقول. "(ملوك الجدعنة) إنتاج ضخم، أحد أحصنة الشركة الرابحة. و(2020) عمل مميّز جداً، يوجّه تحية ضمنية إلى القوى الأمنية اللبنانية. عملان سيُعلّمان".
 
 
جمال سنان: كذبة نيسان والمُحتوى المُنافِس
يبدأ المنتج جمال سنان بصدمة: "سأترك العمل في لبنان. الوضع لم يعد يُطاق. سأعتزل المهنة. بعد قليل، سنرسل بيان الوداع إلى الصحافة"! كيف، ماذا، أيّ نكسة للقطاع هو هذا الكلام؟ فيضحك: "كذبة أوّل نيسان"! كما صادق الصبّاح، يتمسّك سنان وشركته "إيغل فيلمز" بهذه الأرض. "نعاني، فالأمور (خابصة). لا وضوح في الأفق. إنّه في النهاية، وطننا. نتأقلم، ونُواجه". هو أيضاً ممن لا يطعنون في الخاصرة ولا يوجّهون السكاكين نحو الظهر. "أمكن العمل بسهولة في دول الخليج، لم نفعلها حين كان لبنان بخير، أنفعلها اليوم وهو يغرق؟".
 
 
 
 
 
حاولت الظروف تكبيله، فلم يُذعن. ينافس في ثلاثة مسلسلات: "للموت" (إعلانه الترويجي يُبشّر بالخير)، "الناجية الوحيدة" و"دفعة بيروت". ويُخطّط للمستقبل: "أصوّر عملاً عربياً مشتركاً لما بعد رمضان، ميزانيته ضخمة، ومشاريع أخرى بين مصر والدول الخليجية". يتحدّث عن أهمية المحتوى في ملعب المنافسة، ويعِد: "(للموت) سيترك بصمة. تذكّري كلامي!". مرّة أخرى، يشكو إهمالَ الدولة قطاعَ صناعة الدراما: "منسيّ، لا أحد يسأل عنه". يراهن على المنصّات والنافذة إلى الأسواق: "نجتهد لتقديم محتوى يطوّر المسلسلات، فتختاره الشبكات العالمية كنتفليكس وشاهد. أما الشاشات المحلية، فخذلتنا في أيام عزّها. هكذا سنستمرّ".
 
 
 
 
مروان حداد: باللحم الحيّ
ينتقد المنتج مروان حداد إجراءات الدولة في عطلة الفصح: "كيف ذلك، يُرغموننا على إيقاف التصوير، وهم يعلمون تماماً أنّ الموسم الرمضانيّ على الباب. ثم يضعون خانة لزيارة الكنائس في المنصّة. هذه الإجراءات مضحكة!". يصف صاحب "مروى غروب" المشهد: ممثلون في الفنادق، عرقلة الخطط، مزاحمة لإنهاء التصوير "عالوقت".
 
يُنافس بـ"الباشا"، الجزء الثالث: "عمل متكامل، له تاريخه وجمهوره". يُرجئ "الحيّ الشعبي" إلى ما بعد السباق الرمضاني، فلم تساعد الظروف في ولادته. يتراجع عدد المسلسلات، خصوصاً لمَن لا باب لهم للتسويق الخارجيّ. "إنّها عجيبة"، يصف وضع المنتج القادر على الاستمرار من دون بيع مسلسلاته إلى منصّات وشاشات عربية. أولاً بسبب كوفيد وقيوده، وثانياً الانهيار الاقتصادي وتراجيديا الليرة. فماذا ننتظر من التلفزيونات، وهي في المركب نفسه والغرق الواحد؟ منذ 17 تشرين والإنتاج إلى الوراء، والكلفة كبيرة. وضعتُ طاقتي بـ(الباشا)، منعمل يلي علينا والتوفيق عند الله".
 
 
منافسة، إرجاء، وغياب
يجمع "350 غرام" عابد فهد وكارين رزق الله (الشارة لملحم زين في تعاون مع أسامة الرحباني)، من إنتاج "غولدن لاين" و"آي سي ميديا". رمضان هذا العام فرصة لطيّ صفحة رمضان الماضي، بعد الاستعجال والإخفاق. وللشركتين أيضاً مسلسل "نسونجي بالحلال"، أحد الأعمال الكوميدية القليلة هذا الموسم (لنا عودة للأعمال السورية، والمصرية، والخليجية). يبقى مسلسل "داون تاون" غير المحسوم أمره بعد ("فالكون فيلمز" لرائد سنان). إصابة بطلته ستيفاني صليبا بكورونا، خربط روزنامته. تفيد المعلومات أنّ فريق العمل يكثّف التصوير للحاق بالسباق: "نعمل ليلَ نهار".
 
 
 
 
 
 
"راحوا"، ورقة "أم تي في" وسقفُ رهاناتها، إلى "2020"، لتصدُّر الأرقام. البطولة لبنانية، والشارة بصوت نانسي عجرم. الإنتاج لنديم مهنا، مع رجاء أن تكون كاميرته قد نضجت وتعلّمت تجنُّب الهفوات.
 
 
يخرج مسلسل "ظلّ" مع يوسف الخال من العرض الرمضاني، بعد انسحاب باسل خياط (Media revolution 7)، و"الهيبة" بجزئه الخامس، هو الآخر، خارج المائدة الرمضانية. أما "الساحر" و"النحات"، فقد "تبخّرا" وفق المعلومات. غلطة رمضان الفائت ومهزلته.
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم