عدّاد كورونا لا يتراجع والقطاع الطبي منهك: 1124 إصابة و4 وفيات وإيجابية الفحوص 5.5%

 

يسجل عدّاد كورونا قفزات يومية في لبنانت، فهو لا يتراجع بل يتمدد سريعاً مع المتحورة دلتا سريعاً ويحصد المزيد من الإصابات، وينذر بأخطار صحية مضاعفة على اللبنانيين في ظل الأزمة التي يعاني منها البلد وانقطاع الكهرباء التي باتت تهدد المرضى في المستشفيات وكذلك مخزون لقاحات كورونا التي تحتاج الى تبريد دائم. وبينما سجل العدّاد رقماً مرتفعاً جديداً في الإصابات أمس، حذرت مصادر طبية من خطورة التفشي المجتمعي في مرحلة الرابعة في لبنان والذي يمكن أن يرفع أعداد الإصابات إلى مستويات قياسية ما لم يتم التشدد في الإجراءات خصوصاً وان متحورة "دلتا" تنتشر بين المقيمين تدريجاً، علماً أن الإصابات بين الوافدين عبر المطار مرتفعة ايضاً، وما لم يلتزم المواطنون بالتدابير الوقائية والتباعد الاجتماعي، فإن الموجة الجديدة ستكون شديدة أيضاً خلال الأسابيع المقبلة. وفي وقت تتواصل فيه حملات التلقيح إلا أن أعداد المطعمين نسبة الى عدد السكان ليست كافية، ونحتاج الى مناعة مجتمعية تفوق الـ60 في المئة.

وأعلنت وزارة الصحة العامة في تقريرها اليومي أمس عن مستجدات كورونا، وهو عن تطورات الوباء ليوم الخميس الماضي تسجيل 1124 إصابة جديدة بفيروس كورونا، انقسمت بين 1107 محلية و17 وافدة، ليرتفع العدد التراكمي لإصابات كورونا منذ 21 شباط 2020 تاريخ تسجيل أول إصابة في لبنان إلى 597978 إصابة. فيما بلغ عدد حالات الشفاء المخبري التام 550334 حالة. وبلغ عدد الحالات النشطة خلال الـ14 يوماً الاخيرة، 17979 حالة. وسُجلت في التقرير أيضاً 4 حالات وفاة، رفعت العدد الإجمالي لوفيات كورونا منذ تسجيل أول وفاة في 10 أذار 2020 في لبنان إلى 8035 وفاة. وأوضح التقرير أن عدد فحوص كورونا PCR التي أجريت ليوم الخميس الماضي، بلغ 20477 فحصاً، فيما بلغت نسبة إيجابية الفحوص العامة 5.5%. وبلغت حالات الاستشفاء لأسرّة كوفيد-19 في المستشفيات، وفق التقرير، 439، بينها 215 حالة في العناية المركزة و48 حالة مع تنفس اصطناعي. أما العدد التراكمي للملقحين بالجرعة الأولى ضد فيروس كورونا حتى الخميس الماضي، فبلغ 1421921، بنسبة تغطية لعدد السكان 29.8%. فيما بلغ عدد متلقي الجرعة الثانية 1175384، وبنسبة تغطية 24.6%. أما العدد التراكمي للمسجلين لتلقي اللقاح وفق قاعدة بيانات IMPACT، فبلغ 2407184 بنسبة تغطية لعدد السكان 35.3%.

توازياً، طمأن رئيس اللجنة الوطنيّة لإدارة لقاح كورونا عبد الرحمن البزري إلى أن "اللقاحات حتى الآن لا تزال في مأمن بحيث أن أماكن الحفظ ومراكز التلقيح سليمة وآمنة، وتم اتخاذ قرار بتزويد المراكز بكميات أقل من السابق للتأكد من عدم وجود فائض وذلك في إطار الإجراءات الاستباقية رغم ان كل المواصفات المطلوبة لعملية تبريد اللقاحات متوافرة". 

وأشار في حديث الى أن "سلامة اللقاحات مؤمنة للأسابيع المقبلة لكن استمرار الازمة سيعرض قطاع التلقيح والصحة عموما للخطر، خصوصاً وأن القطاع الاستشفائي يواجه تحديات تتعلق بتأمين الطاقة وفقدان الدواء إضافة الى المشكلة المالية لناحية الجهات الضامنة، وهو لا يحتمل أي موجة جديدة لكورونا".

من جهته، نشر مدير "مستشفى رفيق الحريري الحكومي" فراس أبيض سلسلة تغريدات عبر "تويتر"، جاء فيها: "لا يزال عدد حالات كورونا اليومي في لبنان مرتفعًا، رغم أنه أقل بكثير من عدد الحالات الذي بلغناه في الموجة الأخيرة. ومن الجدير بالذكر أن مستشفانا استقبل العديد من المرضى الذين تم تلقيحهم أو أصيبوا بالفيروس سابقًا، ولا شك في أن سبب ذلك متحورة دلتا الأكثر عدوى. 

وأشار إلى العدد الكبير من الطلبات الواردة لنقل مرضى كورونا من أقسام الطوارئ في المستشفيات الأخرى الى مستشفانا، بسبب عدم توفر الأسرة. فالعديد من المستشفيات لم تعد فتح اقسام كورونا الخاصة بها، أو تطالب بمبالغ إضافية كبيرة من المرضى. 

ورأى أن الأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن عاملي الرعاية الصحية يبدون هذه المرة أكثر إرهاقًا من مرضاهم. أصبحت ظروف المعيشة والعمل لا تطاق، وجودة الرعاية ليست كما كانت من قبل. فهل سيحافظ لبنان على معدل وفيات منخفض لحالات كورونا رغم كل التحديات؟