الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

سحب دخانية وحرائق... خليل الحلو يتحدث لـ"النهار" عن القنابل الفوسفوريّة واستخداماتها

المصدر: النهار
القنابل الفوسفوريّة.
القنابل الفوسفوريّة.
A+ A-
 
من الحرب العالميتين الأولى والثانية، إلى مدينة الفلوجة العراقية في العام 2004، وقطاع غزة في العام 2009، وفي الموصل في العام 2017، وفي مدينة الرقة السورية، بقيت قنابل الفوسفور الأبيض تسقط على رؤوس العسكريين كما المدنيين بطريقة كثيفة وهمجية.
 
يحظّر القانون الدولي استخدام الفوسفور الأبيض ضدّ المدنيين في مناطق مكتظة وآهلة بالسكان. بالاستناد إلى قانون الحرب، يمكن استخدام الفوسفور الأبيض الحارق ضدّ الأهداف العسكرية المنفصلة عن المناطق السكنية أو لأغراض تكتيكية، إلّا أنّه وفق البروتوكول المعمول به منذ العام 1983 يُحرّم استخدامه ضدّ المدنيين.
 
وعليه، لا يُعتبر الفوسفور الأبيض سلاحاً كيماوياً بموجب المعاهدات الدولية، وبالتالي ليس سلاحاً محظوراً كغيره، ومع ذلك يُشكّل استخدامه جدلاً خصوصاً إذا كان يطال المناطق السكنية كما جرى في غزّة.
 
تناقلت وسائل إعلام عربية وأجنبية عن استخدام الجيش الإسرائيلي الفوسفور خلال غارات على أهداف في قطاع غزة. وهي أسلحة حارقة صُمّمت لتوليد حرارة شديدة تبلغ قرابة ألف درجة مئوية إلى جانب قوّتها التدميرية.
 
ما الذي يجب معرفته عن قنابل الفوسفور الأبيض؟
 
يشرح العميد المتقاعد خليل الحلو في حديثه لـ"النهار" أنّ "القنابل الفوسفورية عكس ما تمّ تداوله في بعض الوسائل الإعلامية هي غير محظورة دولياً بل هناك مطالبات لحظرها من قبل بعض المنظمات الطبية وحقوق الإنسان. وحتى الساعة لم تدرج الأمم المتحدة هذه القنابل ضمن لائحة القنابل المحرّم استخدامها".
 
 
على ماذا يحتوي الفوسفور؟
 
بالنسبة إلى كلفتها، يؤكّد الحلو أنّ "مادة الفوسفور يمكن الحصول عليها بسهولة في الأسواق وهي غير مكلفة. إلّا أنّ ميزة الفوسفور أنّه عند احتكاكه بالهواء أو الماء يشتعل، لذلك يستخدم في القنابل الحارقة وبالأخصّ يستخدم بكثرة في القنابل الدخانية. والأهم أنّ المفعول التدميري لقنبلة الفوسفور يوزاي بقوته مواد متفجرة متوفرة في قنابل أخرى".
 
المشكلة في استخدامها
 
يشير العميد المتقاعد إلى أنّ المشكلة في استخدامها أنها عندما تكون موجودة داخل القذائف أو القنابل وتنفجر وتصيب الإنسان لا يمكن لأيّ شيء أن يُطفئها. ويكون المفعول الحارق قاسياً جداً ومؤلماً. وعليه يُستخدم غالباً لضرب المنشآت والتحصينات تحت الأرض، علماً أنه يوجد اليوم مواد فعالة أكثر من الفوسفور.
 
لماذا تُستخدم القنابل الفوسفورية؟
 
يوضح الحلو أن هذه القنابل تُستخدم للحرق، حيث تشتعل المناطق المستهدفة بفعل الفوسفور. كما تُستخدم بهدف حجب الرؤية، وقد استخدمها الطيران الأميركي بكثرة في حرب فيتنام.
 
أمّا بالنسبة إلى أضرارها الصحية، فهي تتفاوت حسب الكمية المستخدمة ولديها مفعول حارق وليس تذويبيّاً. وخطورتها أنها في حال التصقت بالجلد لا يمكن لأيّ شيء إزالتها، لأنها في حال سكبنا عليها الماء تشتعل أكثر. لذلك يعتبر أذى الفوسفور بالحريق الذي يُسببه، وبالتالي إنّ استخدامه ضدّ أهداف مدنية هو فعل إجرامي.
 
 
أمّا عن المواد المشتعلة الأخرى، فيلفت الحلو إلى أنّ "هناك مواد كثيرة بالإضافة إلى الأسلحة الحديثة، إلّا أنّ المشكلة تكمن في طريقة استخدامها والوجهة المقصودة. إن استخدام القنابل الحارقة على الطرقات الفارغة لا يُسبب أيّ ضرر، ولكن في حال استخدامه على مناطق سكنية فهي تؤذّي. وغالباً ما تحتوي القنابل الحارقة على الفوسفور والنابالم كقنابل كلاسيكية، وهناك أيضاً بودرة الألومينيوم لأنّ اشتعالها بطيء وشديد الحرارة...
 
الآثار الصحيّة
 
وفي قراءة عن آثار الفوسفور الأبيض على الجلد، يتبيّن أنّه يُسبب حروقاً من الدرجة الثانية والثالثة. فهو مادة صلبة شمعية سهلة الاحتراق، تستخدم في صناعة الذخائر الكيميائية والدخانية. قد يؤدّي التعرض للفوسفور الأبيض إلى حروق وتهيّج أو تلف في الكبد أو الكلى أو القلب أو الرئة أو العظام، كما أنّه قد يؤدّي إلى الموت.
 
وتجدر الإشارة إلى أنّه تمّ العثور على الفوسفور الأبيض في ٧٧ موقعاً من بين ١٤١٦ موقعاً حدّدتها وكالة حماية البيئة.
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم