كيف يختلف ارتفاع ضغط الدم لدى المرأة؟

ثمة فكرة شائعة بأن ارتفاع ضغط الدم من المشكلات الصحيّة التي تُصيب الرجل بشكل خاصّ. في الواقع، هذه إحدى الأفكار الخطأ الشائعة لأنه في مراحل الأربعينات والخمسينات والستينات من العمر يُصبح الرجل والمرأة عرضة لخطر ارتفاع ضغط الدم بالمعدّل نفسه، لا بل يزداد خطر إصابة المرأة بهذه الحالة بعد انقطاع الطمث أكثر من الرجل.

أمّا قبل سن الـ45 قد يكون الرجل أكثر عرضة بمعدّل بسيط للإصابة بارتفاع ضغط الدم مقارنة بالمرأة، وإن كانت إصابة المرأة ببعض المشكلات الصحيّة يُمكن أن تُغيّر المعادلة، بحسب ما نشر في Healthline.
فهل تختلف فعلاً الأعراض التي يمكن أن تظهر لدى المرأة لدى تعرّضها لهذه الحالة مقارنةً بما يعانيه الرجل؟

ما هو ارتفاع ضغط الدم؟

يرتبط ضغط الدم بتدفّق الدم في داخل الشرايين، ويحصل ارتفاعٌ فيه عندما تزيد هذه القوّة وتتخطّى المعدّل الطبيعيّ لفترة معيّنة. ويُمكن أن تسبّب هذه الحالة الأذى للأوعية الدمويّة والقلب والدماغ وأعضاء أخرى.

بشكل عام، يُصنّف ارتفاع ضغط الدم ضمن قائمة القتلة الصامتين، لأنه يمكن ألا تظهر أعراض واضحة لهذا الارتفاع، فيما يُمكن التعرّض في الوقت نفسه لجلطة أو ذبحة قلبيّة. يمكن أن يعاني بعض الأشخاص آلاماً في الرأس أو دواراً أو نزيفاً من الأنف لدى حصول ارتفاع حادّ في ضغط الدم.

من هنا، تبرز أهمية مراقبة مستوياته بانتظام، وإلا فقد يتعذّر اكتشاف الإصابة بارتفاع ضغط الدم، فيما يمكن أن يؤدي عدم ضبطه إلى مشكلات صحيّة خطيرة، منها القصور في عمل الكُلى والجلطات. كذلك قد يتسبّب الضغط في الإضرار بالأوعية الدموية على المدى البعيد وبالذبحة القلبيّة.

أما ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل فيمكن أن يشكّل خطراً على الحامل والجنين معاً، مع الإشارة إلى أن ارتفاع ضغط الدم يُصيب نسبة 5 إلى 8 في المئة من الحالات في الأسبوع الـ20 من الحمل، ونادراً ما يظهر في مرحلة سابقة. أما الأعراض التي يمكن ملاحظتها فهي آلام الرأس، وأحياناً مشكلات الكُلى والكبد، وأحياناً الزيادة المفاجئة في الوزن والتورم.
ويعتبر ارتفاع ضغط الدم خلال الحمل أو الـPreeclampsia حالة خطيرة لا يمكن الاستهانة بها، وتُسبّب نسبة 13 في المئة من وفيات الأمهات حول العالم. هي حالة يُمكن السيطرة عليها في أغلب الأحيان، وتزول خلال شهرين من الولادة تقريباً. أما النساء الأكثر عرضة لهذه الحالة فهنّ:

-المراهقات
-الحوامل في مرحلة الأربعينات
-النساء اللواتي حملن مرات عديدة
-الحوامل اللواتي يعانين السمنة
-الحوامل اللواتي عانين حالات سابقة من ارتفاع ضغط الدم أو مشكلات في الكلى.

لماذا قد تعاني المرأة ارتفاع ضغط الدم في سنّ مبكرة؟

يمكن أن تكون النساء اللواتي يتناولن حبوب منع الحمل عرضة لارتفاع ضغط الدم بمعدل بسيط، إلا أن هذا قد يحصل أكثر للنساء اللواتي يتأثّرن بالعامل الوراثي، أو اللواتي يعانين السّمنة، أو اللواتي تعرّضن سابقاً لارتفاع في ضغط الدم. وخلال الحمل يمكن أن يرتفع ضغط الدم أيضاً، ومن المهمّ مراقبة مستوياته بانتظام، علماً بأن هذا قد يحصل سواء أكانت الحامل قد عانت ارتفاعاً في ضغط الدم سابقاً أم لا.

كيف يمكن الحدّ من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم؟

يُمكن أن تخفّف المرأة كما الرجل من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم من خلال:
- ممارسة الرياضة لمدّة نصف ساعة أو 45 دقيقة في اليوم خلال 5 أيام في الأسبوع.
- اتباع نظام غذائيّ معتدل الوحدات الحرارية وقليل الدهون المشبعة
-استشارة الطبيب بانتظام.